الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 نوفمبر 2020 02:34
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – على أمل غدٍ سلمي في كاراباخ

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في تقرير للخبير في منطقة القوقاز بهرام أمير احمديان، موضوع اتفاق وقف اطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، حيث أكد الكاتب أن "إيران يحق لها أن تلعب دوراً رئيسياً في حدودها الشمالية الغربية المحاذية لمنطقة الأزمة".

نأمل أن يكون وقف إطلاق النار في إقليم كاراباخ مستقراً. لكن بعد إعلانه على جبهة الإقليم بمبادرة روسية، اندلعت الحرب هذه المرة بين الأرمن والحكومة في أرمينيا تاركةً حكومة باشينيان في حالة انهيار. حيث أصبحت مسألة كاراباخ مسألة هيبة بين البلدين.

بعد وقف إطلاق النار في عام 1994، إثر مساعي مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا كانت هناك فرصة لجمهورية أذربيجان من أجل تنظيم وضعها الاقتصادي. وقد تمكّن حيدر علييف من تطوير حقول النفط والغاز الخاصة بهم وذلك من خلال دعوة المستثمرين الغربيين وكما يزعم أن وجود المستثمرين الغربيين سيؤدي إلى السلام في المنطقة واستعادة الأراضي المحتلة من قبل أرمينيا.

لم يبد المستثمرون الغربيون وكذلك الحكومات الأوروبية والأميركية اهتماماً جاداً في حل المشكلة وعلى الرغم من العضوية الأميركية والفرنسية في مجموعة مينسك إلى جانب روسيا كقادة للمجموعة في مسألة كاراباخ، فإن المجموعة لم تكن تريد و أو لا تستطيع اتخاذ خطوة إيجابية في عملية السلام.

وقد بقيت جمهورية أذربيجان وحيدة أمام أرمينيا والتي كانت قد احتلت أجزاء من بلدها. كل من فرنسا وكذلك روسيا تربطهم علاقات وثيقة مع أرمينيا ويدعمونها كما أن الولايات المتحدة كانت مترددة في العمل مع روسيا ضمن المنطقة. وقد انتهزت جمهورية أذربيجان فرصة عدم الحرب وعدم السلم  ومن خلال إعلانها لموقفها الرسمي المتمثل في حل النزاع من خلال القنوات الدبلوماسية، تجنبت الحرب وانخرطت في التنمية الاقتصادية وتجهيز الجيش الوطني، وهو الأمر الذي لم تتمكن أرمينيا من القيام به.

تفاجأت أرمينيا بالهجوم القوي الأخير والكثيف على الأراضي المحتلة من قبل جمهورية أذربيجان. وقد كان الدافع وراء استعادة الأراضي المحتلة من الوطن بالنسبة للجيش الأذري المُجهز بمعدات حديثة ومتطورة أمراً طبيعياً، الأمر الذي جعله يتمكن من التفوق على قوات الجيش الأرميني وإجبار قواته على ترك معداتهم والتراجع من المناطق المحتلة الواحدة إثر الأخرى.

ومن المقرر في حالة استمرار واستقرار وقف إطلاق النار (الذي انتهك عدّة مرات في الآونة الأخيرة)، أن يتم نشر قوات جيوش الدول الاسكندنافية كقوات حفظ سلام محايدة على خط التماس. وكما يُظهر الاتفاق المفاجئ أمس بشأن المبادرة الروسية لوقف إطلاق النار وانتشار القوات الروسية أن روسيا لا تزال لها اليد العليا في المنطقة.

إن إمكانية إقامة التواصل بين المناطق الأرمينية في كاراباخ وأرمينيا سيكون من خلال إنشاء ممر خانكندي – لاتشين تحت إشراف قوات حفظ السلام الروسية وفي المقابل فإن إمكانية التواصل بين نخجوان والمناطق الغربية لأذربيجان سيكون عبر ممر دالان في جنوب أرمينيا والذي سيكون تحت إشراف قوات حفظ السلام الروسية. من النقاط الإيجابية لبيان وقف اطلاق النار أنه تم التوقيع عليه من قبل رئيس أذربيجان ورئيس روسيا ورئيس وزراء أرمينيا.

النقطة الرئيسية هنا أن هناك ثلاث دول تحد إقليم الصراع وهي: إيران في الجنوب وروسيا في الشمال وتركيا في الغرب. ولماذا روسيا فقط هي عضو في مجموعة مينسك هو موضع تساؤل ومعارضة من قبل إيران وتركيا. حيث أن إيران لديها الحصة الأكبر بالقرب من حدود منطقة الأزمة والصراع والتي يتم تجاهلها في هذه المنظمة. ومن حق إيران أن تلعب دوراً رئيسياً في حدودها الشمالية الغربية المحاذية لمنطقة الأزمة وهو الحق الذي تم نسيانه.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: