الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 نوفمبر 2020 06:12
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – بحث مع حاكم المصرف المركزي في التطورات الاقتصادية بعد نجاح بايدن

أجرت صحيفة "ايران" الحكومية مقابلة مع حاكم مصرف إيران المركزي عبدالناصر همتي، تناول فيها التطورات الراهنة والتغيرات التي ستجري على اقتصاد البلاد بعد نجاح المرشح جو بايدن في الانتخابات الأميركية.

أوضح عبد الناصر همتي حاكم مصرف إيران المركزي أن الاقتصاد الإيراني تأثر بمتغيرات خارجية في السنوات الأخيرة، و خاصة في الأشهر الأخيرة حيث مرت البلاد بأيام صعبة، تزامناً مع العقوبات الأميركية غير المسبوقة ضد إيران، كما وضع تفشي فيروس كورونا أيضًا ضغوطًا كبيرة على المؤشرات الاقتصادية ما أدى إلى ارتفاع سعر الصرف وبالتالي نمو التضخم.

  • كيف تقيمون التطورات الأخيرة في سوق الصرف الأجنبي؟

أوضحت للمواطنين والتجار أن الضغوطات الكبيرة علينا باتت في أيامها الأخيرة، وأخبرتهم أن مخاطر سوق الصرف الأجنبي مرتفعة للغاية وطلبت من الناس عدم دخول السوق.

الآن وبعد ثلاثة أسابيع، نشهد انخفاضًا كبيرًا في الأسعار في السوق حيث كان سعر الصرف المتأثر بالمخاطر غير الاقتصادية خارج السيطرة إلى حد كبير،  وكان واضحًا بالنسبة لي أنه مع احتمال إزالة الصعوبات، فإن تأثير المتغيرات غير الاقتصادية في أسعار الصرف سوف يتضاءل، وسيعتمد السعر على أساسيات الاقتصاد مما سيسمح للبنك المركزي بنشر التوقعات الإيجابية الموجودة حالياً والتي خلقت هبوطاً لسعر الصرف. و في الوقت نفسه  نعتقد أنه من خلال تقليل المخاطر الخارجية وتحديد سعر الصرف بناءً على المتغيرات الاقتصادية ستكون يد البنك المركزي في إدارة السوق أبسط ونتيجة لذلك سيصبح استقرار السوق أكثر وضوحًا من ذي قبل.

  • تم نشر أنباء عن تغيير في أسعار الفائدة في  بعض وسائل الإعلام حيث أشارت إلى ارتفاع في قسم منها والثاني إلى انخفاض فهل اتخذ البنك المركزي قرارا جديدا بهذا الشأن؟

حقيقة أن هذا الخبر المتناقض يظهر أنها شائعات. في الواقع قرر البنك المركزي تعديل السياسة النقدية من خلال التأثير على معدل الفائدة، وسنتخذ الآن قرارات تحدد أسعار الفائدة بين البنوك من خلال المراقبة المستمرة للتضخم وتطورات سوق الأصول ومتغيرات الاقتصاد الكلي الأخرى. لكن في الوقت الحاضر، لا يوجد لدينا قرار بتغيير المعدلات.

ودعونا لا ننسى  بالطبع  أن السياسة النقدية تستخدم بطبيعتها في الآفاق قصيرة الأجل والتعديل في دورات الأعمال، والبنك المركزي يجب أن يتصرف بسرعة ويظهر أنه يستطيع تحديد المخاطر والاستجابة لها بشكل جيد وسريع لذلك لا ينبغي أن يُتوقع من البنك المركزي أن يدير الباب دائمًا على اتجاه واحد.

 وهناك نقطة أخرى يجب أن أذكرها وهي أنه من خلال تحديد إطار السياسة النقدية الجديد، بدأ البنك المركزي عمليات السوق المفتوحة لتوجيه سعر الفائدة بين البنوك نحو السعر المستهدف. وهذه الاستراتيجية موجودة منذ عقود في البنوك المركزية في العالم. وفي الأسابيع الأخيرة أعلن البنك المركزي أيضًا عن اتفاقية استرداد لضخ سيولة طويلة الأجل يحتاجها سوق ما بين البنوك لتمنح مزيدًا من المرونة في إدارة السيولة وأسعار الفائدة وأيضًا إرسال إشارات إلى السوق من موقع السياسة النقدية.

  • هناك قضية أخرى في البنوك المركزية في العالم وهي الشفافية السياسية، فماذا فعل البنك المركزي في هذا الصدد؟

في إطار السياسة النقدية الجديدة، جعل البنك المركزي الشفافية على رأس أولوياته وسيتم نشر جميع إجراءات السياسة النقدية وعمليات السوق المفتوحة على الفور على موقع البنك المركزي وإبلاغ الجمهور بها ومن ناحية أخرى نحن نبذل قصارى جهدنا لتكون لدينا سياسة اتصال قوية مع الأفراد والمشاركين في السوق وتقديم موقف سياستنا للجمهور بسرعة وبشكل واضح.

  • كيف تقيم اتجاه التضخم في الأشهر القادمة؟

في الحقيقة أن هذا العام قد شهد عدة صدمات للاقتصاد الكلي مثل كورونا، وتراجع صادرات النفط الأمر الذي أدى إلى اتجاه تصاعدي في التضخم. ولكن أقول، أنه على الرغم من انخفاض المخاطر في البيئة الدولية وتوقع الاستقرار في الأسواق فمن المتوقع أن تكون مؤشرات الأسعار في الأشهر المقبلة أكثر استقرارًا وبالتالي ستنخفض الضغوط التضخمية التي عانى منها مواطنينا في هذه الأشهر.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: