الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة31 أكتوبر 2020 04:09
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – نظرة ثقافية على عمل رئيس فرنسا

تطرقت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في مقال لسارة هوشمندي بعنوان "نظرة ثقافية على عمل رئيس فرنسا"، موضوع تصريح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والذي اعتبر مهيناً بحق المسلمين في جميع دول العالم، حسب تعبير الصحيفة.

أثارت الوقاحة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضبًا واحتجاجات واسعة النطاق في العالم الإسلامي. ويرى بعض المحللين أن ماكرون الذي يوصف بأنه من أكثر الرؤساء إهانة للنبي محمد ودين الإسلام، يهدف إلى كسب آراء القوميين المتطرفين والعنصريين ومعارضي الإسلام في فرنسا.

بتعبير أدق حاول ماكرون استخدام هذا التكتيك لإفراغ صندوق الاقتراع الخاص بـ “مارين لوبان” وجذب هذه الأصوات، ولكن بعيدًا عن هذا الحساب التكتيكي الوقح هناك حقيقة لا ينبغي التغاضي عنها، لأنه اذا تجاهلنا هذه الحقيقة اليوم سنواجه صورة أكثر خطورة في المستقبل القريب.

“السياق” و “النص” هما كلمتان أساسيتان تستخدمان في تفسير الظواهر العلمية والبحثية والتجريبية.

السياق، تعني مجموعة من الظروف أو الحقائق التي تشمل موقفًا أو ظروفًا، وتعني أيضًا الظروف التي يحدث فيها شيء ما وتساعدك على فهمه.

والمقصود بالسياق هو البيئة التي يجب فيها تفسير النص، فإن أحد المشكلات التي تعترض أحيانًا طريق “المحللين” و “المراقبين” للظواهر السياسية وتجعل حساباتهم غير دقيقة هو عدم التمييز بين “السياق” و “النص”.

السؤال الرئيسي هو: هل كلمات ماكرون “نص” أم “سياق”؟ بعبارة أخرى هل تتحول “الإسلاموفوبيا” إلى “سياق” و “نص تشعبي” أم يجب أن يستمر تفسيره على أنه “نص” في “مجتمع الغرب متعدد الثقافات”؟

أولاً، حقيقة الأمر أنه على مدى العقدين الماضيين، قام السياسيون الغربيون – وخاصة السياسيون الأوروبيون – بمناورة ظاهرية لمفهوم “المجتمع متعدد الثقافات” وأشاروا إليه على أنه “قيمة”، وزعموا أن التعايش في المجتمعات الغربية ينص على التعايش السلمي للأقليات الدينية والعرقية مع غالبية المجتمع حقيقة لا يمكن إنكارها وأنه يمكن لأي قوة أو مؤسسة اعتراض هذه القيمة التي يزعمون أنها “مكتسبة”.

هذا النهج الخادع للدول الغربية جعل بعض المتشككين، يشيرون إلى أوروبا على أنها “مهد الحرية” وقبول “العلمانية” وتعزيزها كمنتج وخرج فكري سياسي لهذه البلدان، لكن في الدول الأوروبية، بينما تصور الوجوه “الهادئة” و”المتحضرة” للتعايش السلمي بين الشعوب، مهدت الطريق لنمو الأحزاب القومية والمتطرفة في الغرب.

حتى عندما تعرض المسلمون والمهاجرون في الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لإهانات من قبل العنصريين، ابتسمت الحكومات الأوروبية والأجهزة القضائية والأمنية.

ثانياً، قبل تصريحات ماكرون غير المنطقية، كان يُعتقد أن “معاداة الإسلام” تنتمي إلى التيارات القومية المتطرفة في أوروبا وتتعارض مع “سياق المجتمعات الأوروبية”، وكان يوصف بأنه “نص” يهزم “النص السائد” للمجتمعات الغربية متعددة الثقافات  لكن ما حدث في الأيام الأخيرة في فرنسا والاتحاد الأوروبي أظهر بوضوح أن “المجتمعات متعددة الثقافات” في الغرب هي مجرد “صورة جميلة ولكنها مزيفة”.

كما سعى مدراء الأمن الثقافي الذين يقفون وراء السيناريو الأخير مع ماكرون بتحويل “معاداة الإسلاميين” إلى “نص تشعبي” و “حجر أساس” و “مبدأ ثابت” في معادلاتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية. وفي غضون ذلك اختاروا سياسيًا نرجسيًا جاهلًا فظًا يدعى “إيمانويل ماكرون”.

من الواضح أن تصريحات ماكرون الأخيرة ليست “نقطة النهاية” لهذه اللعبة، ولكنها “نقطة الدعاية” في الدول الغربية، ومن الواجب أن يتم إيجاد حل في أسرع وقت ممكن للمسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: