الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 نوفمبر 2020 06:07
للمشاركة:

صحيفة “ايران” – ساكن البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للمتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، موضوع الانتخابات الأميركية والسياسات التي ستعتمدها الحكومة الإيرانية في ظل التغيير الذي قد يطرأ على البيت الأبيض.

لم تعلن النتيجة النهائية بشكل قاطع للانتخابات الأميركية قبل كتابة هذه السطور، لكن بغض النظر عن من الذي سيتولى سدّة الرئاسة في أميركا – رغم المؤشرات التي تدل على سقوط الرئيس صاحب الكراهية- أستعرض مرة أخرى السياسات المبدئية التي أكّد عليها كل من المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني الأسبوع الماضي.

أشار المرشد الأعلى للثورة بأن أي شخص سيتولى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية لن يؤثر على سياساتنا. وفي هذا الصدد ذكّر روحاني أيضاً بأننا لا نهتم بمن يتم انتخابه في الولايات المتحدة ولكن النهج الذي تعمل به واشنطن مهم. وهذه التصريحات لا تعني تجاهل الاختلافات المحتملة في السلوكيات التي قد يتبناها رؤساء الولايات المتحدة على اختلافهم بل تعني تأييد المبادئ التوجيهية التي اتبعتها سياستنا الخارجية في السنوات الماضية وخاصة منذ تولي الحكومة الحادية عشر لمقاليد الحكم.

على مر السنوات الماضية التي اجتمعت فيها إدارة ترامب، بطبيعتها الأنانية والعدائية والبغيضة، مع المجموعة الأكثر وحشية في البيت الأبيض، إضافة لتحريض عدد من دول المنطقة على الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض العقوبات غير القانونية وأحادية الجانب على شعبنا، فقد كانت طريقة حلنا لإنهاء هذه الفوضى غير المسبوقة وخرق القانون بسيطة: العودة للاتفاق النووي والالتزام بالتعهدات التي تم التعهد بها للمجتمع الدولي من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية ككيان شرعي ومستقيم وليس من قبل إدارة أوباما.

من وجهة نظرنا، إن فلسفة الوجود في الاتفاق النووي هي إخراج الاقتصاد الوطني لبلدنا من الألعاب السياسية والأزمات المُلفقة منه حتى لا يكون مسار التنمية الداخلية للبلاد مرتبطاً بصعود وانهيار العلاقات الخارجية. وعليه فقد كانت إحدى مهام الاتفاق النووي مواجهة الاستراتيجيات الصهيوأميركية وبعض أمراء الحرب الإقليميين الذين لم يسمحوا لإيران بالتطور والنمو. وبالطبع فقد كان توظيف التفاعل الخارجي البنّاء رادعاً لسياسات مروجي الحرب الأميركيين وكذلك أرضية لاغتنام الفرص العالمية للتنمية الاقتصادية داخل بلدنا اعتماداً على القدرات المحلية. وهنا يجب أن نتذكر بأن هذه الفلسفة كانت ترجمة وشرح علمي لنصيحة المرشد الأعلى والذي أعاد صياغة تفسير الاقتصاد الداخلي والمنفتح في شرح الاقتصاد المقاوم.

ومن وجهة نظري، كان الاتفاق النووي بطبيعته يحمي التنمية الوطنية للبلاد ويمهد الطريق لظهور القدرات المحلية ضمن الاقتصاد العالمي وكذلك من المنطلق الخارجي المقاومة أمام التنمر والإكراه والأحادية الأميركية ضد الشعب الإيراني، كما أفشل أهداف هذه المجموعة الأميركية المتطرفة والصهاينة والخبثاء في المنطقة الرامية لجعل إيران صغيرة وضعيفة وجعل الجمهورية الاسلامية الإيرانية بلا معنى.

يمكن للشخص الذي سيتسلم مفاتيح البيت الأبيض ويسكنه في كانون الثاني/ يناير، أن يغير سياسة ترامب ويحاول تفكيك هذا النسيج والهيكل الذي أنشأه ترامب بالتزامن مع الحرب على الاتفاق النووي، والحرب على سبل معيشة الإيرانيين ورفاهيتهم. واليوم وصل الضغط الأقصى إلى نهايته خلافاً لما توقعه ترامب، لم تصمد إيران فحسب بل خاضت تجربة اقتصاد لا يعتمد على النفط أيضاً من خلال المقاومة. وتبقى السياسات الإقليمية الناجحة كالدور الذي نشهده في القوقاز اليوم هو أساس الامن الإقليمي. لذلك فإن أي حكومة في الولايات المتحدة ستتسلم السلطة لن يكون لديها أي عقوبات لتفرضها وتفاقم الوضع، كما قال مسؤولو ترامب.

وكما أشرنا فإن إيران رغم كل المصاعب التي تتعرض لها أمة وحكومة، ستلتزم بسياستها المبدئية في الدفاع عن أمن ومعيشة الشعب وستستمر بهذا المبدأ والعهد. ويمكن لأميركا أن تعود للسياسة الحكيمة وأن تنأى بنفسها عن سياسات البيت الأبيض الحالي المعادية للشعب وذلك من خلال احترام الإرادة الحضارية في التمتع المتزامن برفاه وصحة وأمن الإيرانيين. وهذا المسار سيكون لمنفعة السلام والأمن العالميين ولمنفعة شعوب المنطقة أيضاً.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: