الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 نوفمبر 2020 05:11
للمشاركة:

الفورين بوليسي – الكابوس الأسوأ للسعودية

تناولت مجلة الفورين بوليسي الأميركية، في تقرير لـ"آرون ميلر" بعنوان "الكابوس الأسوأ للسعودية"، موضوع العلاقات الأميركية – السعودية، بعد وصول جو بايدن إلى الرئاسة في أميركا، ومصير هذه العلاقة على المنطقة وعلى إيران، واعتبرت أنه في عهد بايدن لن تكون المملكة العربية السعودية محبوبة عند واشنطن بعد الآن.

على مدار الأيام الماضية، انتظرت عواصم عالمية قليلة نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بقدر من القلق، والرياض مثال على ذلك، ولا سيما الشاب الذي يريد أن يصبح ملكاً، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. على الرغم من أنه يدرك جيدًا أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية قد لا تزال تعتبر أكبر من أن تفشل، فإن الانتصار الوشيك لجو بايدن يعني نهاية الحصانة التي وضعتها إدارة ترامب حول المملكة العربية السعودية.

من المرجح أن يعيد بايدن الحديث عن سجل حقوق الإنسان في البلاد، وتعاملات الرياض في اليمن، وجهودها المتهورة لتكديس نفوذها في منطقتها، ما قد يوصل إلى توتر خطابي، خصوصاً وأن إدارة بايدن لا تتطلع إلى الاستثمار بكثافة في الشرق الأوسط.

ولي العهد لديه كل الأسباب للقلق. لقد لعب دوره مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجاريد كوشنر، صهر ترامب والمستشار المؤيد للسعودية في الشرق الأوسط، جيدًا، وأقنعهما بأن السعودية مستعدة لشراء أسلحة أميركية بمليارات الدولارات، مقابل مواجهة إيران، والتواصل مع إسرائيل لتفويض السعوديين لفعل أي شيء في المنطقة. لكن من غير المرجح أن يتماشى الرئيس جو بايدن مع المملكة العربية السعودية وفق نفس السياسات، فقد وصف البلاد بأنها منبوذة، ودعا إلى إنهاء “الحرب الكارثية” في اليمن، وحث على إعادة تقييم علاقة الولايات المتحدة بالرياض. وقال بايدن لمجلس العلاقات الخارجية العام الماضي: “يجب تحديد أولويات أميركا في الشرق الأوسط في واشنطن وليس في الرياض”.

في ظل حكم بايدن، يبدو أن هذه الأولويات ستعمل على تهدئة التوترات مع إيران من خلال العودة إلى الاتفاق النووي مع تجنب الصدام مع إسرائيل. كما سيكون هناك منافس جديد للسعوديين على النفوذ الأميركي، وهو محمد بن زايد، الذي قام بالفعل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، هو أقل تهوراً من محمد بن سلمان، وبالتالي قد يبدو لإدارة بايدن كشريك يمكن الوثوق به أكثر.

بافتراض أن طهران مهتمة بالتقارب مع أميركا، وتبحث عن اتفاق بشأن القضية النووية، خاصة إذا كان مصحوبًا بتعهد مثل تعهد باراك أوباما لإضفاء المزيد من التوازن في السياسة الأميركية في المنطقة والبقاء خارج الألعاب الإقليمية للمملكة العربية السعودية وإيران، فإن الجهود الإقليمية الأميركية من المرجح أن تعكر أجواء الرياض. ومع اهتمام بايدن في الغالب بعدم الانجرار مرة أخرى إلى الشرق الأوسط، فقد لا تكون الإدارة مستعدة لاستثمار كل هذا الوقت أو الاهتمام في المملكة العربية السعودية. وبالتالي طبيعة تأثير هذا التباعد على الرياض غير واضح.

قد يدفع هذا الواقع السعودية لتوسيع العلاقات مع الصين، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي، أو ربما يمكن للدولة أن تأخذ ورقة من الإمارات وتسرع التطبيع مع إسرائيل في محاولة لكسب ود واشنطن. مهما فعلت، من العدل أن نقول إنه في ظل إدارة بايدن، مع أولوياتها في أماكن أخرى، لن تكون المملكة العربية السعودية محبوبة عند واشنطن بعد الآن.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ الفورين بوليسي الأميركية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: