الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 نوفمبر 2020 06:40
للمشاركة:

صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية – فوز بايدن يقلل المخاطر ويزيد الفرص

تناولت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، في مقالة للدكتور الجامعي والمحلل السياسي فیاض زاهد، موضوع ما بعد الانتخابات الأميركية في حال فوز بايدن، وإمكانية انخفاض المشكلات الاقتصادية الحاصلة في إيران.

ترتبط مشاكل إيران الاقتصادية في جزء منها بقضايا الإدارة الداخلية، وجزء آخر بقضايا دولية. وبغض النظر عن قطاع الإدارة الداخلية، سيكون انتصار المرشح الديمقراطي جو بايدن على الساحة الدولية وضعاً فريداً. النقطة المهمة هي ما إذا كانت ستكون هناك شروط بين القادة لاتخاذ قرارات جديدة وتنفيذ استراتيجية أم لا. إذا استغلت إيران هذه الفرصة لمعالجة المشاكل الاقتصادية فستعود الآمال بالتغيير.

بسبب خصائصه الشخصية والنفسية، يجعل ترامب انتقال السلطة أكثر صعوبة. إذا وصل تصويت بايدن الانتخابي إلى 270 صوتًا في الأيام المقبلة، فمن المحتمل أن يقاوم ترامب الهيكل الإداري والسياسي للولايات المتحدة بسبب خصائصه. يُظهر صمت الجمهوريين الهادف في الوضع الحالي عدم رضاهم عن سلوك ترامب. يبدو أنه إذا كانت نتائج الانتخابات لجميع الولايات معروفة، فسنواجه شخصية مثيرة للجدل ستثير ضجة لبعض الوقت، وستحدث أحداث ستظل نقطة ضرر في التاريخ السياسي الأميركي، بل إنه من الممكن أن يترشح ترامب مرة أخرى في الانتخابات القادمة وهذا فريد من نوعه في التقاليد السياسية الأميركية.

شخصية ترامب المزدوجة وعاطفته والسلوكيات التي شهدناها في التحرش بالنساء إلى جانب إذلال السود تُظهر أننا نتعامل مع إنسان يعاني من عقدة أوديب والشخصية المكتئبة ويحتاج إلى فحص نفسي، لهذا السبب أعتقد أن شخصية ترامب وسلوكه سيظلان في الذاكرة التاريخية للشعب الأميركي لفترة طويلة.

يبدو أن عواقب هزيمة ترامب في الانتخابات ستكون محسوسة في الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة. ومع ذلك إذا نجح بايدن في الحصول على الأصوات المطلوبة في الولايات المتبقية فسيتم تحديد نتيجة الانتخابات وسيضطر ترامب في النهاية إلى قبول الهزيمة في الانتخابات ومغادرة البيت الأبيض.

كان بايدن النائب الأول لرئيس الوزراء في إدارة باراك أوباما الذي كان مفاوضًا. أدت هذه المحادثات في النهاية إلى انفتاحات مثل الاتفاق النووي وبعض الانفتاحات الأخرى في المجالات الاقتصادية والدولية. في الوضع الحالي صرح بايدن أنه إذا فاز بالرئاسة فسيعود إلى الاتفاق النووي ومع ذلك فإن جودة هذه العودة مهمة أيضًا.

عندما يدخل بايدن البيت الأبيض فإن رد فعل السوق وخاصة سعر الدولار سيتغير، وسيرتفع سوق الأسهم وتقل أزمات الإسكان ما سيخفف من الضغط الاقتصادي على المجتمع. في مثل هذه الحالة من الممكن إصلاح العلاقات مع المجتمع الدولي من حيث الخدمات المصرفية حتى مع تخفيف العقوبات  سيتم توفير مساحة أكبر للتنفس.

على أي حال، لن تكون علاقة بايدن بإسرائيل هي نفسها علاقة ترامب، و من ناحية أخرى لن يأخذ بايدن السعودية على محمل الجد، وإذا نظرنا إلى الإعلام الإسرائيلي والسعودي في الساعات الثماني والأربعين الماضية  فسنجد أن الإعلام الإسرائيلي يعيش حالة من الصمت والخوف والقلق .

 كل هذا يدل على أن غالبية الإيرانيين لا يتبعون نهج نخب إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهذا يعني أن ثلثي الذين شملهم الاستطلاع في إيران والذين أرادوا تولي بايدن السلطة في الولايات المتحدة يريدون إدارة البلاد بمخاطر أقل. بمعنى آخر، يبحث الناس عن التغيير بمعايير أكثر منطقية ومحسوبة ومفعمة بالأمل.

فوز بايدن في الانتخابات وإمكانية تخفيف التوترات، يؤكد أن هناك حاجة لبقاء شخص كوزير الخارجية محمد جواد ظريف. بغض النظر عمن سيصل إلى السلطة في إيران بعد حكومة حسن روحاني، سيظل ظريف خيارًا في الدبلوماسية، خصوصاً انه وفي ظل هذه الظروف، سيتم تعزيز فرص المعتدلين الموثوق بهم والقادرين على إقامة روابط ذات مغزى مع الرأي العام.

إن شغف الانتخابات الأميركي ستؤدي إلى عودة الشغف الانتخابي إلى الفضاء السياسي في ايران، وتوقعي هو أن حرارة الانتخابات الأميركية ستؤدي إلى حرارة الانتخابات الإيرانية.

لنفترض أن ترامب فاز بالرئاسة ويقول إنه ينوي زيادة الضغط على إيران و من ناحية أخرى ادعى مرارًا وتكرارًا أنه بعد الفوز في الانتخابات سيكون أول من سيتصل بي هم الإيرانيين. زعم ترامب أن الإيرانيين سيتصلون به بعد أسبوع من فوزه في الانتخابات. إلا أن المرشد الأعلى أكد أن هذا الاتصال لن يحصل، بسبب  الاستراتيجية التي اتبعتها الجمهورية الإسلامية في السنوات الأخيرة. وبالتالي سيؤدي هذا بطبيعة الحال إلى زيادة عدم الرضا الاقتصادي الأمر الذي يمكن أن يشكل تحديات خطيرة في الداخل الإيراني.

من أعظم الفرص التي أتيحت لنا على مدى العقود الأربعة الماضية هو الوضع الذي نحن فيه اليوم. تعود مشاكل إيران الاقتصادية جزئيًا إلى قضايا الإدارة الداخلية وجزئيًا إلى المشكلات الدولية وبغض النظر عن قطاع الإدارة الداخلية، يبدو أنه سيتم خلق وضع خاص على الساحة الدولية.

النقطة المهمة هي هل ستكون هناك شروط بين القادة لاتخاذ قرارات جديدة أم لا. بالطبع سياستنا تجاه الولايات المتحدة واضحة ولا تعتمد على قدوم هذا أو ذاك، لكن إذا تم استغلال هذه الفرصة التاريخية لمعالجة المشاكل الاقتصادية، فستعود الآمال عند الشعب.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: