الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 نوفمبر 2020 06:17
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – الانتخابات الأميركية تواجه عدة مشاكل هيكلية

تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقالة للخبير في الشؤون الأميركية فؤاد أيزدي، تأثير الانتخابات الأميركية على الأوضاع في الداخل الإيراني. حيث رأى أيزدي أن بايدن لا يختلف عن ترامب، كونهما يعدان من مجرمي الحرب، حسب تعبيره.

كقاعدة عامة، يجب ألا تؤثر الانتخابات الأميركية على الشؤون الداخلية لإيران لأنه إذا تم انتخاب الديمقراطيين أو عاد الجمهوريون إلى البيت الأبيض ستكون العقوبات مستمرة، والعلاقة الإيرانية الأميركية لن تكون قابلة للإصلاح وليس هناك علاقة  بالحزب الحاكم في هذا الإصلاح.

لكن هذه الانتخابات تؤثر على بلدنا، لأن البعض لم يفهم هذه النقطة وينتظرون أن يأتي المرشح الديمقراطي جو بايدن. لقد كانوا ينتظرون بايدن  تمامًا كما كانوا ينتظرون منذ سنوات الاتفاق النووي ثم الاتفاق الأوروبي، لكن المشاريع السابقة لم تنجح وهذا المشروع بالتأكيد لن يذهب أبعد من ذلك.

كما رأينا، ادعى ترامب التزوير وقام برفع هذه الشكوى إلى المحكمة، حتى أنه قدم بعض وثائقه إلى المحكمة لكن الأسباب قد رُفضت، وفي غضون ذلك أعلن بايدن النصر،  لذا على الرغم من الأجواء النفسية التي خلقها ترامب واستمراره بالشكوى، ستستمر الصراعات حول نتائج الانتخابات.

ترامب الآن يقود حركة في هذا الوضع المضطرب، وحصل على 10 ملايين صوت أكثر من الانتخابات السابقة. لذلك من غير المرجح أن يترك ترامب المشهد السياسي، وإذا لم تنجح هذه الفترة، فقد يترشح مرة أخرى للرئاسة عام 2024 أو يدعم مرشح حزبه (الجمهوري) في الانتخابات المقبلة لذا سيستمر في حياته السياسية. إذا تم فرز الأصوات المتبقية بالإضافة إلى الأصوات البريدية فسنرى ترامب يخسر الانتخابات، لكنه أعلن التزوير لأنه لا يريد قبول الهزيمة وهذه القضية  لا تقتصر على  ترامب، حتى الآن ظهرت العديد مثل هذه القضايا في دول أخرى أيضًا والشخص الذي خسر الانتخابات الرئاسية أثار موضوع التزوير بدلاً من قبول النتائج.

سبب رفض ترامب لنظام التصويت هو فشل الحملة، لأن ترامب لا يفكر إلا في مصالحه الخاصة ولا يهتم بتماسك النظام السياسي لبلاده ولا يهتم بسمعة الولايات المتحدة فهو يفعل ذلك ويعتقد أنه إذا نجح  فسوف يواصل الاحتجاجات القضائية لصالحه ويبقى في البيت الأبيض. من ناحية أخرى، حتى لو لم ينجح فإنه يأخذ زمام المبادرة ويحاول الحفاظ على دوره السياسي في المراحل التالية كشخص تعرض للغش.

إن النظام الانتخابي الأميركي يعاني من عدد من المشاكل الهيكلية التي أدت إلى انتخاب رئيس مثل ترامب. من أهم مشاكل النظام أن من يريد الدخول في العملية الانتخابية، عليه أن يتحمل تكلفة باهظة، لأن النظام رأسمالي هو الذي يقيم هؤلاء المرشحين. فبحسب بحث أجري في الولايات المتحدة، في 94٪ من الانتخابات السابقة، كان يتم اختيار الشخص الذي أنفق أكثر من منافسه. لذلك إذا أنفق شخص ما أقل من خصمه فإن فرصه في الفوز تكون منخفضة وتصل الى  6٪ فقط.

لذلك، يمكن لشخص مثل ترامب وهو ملياردير ولديه موارد مالية، تجاوز هذا النظام دون وجود شخص أو مؤسسة لوقف هذه العملية. هناك مشكلة هيكلية في الولايات المتحدة وليست متعلقة بالانتخابات فقط،  فيجب أن يكون هناك حدودًا أخلاقية لدى الشخص الذي يريد أن يصبح رئيسًا للبلاد، لكن لا توجد مرجعية في هذا البلد للتعرف على هذه الحدود.

 لا يختلف بايدن كثيرًا عن ترامب فهما فاسدان. لذلك وبسبب المشكلة الهيكلية للنظام الأميركي أصبح كل رؤساء هذا البلد مجرمي حرب ويهاجمون الدول دون سبب، ويخلقون مشاكل كثيرة لبلدهم والسبب هو أن الأخلاق اختفت في هذه الأرض.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: