الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 نوفمبر 2020 08:23
للمشاركة:

قراءات إيرانية في النتائج المحتملة لانتخابات الرئاسة الأميركية

تركّزت اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة خلال الأسبوع المنصرم (السبت 31 تشرين الأول/ اكتوبر- الخميس 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020)، على انتخابات الرئاسية الأميركية، مجرياتها، نتائجها المتوقعة وانعكاساتها المحتملة على ملفات الأمن القومي الإيراني لاسيما الاتفاق النووي.

صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، نشرت مقالةً ضمن عددها الصادر يوم السبت 31 تشرين الأول/ اكتوبر 2020، للرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن البرلمانية حشمت الله فلاحت بيشه، عبر خلالها عن أمله في فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، قائلًا “بالرغم من عدم وجود فرق جوهري بين الجمهوريين والديمقراطيين في أميركا خلال السنوات الماضية، إلا أن هناك فرق كبير بين أوباما وترامب”.

وأوضح فلاحت بيشه قائلًا، إن “الاتفاق النووي الذي كانت واشنطن وطهران طرفاه الأساسيان، والذي انعكس بشكل واضح على الاقتصاد الإيران دُمر من قبل ترامب، كما أن الأخير انتهج سلوكًا متطرفًا خرج فيه عن المألوف في السياسة الخارجية لأميركا في مواجهة إيران”، منوهًا إلى أن ما سبق لم يحدث بين البلدين إلا نادرًا، ولفترة قصيرة خلال ولايتي الرئيسين الأميركيين ريغان و كارتر.

بدورها، نشرت “وطن امروز” الأصولية، تقريرًا ضمن عددها الصادر يوم الأحد 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، رأت فيه أن “الفكرة الأكثر ثباتًا لدى الإصلاحيين في البلاد هي التفاوض مع أميركا تحت أي ظرف من الظروف”، مستعرضة مجموعة من الصعوبات التي قد تمنع المرشح الرئاسي الأميركي جو بايدن من العودة للاتفاق النووي.

وتابع التقرير، أن “اختيار ترامب أو بايدن قد يمثل أزمة خطيرة للتيارات الموالية للغرب والحكومة، فمن ناحية وضعوا كل بيضهم في سلة بايدن وأن انتصار ترامب رمز التخلي عن الاتفاق النووي،  يمثل نهاية مطلقة لثقة الجمهور في الخيارات والأفكار السياسية لهذه الحركة، ومن ناحية أخرى بالتصويت لبايدن وعدم العودة إلى الاتفاق النووي دون قيد أو شرط، فإن أولئك الذين عزوا هزيمة الاتفاق النووي إلى خرق المرشح الجمهوري للاتفاق، في العامين الماضيين، أصبحوا في مواجهة الضغط الشعبي على نتائج الاتفاق النووي”.

أما صحيفة “ايران” الحكومية، فأوردت مقالة ضمن عددها الصادر يوم الأثنين 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، للكاتب ماري سالاري، رأى خلالها أن “توجهات السياسة الخارجية لبايدن التي تبرز في وعوده الانتخابية بإرجاع بلاده إذا ما فاز في الانتخابات إلى مجلس الأمن الدولي، غير كافية للتنبؤ بالطريقة التي ينظر بها إلى القضايا الدولية بما في ذلك موقفه من إيران”.

وتوقع سالاري، أن تتخذ إدارة بايدن المحتملة مقاربة مختلفة تجاه إيران على الرغم من أنه يرى إيران بشكل واضح مساهمة في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ويشارك خصمه الرأي القائل بأن إيران تدعم الإرهاب. وأرجع الكاتب تمايز بايدن المحتمل في تعاطيه مع إيران إلى “اعتقاد بايدن أن مواجهة دور إيران الإقليمي وتوسيع أنشطتها النووية يجب أن لا تكون بالطريقة التي ينتهجها ترامب، بل من خلال استراتيجية واضحة ذات أهداف محددة وبمساعدة حلفاء أميركا الأوروبيين”. مشيرًا إلى أن وصول ترامب  مرة أخرى للرئاسة سيعني استمرار سياسة الضغط الأقصى المفروضة على إيران.

صحيفة “شرق” الإصلاحية، أجرت مقابلة ضمن عددها الصادر يوم الأثنين 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، مع البرلماني الإيراني السابق علي مطهري، قال خلالها إن “الأمور ستكون أصعب على إيران إذا تم إعادة انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، أما إذا فاز بايدن فإن الأجواء ستتغير قليلًا”.

وأردف مطهري قائلًا إن “هناك العديد من العقبات التي وضعها ترامب أمام الرئيس المقبل إذا ما قرر رفع العقوبات على إيران”، موضحًا أن العديد من العقوبات على إيران جاء بها ترامب كجزء من حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب التي يتطلب رفعها مواقفة الكونغرس”.

من جانبها، نشرت صحيفة “جوان” الأصولية، مقالة ضمن عددها الصادر يوم الأربعاء 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، لعضو الهيئة العلمية في قسم الحقوق بجامعة “تربيت مدرس” علي بهادري جهرمي،  قال فيها إن “صندوق الاقتراع الذي من المقرر أن يكون مثال الديمقراطية الغربية تبدّل الآن إلى منصة لحرب الشوارع”.

وأشار بهادري جهرمي، إلى أن المنافسات الانتخابية في أميركا أصبحت عبارة عن معارك رسمية وميدانية، وهذا ما سيترك وفق قوله أضرارًا اجتماعية على الولايات المتحدة وكل البلدان التي تتبع نفس أسلوب الحكم.، مؤكّدًا أن الديمقراطية أسلوب حكم سيء مقارنة بأسلوب الحكم الأسوأ، وأن خبراء العلوم السياسية ومفكري الحقوق الدستورية الأميركيين متفقون إلى الآن على أن الديمقراطية الغربية الحالية ربما تكون أسوأ أسلوب من بين أساليب الحكم.

وأضاف الأستاذ الجامعي، أن “انتخابات 2020 الأميركية وباعتراف الأميركيين أنفسهم هي انعكاس للنقص الكبير في أسلوب الحكم الليبرالي. ومن المحتمل أن تشهد الولايات المتحدة الأميركية بضعة أيام من الفوضى بعد يوم الانتخابات ومن ثم تهدأ ولكن لا يمكن غض النظر عن الأوضاع التي حدثت إلى الآن”.

كذلك، جاءت صحيفة “ايران” الحكومية، في عددها الصادر يوم الخميس 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، بمقالة للخبير في الشؤون الأميركية محمد مرندي، قال فيها إن “الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لم تكن بين ترامب وبايدن، وإنما كانت اختيار بين بقاء أو رحيل ترامب”، مشيرًا إلى أن الكثير ممن أعطوا صوتهم لبايدن في هذه الانتخابات لم يكن بايدن هو الخيار الحقيقي لهم. بل كان صوتهم فقط من أجل ألا يتولى ترامب مرة أخرى سدّة القيادة في الولايات المتحدة.

وأضاف مرندي، أن “استطلاعات الرأي في هذه الانتخابات لم تكن بعيدة عن الحقيقة، ولكن بالنظر إلى أن معظم وسائل الإعلام تعارض ترامب، فقد اظهرت استطلاعات الرأي التي قامت بها وسائل الإعلام هذه الفارق الشاسع لأصوات بايدن عن ترامب، بينما استطلاعات الرأي القليلة لوسائل الإعلام الداعمة لترامب تشير بأن العكس هو الصحيح، وقد أجرت وسائل الإعلام المناهضة لترامب استطلاعات الرأي على نطاق واسع وذلك من أجل تغيير الطابع النفسي للمجتمع ليتجه نحو التصويت لبايدن”.

من جهتها، نشرت صحيفة “شرق” الإصلاحية، مقالة ضمن عددها الصادر يوم الخميس 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، للكاتبة زينب اسماعيلي سيويري، قالت فيها إن “عبارة ما يهم طهران هو سلوك الولايات المتحدة وليس الشخص الذي يتولى السلطة، لا تبدو قريبة من الواقع للشعب الإيراني الذي كان يتابع نتائج الانتخابات الأميركية هذه الأيام”، وهو ما صرح به الرئيس الإيراني حسن روحاني اخيرًا. اسماعيلي سيويري لفتت إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بيان له أن “السلوك الأميركي بعد الانتخابات مهم لإيران وليس الوعود والشعارات التي أطلقها المرشحون في الانتخابات”.

الكاتبة أكّدت على أن “الهدف الرئيسي للدبلوماسية، هو الحوار بين مسؤولي البلدين حول القضايا التي لديهم، ويجب إجراء مفاوضات لإيجاد حل. وفي النهاية على ما يبدو أنه من الأفضل لهذه الحكومة الإيرانية، حتى لو كانت ستترك السلطة دون أي إنجاز، ألا تنسى على الأقل المحرمات في المفاوضات، حتى يتم حل الخلافات بين البلدين في يوم من الأيام والتي أصبحت مكلفة للشعب”، وفق قولها.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: