الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 نوفمبر 2020 03:37
للمشاركة:

ترند إيران: انتخابات أميركا

يتواجه المرشّح الديمقراطي جو بايدن مع الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية. أربع سنوات قضاها ترامب في البيت الأبيض، مارس فيها استراتيجية "الضغط الأقصى" على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذه الضغوط، أثّرت على حياة المواطنين بشكل مباشر بعد أن لامست العقوبات الكثير من القطاعات في البلاد.

ما سلف جعل الإيرانيون يولون أهمية للانتخابات الأميركية. يظهر ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعلوا مع هذا الحدث عبر ترند “#انتخابات_امريكا”، وأبدوا رأيهم بما يحصل، معتبرين أن الرجل الذي سيتواجد في البيت الأبيض في السنوات الأربع المقبلة، سيكون له تأثير مباشر على حياتهم. وقد تنوّعت المواضيع التي تناولها المغرّدون في ما يتعلق بهذه الانتخابات. أبو الفضل عبدي، كتب: “لقد حان الوقت الآن لإجراء الانتخابات الأميركية حتى يسير كل شيء على ما يرام ويذهب ترامب، ويعيش أهل العالم في أمن وسرور”. وافقه الرأي رضا رئيسي، متمنياً أن ينجح جو بايدن بالانتخابات، مضيفاً “عندما رأيت آراء خبير الإذاعة والتلفزيون أدركت أن نجاح بايدن سيكون إيجابياً بالنسبة لنا”.

من جهة أخرى، رفض بعض المغردين الاهتمام بالشخصية التي ستفوز في السابق الانتخابي، معتبرين أنه لا فرق بين بايدن وترامب. محسن محسني، رأى أن “أي رئيس أميركي سيقوم بفرض العقوبات وتدمير الاقتصاد الإيراني، وأبرز مثال على ذلك الرئيس السابق باراك أوباما الذي يعتبره البعض أكثير تهذيباً”، متسائلاً “هل ينظر بعض الأذكياء أن وجود أوباما اليوم هو أفضل بالنسبة لنا؟”.
في هذا السياق، جاء رأي حجت الله عبد الملكي الذي قال إن “الديموقراطيين يتبعون نفس سياسات الجمهوريين، وهم أكثر مكراً”، مشيراً إلى أن “أولئك الذين ربطوا اقتصاد البلاد بالانتخابات الأميركية يخونون الأمة”، مشدداً على أن “ترامب وبايدن، كلاهما من فئة الذئاب”. أخرون دعوا إلى عدم جعل الانتخابات في أميركا تؤثر على الداخل الإيراني، وألا تحدث انقسام بين الشعب. وقد عبر عن ذلك سيد عباس أحمدي بقوله “دعونا لا ننقسم مع بعضنا البعض وننقسم بين المرشحين، دعونا نتماسك مع بعضنا”.

الجدير ذكره، أن هذه الانتخابات تتزامن مع ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1979. إذ ربط بعض المغردين هذه الحادثة مع الانتخابات الجارية اليوم. محسن بخشايش، استهجن الاهتمام بهذه الانتخابات، معتبراً أنه “بالضبط في ذكرى احتلال السفارة الأميركية ويوم محاربة الغطرسة، تتجه أنظار معظم مسؤولي الدولة إلى نتيجة الانتخابات الأميركية”، متسائلاً “لمن يمكنني أن أشكو هذا الألم”. من جانبه، اعتبر محمد صفاتي أن “بعض الشباب يهللون للانتخابات وكأن السفارة الأميركية ستفتح غداً في طهران. كونوا واقعيين هذه السفارة لن تفتح فهذه التربة مليئة بالقداسة”.

كذلك، لم تغب النظرة للانتخابات الأميركية بالمنظور الاقتصادي، فإبراهيم علي زاده، توقع أن “ينتقل الاقتصاد الإيراني بعد نتيجة الانتخابات من ثنائية بايدن، وترامب إلى فترة التفاوض أو عدم التفاوض”. أما محمد رضا غدرداني، فلفت إلى أنه “في خضم الحرب الاقتصادية، اهتموا بانتخابات أميركا وأهملوا القدرات المحلية فكانت النتيجة ظروف معيشية تزداد سوءا يوما بعد يوم. في الحرب ضد كورونا، أحبوا وصفات منظمة الصحة العالمية وأهملوا تجارب الطب المحلي. النتيجة: يموت أكثر من 400 مواطن كل يوم”، متسائلاً “ألا يكفي تدميراً للذات؟”

على صعيد متصل، تفاعل الإيرانيون مع خطاب المرشد الأعلى علي خامنئي، في خطبته أمس بمناسبة عيد المولد النبوي، وأعادوا تغريد جملة من خطابه نشرها عبر حسابه الرسمي على تويتر، وهي “سياسة إيران تجاه الولايات المتحدة الاميركية واضحة ومشخصة ومدروسة وتغير الأشخاص لا يعني طهران، وعداوة واشنطن لإيران سببها عدم رضوخ طهران لسياساتهم في المنطقة والطريق الوحيد أمامنا هو أن ندخل اليأس لنفوسهم”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: