الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 نوفمبر 2020 04:28
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر يبدأ حكم الأسوأ

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، الانتخابات الرئاسية الأميركية في مقال لعضو الهيئة العلمية في قسم الحقوق بجامعة "تربيت مدرس" علي بهادري جهرمي، اعتبر فيه أن أن الديمقراطية الغربية الحالية ربما تكون أسوأ أسلوب من بين أساليب الحكم.

تواجه الديمقراطية الأميركية تحدّياً خطيراً مع المشاركة غير المعهودة في الانتخابات. وقد أشارت التقارير الميدانية من الولايات المتحدة الأميركية اعتباراً من صباح اليوم الذي يسبق الانتخابات إلى أن الشعب الأميركي قد حطّم الرقم القياسي في المشاركة بالانتخابات المُبكرة، وذلك بإدلاء أكثر من 95 مليون صوت في صناديق الاقتراع. إلا أن هذا الرقم القياسي تسبب في حدوث فوضى غريبة بدلاً من تحسين الوضع المدني في الولايات المتحدة الأميركية، فجميع الاستطلاعات تشير إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات، في ظل استعداد المرشح الجمهوري دونالد ترامب للاحتفال! وفي أعقاب هذا الوضع وكما أن الانتخابات لم تنته بالكامل بعد، بدأ مؤيدو المرشحين برسم خطوط مدنية لبعضهم البعض.

وفي الأسبوع الماضي أقر استطلاع أميركي بأن معظم الأميركيين لن يقبلوا بنتائج هذه الانتخابات مهما كانت النتيجة. وبذات الأسبوع المنصرم هدد ترامب بشكل صريح باغتيال منافسه بالانتخابات جو بايدن في حال فوز الأخير بالسباق الرئاسي. وقد أصبحت الحملات الانتخابية هذه الأيام مشكلة خطيرة ضمن الولايات المتحدة. وأدّى ذلك إلى جانب بيع أو تجارة الأسلحة الحر في أميركا، إلى زيادة المخاوف من الموت بين المواطنين الأميركيين. ومن ناحية أخرى أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الشعب الأميركي يتجه إلى أماكن أكثر أمناً خارج المدن خوفاً من الحروب الأهلية بعد الانتخابات أو أنهم قاموا ببناء تحصينات لنفسهم ضمن المدن. وهذا كله يعني أن الانتخابات الأميركية ستتحول إلى حرب شاملة!

إن نسبة المشاركة الأميركية التي بلغت 65% في الانتخابات المُبكرة أمر غير مسبوق منذ قرن، ولكن هذا الإقبال التاريخي لم يساعد في تحسين الوضع المدني في الولايات المتحدة بل جعل الشعب والسلطة أكثر قلقاً. وقد وضعت هذه المشاركة الجيش الأميركي على أهبة الاستعداد التام.

حتى أن انتقادات الديمقراطية كثرت حيث تعالت أصوات المنظرين الأميركيين، ولم يعد بإمكانهم الدفاع عن هذا النمط من الديمقراطية وهم مغمضي الأعين. وكما تثير التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتي تضاف إلى المعادلة الأميركية الأخيرة أيضاً أسئلة أساسية حول الديمقراطية الأميركية. وهذا الأسلوب من الحكم بعد مرور ما يقارب القرنين، حيث لم يستطع في نهاية المطاف تنظيم الأوضاع الداخلية للولايات المتحدة الأميركية.

إن انتخابات 2020 الأميركية وباعتراف الأميركيين أنفسهم هي انعكاس للنقص الكبير في أسلوب الحكم الليبرالي. ومن المحتمل أن تشهد الولايات المتحدة الأميركية بضعة أيام من الفوضى بعد يوم الانتخابات ومن ثم تهدأ ولكن لا يمكن غض النظر عن الأوضاع التي حدثت إلى الآن. وأضرار الخطاب والأضرار الاجتماعية خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية في البلاد هي إنذار خطير في هذا البلد وباقي البلدان التي تتبع نفس أسلوب الولايات المتحدة في نظام الحكم. وقد أصبحت المنافسات الانتخابية في أميركا عبارة عن معارك رسمية وميدانية وكما أن صندوق الاقتراع الذي من المقرر أن يكون مثال الديمقراطية الغربية تبدّل الآن إلى منصة لحرب الشوارع.

إن كيفية نقل السلطة في الولايات المتحدة هو الآن تحدّ أساسي والذي يتطلب إصلاحاً جذرياً لنظريات وأساليب الحكم. وقد أبرزت انتخابات الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر ضعف الديمقراطية الغربية. ومنه يمكن القول إن “الديمقراطية هي أسلوب حكم سيء مقارنة بأسلوب الحكم الأسوأ”. وخبراء العلوم السياسية ومفكري الحقوق الدستورية الأميركيين هم متفقون إلى الآن على أن الديمقراطية الغربية الحالية ربما تكون أسوأ أسلوب من بين أساليب الحكم.

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: