الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 أكتوبر 2020 03:22
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – أدرك الجميع أن الملك كان عاريا!

تطرّقت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في مقال لمهدي خان علي زاده بعنوان "أدرك الجميع أن الملك كان عاريا"، إلى موضوع الانتخابات الأميركية في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، واصفة هذه الانتخابات بأنها "أغرب انتخابات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر".

في أقل من أسبوع ستجرى واحدة من أغرب انتخابات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر، انتخابات ربما شهدت نسبة إقبال أعلى من متوسط الإقبال في السنوات الأخيرة، لكن الغالبية العظمى من المحللين وحتى السياسيين الدوليين يعتقدون أنها الأكثر برودة وإثارة خلال تاريخ كل الانتخابات الماضية.

طبعا هذه الانتخابات لا تخلو من العوامل المتناقضة، حيث يقول الرئيس الحالي دونالد ترامب بأنها فاسدة ومزورة، فيما يصفها المرشح المنافس بأنها ساحة لإنقاذ الولايات المتحدة من المستنقع النتن الذي غطست فيه في السنوات الأربع الماضية .

أما في ما يخص  استخدام مصطلح “الانحدار الأميركي”  في بلدنا  فقد استخدم بشكل غير لائق وأصبح كليشيهات ربما لا تؤثر على الجمهور وربما تؤدي بالرأي العام إلى تجاهله، لكن هذا ليس هو الواقع.  إن ما حدث في السياسة الأميركية خلال الشهرين الماضيين كان عرضًا صارخًا لعري الملك. مع الاختلاف عن القصة الشهيرة لـ “هانز كريستيان أندرسن” أنه إذا لم يجرؤ الجميع في القصة على التعبير عن عريانه خوفًا من عظمة الملك ومجده، وأخيراً تسببت شجاعة الطفل في سقوط الستائر، فإن ملك أميركا الفارغ ضعيف نوعًا ما. لقد تعرض للسخرية والاستهزاء منذ البداية. من ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية في أميركا، إلى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن السؤال لماذا نعتقد أن السياسة في أميركا قد تدهورت؟

ظهر انقسام عميق داخل الحزب الجمهوري، وأظهر الجمهوريون عدم القدرة على ترشيح شخصية سياسية لديهم حتى القدرة على التصويت ضد ترامب في المنافسات الداخلية الحزبية. بعبارة أخرى أصبح “ترامب” على ما يبدو في عالمهم السياسي، العضو الوحيد الموثوق به في حزب الفيل الذي ميزته الوحيدة على منافسه الديمقراطي هو أنه ليس ديمقراطيًا.

لعل أفضل تفسير في هذا الصدد يعود إلى “فرانسيس فوكوياما”. المنظر الياباني الأميركي البارز المعروف في إيران بنظرية “نهاية التاريخ”. الآن، بعد 30 عامًا من تقديم هذه النظرية، رفع يديه ووصف العملية السياسية في الولايات المتحدة بأنها انحدار نحو الأرض. وصف “فوكوياما ” في مقال نُشر في عدد حديث من مجلة فورين أفيرز قبل مناقشة الانتخابات، حيث قال: الولايات المتحدة الأميركية “دولة راكعة” سيتم توريثها بنفس الطريقة.

بغض النظر عن النتيجة. يدرس المنظر أبعاد القوة الأميركية ويخلص في النهاية إلى أنه إذا استمرت رئاسة ترامب، ستُحرم واشنطن من أنفساها الأخيرة، لكن هذا لا يعني أن القوة ستعود إلى الولايات المتحدة إذا تم انتخاب بايدن. ويرى أن إرث السنوات الأخيرة لانتصار محتمل في الانتخابات هو دولة راكعة.

وفي الختام اقول سيتم الإعلان عن الفائز النهائي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 في غضون أسابيع قليلة، ولكن لا داعي للانتظار للعثور على الخاسر.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: