الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 نوفمبر 2020 06:21
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – سبع سنوات من نموذج روحاني – ظريف وارتباط الحياة الاقتصادية في إيران بالقرارات الخارجية

أجرت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، تقييماً لأداء رئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف في السبع سنوات الماضي، معتبرة أن إيران تأثرت في هذه السنوات بالقرارات الخارجية، ما يتطلب اليوم تغييراً في سكة ومسير إدارة البلاد.

حاول التيار المؤيد للغرب في إيران، في جميع مناسباته التحليلية، إظهار الديمقراطيين في أميركا على أنهم ممثلين للجهة التي تقبل التعاطي والتعامل مع إيران. أغلب وسائل إعلام الإصلاحيين قامت بعمل ريبورتاج عن فوز بايدن، أي أنها ذهبت لأبعد من الإخبار عن فوز بايدن. وقد سعى بعضهم لوصف هذا الفوز بأنه بمثابة نقطة انطلاق جديدة للعلاقات بين طهران وواشنطن والبعض الآخر سعى لأن يُعرّف ترامب بأنه ممثل الرذائل الأميركية وأن انتهاء رئاسته هي نهاية للمطالب الداخلية في مجال الجنايات المتعلقة بهذا البلد. وعلى سبيل المثال جرت المحاولة لتصوير ترامب على أنه “قاتل الشهيد سليماني” مع تهميش الواقع الآخر وهو مسؤولية النظام الأميركي كله عن هذه الجريمة.

هل إيران مستقلة أم تابعة؟

إن دراسات مجموعة التحليل للتيار المؤيد للغرب قبل انتخابات الرئاسة الأميركية ومجموعة ردود الفعل التي حدثت بعد الانتخابات، تدل على سياسة “أحادية القطب” من قبل هذا التيار، عبر الابتعاد عن الحديث عن تحسين الأوضاع المعيشية للناس، وترى بشكل أساسي أن حياتها ومماتها يعتمدان على وجود أو عدم وجود حزب سياسي في بلد آخر.

في حال أتى الديمقراطيون للسلطة في أميركا فيمكن للإصلاحيين من خلال طرح فكرة التفاعل مع هذه الحكومة البحث عن طريقة حل من أجل المسائل الداخلية لبلدنا ولكن في حال حدث تغيير في الحكومة وعادت السلطة مجدداً للجمهوريين فإن الإصلاحيين سيصلون إلى طريق سياسي مسدود. وقد دفع هذا الجو مجموعة التيار المؤيد للغرب إلى تبيان أن المسائل الداخلية الإيرانية تعتمد على المتغير الخارجي الأجنبي؛ والأمر الذي تؤكّده سلسلة ردود الفعل للإصلاحيين على الانتخابات الأميركية في الأيام الأخيرة، لدرجة أن بعض الأشخاص المعروفين في هذا التيار اعتبر أن القرار بالمشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات الإيرانية السنة المُقبلة سيكون متعلقاً بالنتيجة النهائية لصناديق الاقتراع الأميركية.

وفقاً للنموذج الثوري هنا، فإن تأثير الجو الداخلي للدول على بعضها مقبول كحقيقة ولا يمكن إنكاره وكما أن التغيير في حكومات دول الجوار أيضاً يمكنه أن يؤثر على نمط علاقاتنا الخارجية وتبادلاتنا الاقتصادية، وكذلك تغيير رؤساء الولايات المتحدة له أيضاً آثار على علاقات إيران الخارجية. ولكن الاختلاف بين النموذج الثوري والنموذج المؤيد للغرب واضح حيث أنهم يعتبرون إيران هي  “متغير مستقل” حيث تحدد سيناريوهات جديدة لنفسها في مواجهة متغيرات الحكومات الأخرى بحيث أنه مع قبول حقيقة أن المعادلات الخارجية تؤثر على نموذج ونمط سلوكه ولكن المعادلات الداخلية هي المتغير الرئيسي وإدارتها لا تتعلق أو تعتمد على إصدار خارجي محدد.

ومع الإعلان النهائي عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية وفوز جو بايدن في المنافسة، قامت وسائل إعلام الإصلاحيين ومجموعة التيار المؤيد للغرب بتفسيرهم للوضع الراهن أي عودة الديمقراطيين للبيت الأبيض بأنه نقطة انطلاق للخروج من الوضع الراهن.

بالتأكيد في مثل هذه الظروف إذا كان من الممكن تخيل أو توقع بداية للخروج من الوضع الراهن فيجب العثور عليها في مكان آخر. حيث أن التيار الذي يجد أنه من الممكن تحسين الوضع بناءً على نتيجة انتخابات خارج حدوده لا يمكنه الادعاء بتحسين الوضع في الانتخابات الداخلية (كما أظهرت جيداً تجربة الدورتان السابقتان). إن ظهور تيار ثوري يعيد إحياء الهوية الوطنية الإيرانية على أنها محدد للأوضاع الداخلية يتطلب تغيير الوصفة والتحرك باتجاه نموذج جديد.

إن البناء الداخلي للسلطة ووضع مبدأ أن التفاعل الخارجي السليم لا يمكن تحقيقه إلا في ظل السلطة الوطنية وتعزيز الداخل في البلاد، وهذا هو أول بيان يجب على التيار الثوري وضعه على جدول الأعمال.

وبالتالي فإن اختيار الجسر الذي سينقل البلاد من الوضع الراهن باتجاه الوضع المنشود هو اختيار ما بين التياران، حيث يعتبر أحدهما، أي الإصلاحي، الانتخابات الأميركية هي المتغير الرئيسي لإيران والثاني يعتبر أن الانتخابات الإيرانية هي المتغير الرئيسي أمام الضغوطات الأميركية. الأول يصطدم بطريق مسدود مع تغيير حكومة الولايات المتحدة والثاني يرى أن الخروج من الطريق المسدود مع تغيير الحكومة الإيرانية والنظرة إلى الحقائق الخارجية.

في ظل اعتبار التيار المؤيد للغرب أن تراجع سعر صرف النقد الأجنبي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية هو برهان لأفكاره، فيجب على التيار الثوري أن يظهر نفسه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية من أجل تنحية الفكرة التي تسببت في ارتفاع الدولار لعشرة أضعاف في ثلاث سنوات.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: