الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 نوفمبر 2020 06:30
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – إشارة بايدن إلى أوبك بلس

تناولت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في مقابلة مع المدير العام لشؤون الشرق الأوسط في معهد "أف جي اي" لمستشاري سوق النفط والغاز إيمان ناصري، موضوع إمكانية عودة تصدير إيران لمليون برميل من النفط الايراني عقب تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة.

  • إلى أي جهة تتجه نظرة السوق النفطي عقب الانتخابات الأميركية؟

هذا الأسبوع هو أسوأ وقت في السوق، لأن السوق بأكمله مرتبك بشأن ما يحدث في أميركا، وليس من المعروف في أي اتجاه سيذهب في ظل وجود عدم يقين كبير. ما سيحدث نتيجة لذلك هو سؤال في حد ذاته، فكل تغير يمكنه رفع الأسعار وخفضها.

  • ما هي حالات عدم اليقين التي يشهدها السوق اليوم؟

كانت الانتخابات الأميركية هي أول حالة من عدم اليقين وانتهت. لو كان ترامب هو من فاز لما حدث الكثير من التغيير في سوق النفط، ولكن مع انتخاب بايدن فإن الإشارة الأولى هي أنه سيتم رفع الدعم لقطاع النفط الأميركي وستعود اللوائح البيئية على السيارات والملوثات وغازات الاحتباس الحراري كمان كانت في زمن باراك أوباما، وسوف ينخفض نمو إنتاج النفط الصخري من العام المقبل. في الواقع  سوف يتوقف نمو النفط الصخري وسيؤدي تدريجياً إلى اتجاه هبوطي في إنتاجه بعد انخفاض الاستثمار.

الشك الثاني هو إنتاج النفط وهو مستقل عن نتائج الانتخابات، وهو وفق بيانات الشركات الأميركية سينخفض بشكل كبير في الأشهر المقبلة.

عدم اليقين الثالث مرتبط بالإقفالات التي أحدثها تفشي فيروس كورونا، وتوقعاتنا هي أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر سينخفض الطلب الأوروبي والعالمي على النفط.

تأتي حالة عدم اليقين الرابعة في أعقاب النقاش حول الانتخابات الأميركية وتأثيرها على الإنتاج والاستهلاك في الولايات المتحدة فضلاً عن العقوبات خاصة على إيران وفنزويلا. فإذا جاء ترامب فلما حدث أي فرق. لكن مع انتخاب بايدن قد يستغرق الأمر من ثلاثة إلى ستة أشهر اعتمادًا على الإجماع السياسي في مجلس الوزراء ومجلس الشيوخ بمجرد التنفيذ والسماح للنفط الإيراني بالعودة إلى السوق.

  • كم سيستغرق بايدن من الوقت حتى يسمح لإيران بتصدير نفطها؟

أعتقد أن هذا سيحدث بعد أربعة إلى ستة أشهر. يعتقد البعض أن الأمر قد يستغرق حتى نهاية العام المقبل. في رأيي، كلما أراد بايدن بدء مفاوضات مع إيران، فعليه أن يفعل ذلك، لأن إيران لا تأتي إلى طاولة المفاوضات تحت الضغط الأقصى. يجب على بايدن السماح بتصدير نفط يصل إلى مليون برميل يوميًا مثل أوباما  لإحضار إيران إلى طاولة المفاوضات.

  • يقول البعض إنه حتى دخول بايدن الى البيت الأبيض، سيحاول ترامب زيادة العقوبات وهذا الأمر سيصعب على بايدن العودة في الاتفاق. ما رأيك في ذلك؟

انتهت عقوبات ترامب، الذي فرض العقوبات علی جميع صادرات النفط والمنتجات البتروكيماوية. لكن ايران تمكنت  من تصدير المنتجات من خلال التحايل على العقوبات، وبالتالي من الممكن لإيران الاستمرار في بيع المنتجات في الأسواق السوداء. لذلك لا يمكن لترامب أن يفعل شيئًا إلا زيادة العقوبات على الناس.

  • لماذا لا يستطيع؟

لأنه لا يمكنه تتبع تلك الشحنات. كيف يريدون التعرف على منتجات مثل البنزين الإيراني؟ النفط الخام له ظروف مختلفة، والنفط له هوية وخصائص فريدة.

  • ما هو رد فعل السوق الأول بعد انتخاب بايدن؟

الإشارة الأولى التي يعطيها بايدن لسوق النفط هي إشارة إلى أوبك بأن إيران من المحتمل أن تعود إلى السوق؛ لذلك سوف يؤثر على قرارات أوبك ويزيد من احتمالية تأجيل “أوبك بلس” لزيادة الإنتاج حتى نيسان/ أبريل من العام المقبل (وليس تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام). وبالتالي، فإن الانتخابات الأميركية لها تأثير ضئيل على السوق على المدى القصير ولها آثارها على المدى المتوسط والطويل.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: