الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 نوفمبر 2020 03:50
للمشاركة:

راديو زمانه- شفرة مجلس صيانة الدستور أصبحت أكثر حدّة على الانتخابات

نشرت إذاعة "زمانه" الفارسية، والتي تبث من أمستردام والممولة من الاتحاد الاوروبي ووزارة الخارجية الهولندية، تقريراً تناولت فيه تعيين أحمد خاتمي في مجلس صيانة الدستور، مؤكدة أن هذا القرار سيكون له تأثيرعلى الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد.

تم تعيين السيد أحمد خاتمي في مجلس صيانة الدستور بدلاً من محمد يزدي بسبب “تقدمه بالسن” بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي. وقد دخل كل من أحمد خاتمي إمام جمعة طهران المؤقت وعلي خاتمي إمام جمعة زنجان في المشهد السياسي برغبة من آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة حيث قرر الحزب الحاكم تهميش اسم محمد خاتمي وشعاراته وبرامجه.

وقد توصل مركز أبحاث السيد خامنئي إلى نتيجة مفادها أن اسم خاتمي لا يعني الإصلاحية فقط وأن رسائل خاتمي تحتوي على أيديولوجيات إقليمية داعمة ومؤيدة للمرشد الأعلى، وبدأ بالتعرف على رجال الدين والذين كان من ضمنهم عائلة خاتمي وكانوا على عكس أفكار محمد خاتمي تماماً.

وأحمد خاتمي هو من مواليد 1958 في سمنان وهو رجل دين متشدد ومجهول ظهر بشكل تدريجي على المشهد السياسي برغبة من خامنئي في أواسط السبعينيات، وفي عام 1997 انضم إلى مجلس خبراء القيادة عن دائرة كرمان الانتخابية.

وارتقى رجل الدين المجهول تدريجياً في صفوف هيكل السلطة وبمواقفه الحادّة والمتشددة ضد حكومة محمد خاتمي أصبح تدريجياً أحد رجال الدين الأكثر ثورية ويحظى بموافقة وقبول بيت المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية.

وكانت شخصيته متشددة منذ أن لاحظه الجمهور حين أصبح إمام جمعة طهران المؤقت، حيث ألقى خطابات حادّة ومتشددة ومثيرة للجدل ضد الإصلاحيين والتيارات التي لم يكن يعتبرها حاكمة. وهذه المواقف هي التي جعلت منه شخصية عابسة ضمن الرأي العام. وبعد انتهاء حكومة محمد خاتمي، قام بإلقاء خطابات ولفترة طويلة في وسائل الإعلام والبرامج الرسمية حتى يتمكن الناس فقط من رؤية وسماع خاتمي واحد؛ وهذا الخاتمي هو أحمد خاتمي رجل الدين المتشدد الثوري.

وكل ما خلفته هذه السياسة كان في صالح أحمد خاتمي. لقد رغب أن تتم مشاهدته يومياً ويلقي الخُطب وأن يكون رجل الدين الثوري للعديد من العلماء والقوى المتشددة والمرجع السياسي وبالطبع الديني لهم. ولكن رجل الدين هذا لم يحصل على مبتغاه في هذا الأمر أي أنه لم يجد المكانة المطلوبة بين التيارات المتشددة، لكن حكمه منحه قوة ومناصب وألقاب عدّة حيث تعتبر عضويته الآن في مجلس صيانة الدستور من أحدث الألقاب.

اعتبر الكثيرون أن الرسالة من هذا التعيين هي بمثابة “تطرف أكثر” لمجلس صيانة الدستور والذي بالطبع هو تفسير صحيح ودقيق، ولكن الرسالة الأدق من هذا التعيين يجب أن تظهر في مشروع خامنئي للمصباح المنطفئ في مسألة تجديد الدم ضمن الكادر الإداري والفكري في الجمهورية الإسلامية.

على الرغم من أن أحمد خاتمي يبلغ من العمر 59 عاماً إلا أنه يعتبر رجل دين شاب مقارنة بعدد كبير من رجال الدين المؤثرين في الجمهورية الإسلامية، وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية قد أصدر مراسيم حكومية لتعيين عدد من رجال الدين في مناصب مختلفة خلال الست سنوات الماضية والذين هم أصغر سناً من أحمد خاتمي. والغرض من هذه الأحكام هو تجديد الشباب وبث دماء جديدة في جسد النظام بحيث يتم تنحي القوى المُسنة وغير المُحفزة والتي لا تتمتع بالكفاءة تدريجياً من هيكل السلطة ويتم تعيين قوى قوية ومحفزة مفعمة بالطاقة وأكثر ثورية من كبار السن غير المُحفزين.

ويمكن النظر إلى تعيين أحمد خاتمي في هذا المنصب الجديد ضمن إطار مشروع الشباب والتشدد بالولاية للنهج في الهيكل السلطوي بالجمهورية الاسلامية. ويعتبر المنصب الجديد لخاتمي مرتبطاً بالسياسة أكثر منه بالفقه وذلك لأن أحمد خاتمي معروف كشخصية سياسية أكثر من كونه شخصية فقهية ولكن خامنئي قام بتعيين عالم الدين هذا على أنه أحد فقهاء مجلس صيانة الدستور.

إن عضوية أحمد خاتمي في المجلس لن تغير كثيراً في الغربال الناعم والصعب للمجلس في الموافقة على المرشحين للانتخابات المُقبلة، وهذه الانتخابات التي وفقاً للعديد من التوقعات ستكون منخفضة المشاركة وسيخوضها المرشحون المحافظون فقط.

ولدى مجلس صيانة الدستور واحدة من أسهل المهام ضمن الانتخابات المُقبلة، وهذه المهام باتت أسهل بعد إضافة أحمد خاتمي. وأحمد خاتمي لن يضيف شيئاً على المجلس ولكنه سيزيد من حدة شفرة عدم أهلية المترشحين، الشفرة التي لن تستخدم على نطاق واسع في الانتخابات المُقبلة ولكنها تحمل رسالة مخفية؛ أي أنه يجب على من يعتقد أنه سيتم إبعاده لعدم أهليته عدم التسجيل، لأنه سيتم رفضه بالتأكيد.

المصدر/ راديو زمانه

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: