الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 نوفمبر 2020 06:03
للمشاركة:

صحيفة “The hindu” الهندية – بعد أشهر من بدء مشروع سكة حديد تشابهار بدون الهند، إيران تسعى للحصول على المعدات

تناولت صحيفة "The hindu" الهندية، في تقرير لـ"سوهاسيني حيدر"، موضوع العلاقات الثنائية بين الهند وإيران خصوصا في ما يتعلق ببناء سكك الحديد في مرفأ تشابهار الإيراني، حيث أجرت في هذا الصدد مقابلة مع نائب السفير الإيراني في الهند مسعود رضوانيان، الذي أعلن أن طهران تأمل الآن أن تساعد نيودلهي في تسهيل تجهيز خط سكة حديد تشابهار - زاهدان.

الهند ليست جزءًا من خط سكة حديد تشابهار – زاهدان في الوقت الحالي، ولكن مع بدء إيران المرحلة الثانية من المشروع البالغ طوله 628 كيلومترًا ، تأمل طهران في أن تساعد نيودلهي في شراء معدات لتشغيل خط السكك الحديدية من ميناء تشابهار إلى الحدود الأفغانية.

وفقًا للدبلوماسي الإيراني مسعود رضوانيان، نقلت منظمة الموانئ والبحر الإيرانية إلى الهند مؤخرًا طلبًا للحصول على رافعات ومسارات ومعدات الإشارة، فضلاً عن القاطرات التي واجهت طهران صعوبة في الحصول عليها بشكل مباشر بسبب فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها. كما طلبت إيران تفعيل خط ائتمان بقيمة 150 مليون دولار كانت قد عرضته الهند خلال زيارة الرئيس الإيراني روحاني إليها في عام 2018 لدفع ثمن البضائع.

رضوانيان أوضح في حديث مع الصحيفة الهندية، “أننا ما زلنا نأمل أن يمهد التعهد بخط الائتمان الذي قدمته الهند في 2018 الطريق للتعاون المستقبلي”، مضيفًا أن “مذكرة التفاهم لعام 2016 الموقعة بين البلدين، لم تضع شركة إنشاء السكك الحديدية الهندية ضمن الاتفاقية، حيث لم يكن هناك تقدم في المحادثات، وتولت شركات البناء الإيرانية مسؤولية المشروع”.

وفقًا لوزارة الشؤون الخارجية الهندية، أكملت الشركة الهندية IRCON فحص الموقع وتقرير الجدوى الاقتصادية، وكانت تنتظر من الجانب الإيراني تعيين عقد معها. كما أوضحت مصادر رسمية، لصحيفة “The Hindu”، أن “المشكلة الحقيقية في مشروع سكك الحديد هي أن شركة البناء الإيرانية خاتم الأنبياء تخضع لعقوبات أميركية بسبب صلاتها بالحرس الثوري الإيراني، وعلى الرغم من أن مشروع تشابهار قد حصل على إعفاء خاص من الولايات المتحدة، إلا أن الحكومة الهندية مترددة في ذلك خصوصا وأن التعامل هو مع الحرس الثوري الإيراني”.

في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، افتتح وزير التنمية الإيراني محمد إسلامي في حفل المسار الثاني من مرحلة البناء الثلاثية. اكتمل الآن 60% من مد المسار، بما في ذلك البنية التحتية والبنية الفوقية، ويقول المسؤولون إنهم في طريقهم لإكمال الخط بأكمله بحلول حزيران/ يونيو 2021، والذي سيربط ميناء تشابهار بالحدود الأفغانية، ومن ثم إلى تركمانستان وآسيا الوسطى أيضًا. وقد تم افتتاح المرحلة الأولى في تموز/ يوليو الماضي، ما أدى إلى جدل حول حقيقة أن الهند قد تم استبعادها من المشروع.

دعا رضوانيان “لضرورة النظر إلى المستقبل بدلاً من البحث في الماضي”، مشيرًا إلى أنه “كان هناك بعضًا سوء التفاهم”، وأضاف أن “الشركات الهندية “لا تلعب أي دور في الوقت الحالي” في مشروع السكك الحديدية، مؤكدًا أن “طهران تأمل الآن أن تساعد نيودلهي في تسهيل تجهيز خط سكة حديد تشابهار – زاهدان”. في المقابل ، كانت محطة شهيد بهشتي في ميناء تشابهار، التي تديرها الهند وإيران بشكل مشترك، تعمل بسلاسة، وقد استقبلت 12 ألف طن من البضائع و 8200 حاوية.

تطوير حقول الغاز

وأوضح رضوانيان، عند سؤاله عن تقارير تفيد بأن إيران ستطور المشروع الآن من خلال الشركات المحلية، أن التأخير بسبب العقوبات أثر أيضًا على المصلحة الهندية في تطوير حقل غاز فرزاد-بي، حيث اكتشفت شركة ONGC Videsh الهندية حقلاً في عام 2008، مضيفاً “لقد قالت إيران مرارًا وتكرارًا أنه لا يمكنها الانتظار حتى يتم رفع العقوبات لتطوير فرزاد بي، لهذا السبب قالت إيران مؤخرًا أننا سنسلم هذا الحقل لشركة إيرانية، وسنكمل الاستكشاف والتطوير بأنفسنا”.

وتابع روضانيان قائلًا أن “القضايا المتعلقة بالتعاون بين الهند وإيران قد تم تناولها خلال زيارة وزير الشؤون الخارجية الهندي جايشانكار ووزير الدفاع راجناث سينغ إلى طهران في أيلول/ سبتمبر الماضي”.

نتائج انتخابات الولايات المتحدة

نتائج الانتخابات الأميركية التي أظهرت فوز جو بايدن تتم مراقبتها في كل من الهند وإيران لاحتمال تخفيف العقوبات على طهران، مما يسمح للهند بزيادة مشاركتها مع شريكها التقليدي الذي اعتاد أن يكون موردًا رئيسيًا للنفط في السابق. تراقب نيودلهي أيضًا المفاوضات بشأن اتفاقية تعاون استراتيجي مدتها 25 عامًا بين الصين وإيران يُعتقد أنها تبلغ قيمتها 400 مليار دولار، والتي يمكن أن تمول أجزاء أخرى من تطوير تشابهار، بما في ذلك منطقة التجارة الحرة على طول ساحل مكران، ومشاريع البنية التحتية النفطية. في هذا السياق، أكد رضوانيان أن “الاتفاقية الشاملة” مع الصين لن تمس مصالح الهند بأي شكل من الأشكال.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “The hindu” الهندية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: