الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 نوفمبر 2020 03:36
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية: هزيمة الإصلاحيين

تناولت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في تقرير لها بعنوان "هزيمة الإصلاحيين"، موضوع الانتخابات الأميركية، مشيرة إلى أن "الإصلاحيين في إيران يعطون لفوز المرشح جو بايدن أهمية كبيرة"، معتبرة أن انتصار بايدن في نهاية المطاف وعودته غير المشروطة إلى الاتفاق النووي سيكلف الإصلاحيين أكثر من فوز دونالد ترامب.

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أثارت وسائل الإعلام الإصلاحية في انتكاسة واضحة شكوكاً جدية حول إمكانية عودة المرشح جو بايدن إلى الاتفاق النووي إذا فاز في الانتخابات، وهو شك قد يكون بالطبع صراعًا سياسيًا لتجنب الإجابة على أسئلة الرأي العام.

إن الجهود المبذولة لتسليط الضوء على الخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة قد تم تعريفها على أنها جزء من النهج المنسق لوسائل الإعلام والنشطاء السياسيين للحركة الإصلاحية في السنوات الأخيرة، فهو إجراء على مستوى القاعدة يسعى إلى جعل التفاوض مع الديمقراطيين خيارًا من خلال تعريف “أميركا الديمقراطية” على أنها عقلانية ومتسامحة، ومن ناحية أخرى لتبرير فشل فكرة هذا الفريق في السياسة الخارجية التي تجسدت في شكل اتفاق نووي.

في مثل هذه الحالة تم تحديد النمط الصريح والثابت للإصلاحيين في الأشهر الأخيرة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية حول حقيقة أنهم حاولوا تعزيز الافتراض بأن نتائج هذه الانتخابات حاسمة للغاية بالنسبة لمستقبل إيران السياسي والاقتصادي ويمكن أن يكون فوز بايدن الديمقراطي بداية لسلسلة من التطورات الاقتصادية.

ووصلت هذه القضية إلى حد أن وسائل الإعلام الرئيسية أخذت على عاتقها مهمة الترويج  لبايدن، وفي بعض الحالات وصفته بأنه “الحلم الإيراني لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020”. تحول الإعلام الإصلاحي إلى مقر انتخابي لجو بايدن وإن كان ذلك في هدف بعيد المدى. وأولئك الذين يدركون جيدًا التدهور الواضح في مكانتهم الاجتماعية ومصداقيتهم في الرأي العام كانوا يحاولون زيادة احتمالية فوز بايدن بتعيين الحزب الديمقراطي كجزء من حملتهم في هذه الأشهر التي تسبق الانتخابات الرئاسية لعام 2021.

كما انعكست فكرة أن مشاكل اليوم ناجمة عن انسحاب الجمهوريين للولايات المتحدة من الاتفاق النووي في خطاب الرئيس حسن روحاني وكشفه النقاب عن “لعنة على واشنطن العاصمة” بدلاً من انتقاد أداء حكومته، ووفقًا لهذه الفكرة بقدر ما يمكن أن تؤدي فترة حكم الجمهوري ترامب إلى وضع اقتصادي صعب كان انتصار بايدن الديمقراطي رمزا للعودة إلى الماضي وإحياء الاتفاق النووي.

لكن المناورة الدعائية لحركة الإصلاح لربط الرأي العام بإمكانية فوز بايدن والخطة اللاحقة لإبقاء التيار المؤيد للغرب في السلطة لجعل انتخاب بايدن مثمرًا، قوبلت بردود فعل عديدة بين الخبراء والمحللين، كذلك القضية التي لا ترى إدارة بايدن المحتملة ضرورة تجاهلها ببساطة لثمار شجرة ترامب ورفع نظام العقوبات ضد إيران، والذي يعتبر أهم سلاح لواشنطن.

و رغم هذه التحليلات، كرست الشبكة الإعلامية الإصلاحية كل جهودها لتأسيس بيان يتمثل بأنه مع نهاية أميركا الجمهورية ووصول أميركا الديمقراطية إلى السلطة، تحل الولايات المتحدة المتسامحة محل الولايات المتحدة المعادية وتعيد نظام العقوبات ضد إيران إلى حالة ما قبل الانسحاب.

أظهرت الفترة الماضية والاقتراب من موعد الانتخابات الأميركية جانبًا آخر من الواقع المحتمل لأميركا ما بعد ترامب لوسائل الإعلام الإصلاحية ومجموعة أنصار روحاني، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2013 من خلال وضع خطة ملائمة لإيران قبل الاتفاق النووي، وفي العام الأخير من إدارته ادعى أن الانتقال من “العقوبات الاقتصادية” إلى “الحرب الاقتصادية”، فيما أصبحت العودة إلى العقوبات ما قبل الاتفاق النووي حلماً للشعب الإيراني. في مثل هذه الحالة، انخرط أنصاره السياسيون ووسائل الإعلام الموالية للحكومة في اختبار جديد لرفع الآمال العامة بشأن خيار البيت الأبيض.

بين هاتين الروايتين، الاختلاف هو موضع هذا التيار في 2020 مقارنة بـ 2013. إذا كانوا قد تفاوضوا في عام 2013 مع الولايات المتحدة تحت رئاسة أوباما كضمان، فعليهم الآن في 2020 أن يتكهنوا بمصير أي اتفاق، بعبارة أخرى إن قياس الرأي العام مقابل خطتهم، لا يتعلق باتفاقية مستقبلية، بل بمصير اتفاق وقعوه بفخر قبل خمس سنوات.

مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018 والهزيمة الواضحة لفكرة السياسة الخارجية للحكومة، حاول كل من المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام الموالية للحكومة الدفاع عن هيبة الاتفاق النووي من خلال عزو هذا الانتهاك إلى الرئيس الأميركي نفسه.

تغيرت أدبيات الإعلام الإصلاحي والتيارات المتحالفة معه حول الانتخابات الرئاسية الأميركية بشكل كبير في الأيام الأخيرة، فبعد شهور من التقارير الهادفة لبايدن ورفع آمال كاذبة حول الوضع بعد الانتخابات في الولايات المتحدة، فإنهم الآن يخففون الأجواء ويقللون المطالب العامة بفوز مرشح ديمقراطي محتمل، لدرجة أن وسائل الإعلام الرئيسية في الأيام الأخيرة حذرت مرارًا وتكرارًا من حدوث تغيير جاد في سلوك الولايات المتحدة مع وصول رئيس ديمقراطي إلى السلطة، والسعي للحد من موجة الغضب العام التي قد تنشأ بعد الفوز المحتمل لبايدن.

يشير السلوك المتقلب للتيار المؤيد للغرب في مواجهة الانتخابات الأميركية وإمكانية فوز بايدن إلى تناقض نظري واضح مترافق مع خوف وأمل، ويحاول التيار استباق بايدن لبدء التفاعل مع إدارته التي تحدثت مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة عن ضرورة التفاوض مع ترامب، حتى بعد استشهاد ” قاسم سليماني” على يد الحكومة الأميركية، التي ارتكبت انتهاكًا صارخاً لسيادة إيران الوطنية، ويظهر التيار المؤيد للغرب في مواجهة أميركا الديمقراطية والجمهورية قبل كل شيء، عدم وجود برنامج بينهم، لأن “التفاوض تحت أي ظرف من الظروف” هو الفكرة الأكثر ثباتًا للإصلاحيين الذين ادعوا دائمًا نهجًا زمنيًا للولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يمثل اختيار ترامب أو بايدن أزمة خطيرة للتيارات الموالية للغرب والحكومة، فمن ناحية وضعوا كل بيضهم في سلة بايدن وأن انتصار ترامب “رمز التخلي عن الاتفاق النووي” يمثل نهاية مطلقة لثقة الجمهور في الخيارات والأفكار السياسية لهذه الحركة، ومن ناحية أخرى بالتصويت لبايدن وعدم العودة إلى الاتفاق النووي دون قيد أو شرط، فإن أولئك الذين عزوا هزيمة الاتفاق النووي إلى خرق المرشح الجمهوري للاتفاق، في العامين الماضيين، أصبحوا في مواجهة الضغط الشعبي على نتائج الاتفاق النووي، وسيضطرون إلى الاعتراف بعدم فعاليته إذا لم يعد المرشح الديمقراطي إلى الاتفاق النووي. اعتراف قد يؤدي بالطبع إلى اقتراح محاكمة الجناة من قبل الرأي العام.

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: