الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 نوفمبر 2020 04:01
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – الاختيار بين بقاء ورحيل ترامب

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في تقرير للخبير في الشؤون الأميركية محمد مرندي بعنوان "الاختيار بين بقاء ورحيل ترامب"، موضوع الانتخابات الرئاسية في أميركا، معتبرة أنه في الحقيقة لم تكن هذه الانتخابات بين ترامب وبايدن، بل كانت اختيار ما بين بقاء أو رحيل ترامب.

لم تكن هذه الانتخابات بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، بل كانت اختيار ما بين بقاء أو رحيل ترامب. حيث أن الكثير ممن أعطوا صوتهم لبايدن في هذه الانتخابات لم يكن بايدن هو الخيار الحقيقي لهم. بل كان صوتهم فقط من أجل ألا يتولى ترامب مرة أخرى سدّة القيادة في الولايات المتحدة الأميركية. وكما كان أيضاً بسبب كراهية هذه المجموعة لترامب. وهذه الكراهية نتجت عن سياسات ترامب خلال سنوات توليه رئاسة الولايات المتحدة. ومن سياساته المناهضة للمهاجرين إلى سياساته الداعمة للجماعات العنصرية المتطرّفة وسياساته المتعلّقة بمسألة التأمين الصحي والتي برزت أكثر من أي وقت مضى بوضوح أكبر خلال أزمة كورونا.

وقد أدّت هذه السياسات خلال السنوات الماضية إلى خلق نوع من القطبية الثنائية أو من الأفضل أن نقول القطبية الثلاثية ضمن المجتمع الأميركي والتي ظهرت من خلال طريقة إدلاء الناخبين لأصواتهم في الانتخابات. ولم يقم ثلث الشعب عملياً بالتصويت ضمن هذه الانتخابات والذين يعتبرون القطب الثالث في الانتخابات. ولكن قبل هذه الانتخابات وصل عددهم إلى نصف عدد المقترعين والآن انخفض للثلث بسبب الجو النفسي المُسيطر على المجتمع. وهذا القسم كان جزءً من غير الراضين عن النظام الرأسمالي. وهنالك شرخ عميق بين القطبين الآخرين واللذان يمثلان 65% من المقترعين الأميركيين ويمكن القول بأن الشرخ تحول إلى كراهية فيما بينهما. هذه الكراهية باتت واضحة بين الشعب وبين السياسيين الذين يقودون هذين القطبين.

هذه الانتخابات حساسة للغاية لاسيما بالنظر إلى الأزمات الكبيرة المتمثلة بالهوية والسياسة والاقتصاد وكذلك الشرخ في الحكم بأميركا. وفي الحقيقة فقد بدأت هذه الفجوة منذ عقود في الولايات المتحدة، منذ أن جعلت الليبرالية والرأسمالية الناس يشعرون بالضجر. وذلك لأن الليبرالية والرأسمالية حوّلت المجتمع إلى مجتمع ثنائي القطب تاركة الشعب يعاني من أزمة الهوية. وفي مجتمع يحمل طابع النظام الرأسمالي والذي هو نظام يُركّز على الفردية، يشتد الظلم. وبعبارة أخرى فإن ما نراه اليوم ضمن المجتمع الأميركي هو نتيجة عقود من الحكم الرأسمالي في هذا البلد والذي نتج عنه أشخاص مثل ترامب. ومن هذا المنطلق عندما يأتي شخص مثل ترامب ويُسرّع هذه السياسات ويعمّق من الفجوات فإنه سيؤدي لجعل الناس أكثر استعداداً للمشاركة في الانتخابات.

استطلاعات الرأي في هذه الانتخابات لم تكن بعيدة عن الحقيقة. ولكن بالنظر إلى أن معظم وسائل الإعلام تعارض ترامب، فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي قامت بها وسائل الإعلام هذه الفارق الشاسع لأصوات بايدن عن ترامب. بينما استطلاعات الرأي القليلة لوسائل الإعلام الداعمة لترامب تشير بأن العكس هو الصحيح. وقد أجرت وسائل الإعلام المناهضة لترامب استطلاعات الرأي على نطاق واسع وذلك من أجل تغيير الطابع النفسي للمجتمع ليتجه نحو التصويت لبايدن.

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: