الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 نوفمبر 2020 05:40
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – لن يفوز المتطرفون في إيران اذا فاز بايدن بالانتخابات الأميركية

أجرت صحيفة "شرق" الإصلاحية مقابلة مع عضو البرلمان السابق "علي مطهري"، تناولت فيها موضوع الانتخابات الأميركية المقبلة ومدى تأثيرها على الداخل الإيراني، وتحديداً تأثير فوز المرشح جو بايدن على الأقطاب السياسية في البلاد.

من الممكن رؤية تغيير في نهج الإدارة الجديدة في أميركا على الساحة الدولية بما في ذلك علاقتها مع إيران وعلى وجه الخصوص أنه لم يتبق الكثير من الوقت للانتخابات الرئاسية الإيرانية، ووفقًا للعديد من الخبراء فمن الممكن أن تؤثر نتائج الانتخابات الأميركية أيضًا على الانتخابات الإيرانية؛ بالأخص أنه ليس من المستبعد في حالة تم انتخاب المرشح جو بايدن الديموقراطي، فسيكون الإصلاحيون قادرون على إقناع الرأي العام بأن المفاوضات لا تزال ممكنة ورفع الآمال بين الناس بأن العديد من الحواجز الاقتصادية ستزال من خلال إحياء الاتفاق النووي واستئناف المفاوضات وأن الوضع الداخلي في إيران سيصبح جيد نسبيًا، في حال لم يخرج أي تأكيد من الأصوليين على إمكانية التفاوض. وإذا فاز ترامب  فقد لا تكون هناك ثغرات للتفاوض سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وفي لقاء صحفي مع العضو السابق في البرلمان “علي مطهري” تم طرح بعض الأسئلة:

أكدت بعض القوى الأصولية مرارًا وتكرارًا أن نتيجة الانتخابات الأميركية ليس لها تأثير على السياسة في إيران، هل من الواقع أنه لا فرق بين ترامب و بايدن في العلاقات السياسية الإيرانية؟

هذا صحيح بمعنى أن نتائج الانتخابات الأميركية ليس لها تأثير على سياساتنا الاستراتيجية في متابعة أهداف الثورة الإسلامية ولا تغير أيًا من أهدافنا. لكن لا يمكن القول أنه ليس له تأثير على وضعنا الداخلي وبعض سياساتنا قصيرة المدى وما يسمى بالتكتيكات.

إذا تم انتخاب ترامب، ستكون المهمة أصعب؛ لكن إذا فاز بايدن في الانتخابات، فإن الأجواء ستتغير قليلاً. ومع ذلك، فإنه سيواجه أيضًا العديد من العقبات أمام رفع العقوبات التي فرضها ترامب؛ لأن ترامب جعل العديد من عقوبات إيران جزءًا من حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، ويتطلب رفعها موافقة الكونغرس ، وإذا لم يوافق، فلن يكون من الممكن رفعها. إذا كانت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين، فلن يعطي الموافقة، من ناحية أخرى إذا قرر بايدن العودة إلى مجلس الأمن الدولي فإن شرطنا الأول هو رفع كل تلك العقوبات وسيواجه مثل هذه العقبات أمام رفعها، لكن على أي حال إذا أصبح بايدن رئيسًا فسيتم خلق فرصة لنا.

في رأيي، يجب أن يكون موقف إيران هو أنه يجب أولاً رفع جميع العقوبات التي فرضها ترامب وأن يكون الوضع كما كان قبل ترامب، ومن ثم يجب على الولايات المتحدة العودة إلى مجلس الأمن الدولي دون أي تغييرات، وبعد هذه الخطوات، إذا كان الإصرار على التفاوض، فأنا شخصياً أعتقد أن التفاوض معهم في تلك الظروف حول المنطقة وليس قضايا الصواريخ. موقفنا في المنطقة هو تحرير فلسطين وانسحاب القوات الأميركية من المنطقة، وهذا الموقف لن يتغير أبدا. وانطلاقاً من هذا المبدأ لا إشكال في مناقشة قضايا مثل سوريا والعراق واليمن. بالطبع ، كل هذا يعتمد على قرار النظام بأكمله.

كيف تقيمون تأثير نتائج الانتخابات الأميركية على الانتخابات الإيرانية العام المقبل؟

إذا تم انتخاب ترامب وسار على نفس المسار واستمرت مشاكلنا فسيستمر الجو السياسي البارد وسيتكرر الانخفاض في نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية. لأن البعض توصل إلى نتيجة مفادها أن اختيارنا لن يؤثر على الوضع الحالي وبالتالي ستكون المشاركة منخفضة؛ لكن إذا فاز بايدن، أعتقد أنه بالنظر إلى أن الانفتاح، وإن كان صغيرًا في الوضع الاقتصادي وأن الظروف على الاقل لن تزداد صعوبة فسيظهر بعض التأثير على الاتفاق النووي و ستأمل الناس أن يتحسن سبل عيشهم و سيشاركون أكثر في انتخابات العام المقبل.

لطالما كانت القوى الراديكالية تنتقد التفاوض مع الغربيين. إذا أصبح بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، فهل سنرى مثل هذه المقاومة من الداخل؟

في رأيي لأن الناس شعروا بمشقة العقوبات، إذا أصبح بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، فلن يزداد الضغط على الأقل وسيكون هناك أمل للشعب، ولن يكون التطرف فعالاً للغاية ولن يقبل الناس التطرف وسوف يسعون لفتح حياتهم. لذلك فإن خطر الأصوليين ليس جديًا وإذا كانت الحكومة المستقبلية لإيران حكومة معتدلة أيضًا  فلن يتمكنوا من القيام بعمل مؤثر.

في حال فوز ترامب ، هل يمكن للقوى الإصلاحية أن تنجح في خطاب ـ التفاوض ـ في الانتخابات؟

أهم شيء هو إخراج الناس من الإحباط. لقد وصل الشعب إلى نقطة لا يمكن تحقيق التغيير فيها من خلال الانتخابات. إذا بقيت الروح نفسها في الناس، ستكون المشاركة منخفضة ولن يفوز الإصلاحيون في الانتخابات ولكن إذا اختفى هذا الإحباط وشعر الناس أن الطريق مفتوح للإصلاح ويجب أن يستمر، فسوف يدخلون الميدان ويغيرون نتيجة الانتخابات.

كسؤال أخير مع كل هذا هل من الممكن أن يستمر الإصلاحيون في دخول انتخابات بسياسة ائتلافية في عام 2021 مثل تلك التي رأيناها في الانتخابات الرئاسية لعامي 2013 و 2017؟

بالنظر إلى أن مجلس الدستور يرفض مؤهلات المرشحين الإصلاحيين بناءً على سلوكه السابق فليس هناك خيار أمام الإصلاحيين سوى دعم مرشح معتدل لأن مقاطعة الانتخابات ليس لها آثار جيدة.

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: