الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 أكتوبر 2020 01:00
للمشاركة:

“جوان” الأصولية – لماذا استيقظ الشيطان داخل ماكرون؟

اعتبرت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لغلام رضا صادقيان بعنوان "لماذا استيقظ الشيطان داخل ماكرون"، أن "دفاع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الرسوم الكاريكاتورية هو في الواقع دفاع عن خطة الحكومة الفرنسية لتصعيد التوترات مع العالم الإسلامي، بحيث يكون في ظل هذه التوترات، التي قد تكون لها تكاليف على فرنسا، ذريعة كافية لعكس صعود الإسلام في مهد الحضارة الغربية".

فرنسا لديها سبب لإبقاء المشاعر المعادية للإسلام حية في البلاد: العدد المتزايد من المسلمين في البلاد وإمكانية حدوث تغييرات في المستقبل.

دفاع ماكرون عن الرسوم الكاريكاتورية هو في الواقع دفاع عن خطة الحكومة الفرنسية لتصعيد التوترات مع العالم الإسلامي، بحيث يكون في ظل هذه التوترات، التي قد تكون لها تكاليف على فرنسا، ذريعة كافية لعكس صعود الإسلام في مهد الحضارة الغربية.

قبل سنوات قليلة، حذر أحد مسؤولي الحكومة الفرنسية من أنه حتى لو أصبح عدد المسلمين في فرنسا يومًا ما أغلبية، فإن فرنسا لن تسمح بتغيير الدستور وتغيير الحكومة!، يظهر هذا التحذير بوضوح ما يجري في فرنسا وما تخاف منه الحكومات الفرنسية.

وردت تقارير في السنوات الأخيرة عن قرار فرنسا إعادة مواطنيها المسلمين إلى شمال إفريقيا بحجة الأصولية الإسلامية. ومع ذلك، تظهر الأخبار الرسمية أنه في نفس السنوات، اعتنق 4000 إلى 5000 شخص الإسلام سنويًا في فرنسا، وحوالي ثلاثة أضعاف هذا العدد، أي 15000 مسلم، لجأوا إلى فرنسا كل عام، والرقم الغريب هو، وفق مركز أبحاث “PEW” الأميركي، هاجر نصف مليون مسلم إلى فرنسا بشكل قانوني بين عامي 2010 و 2016.

يوجد في فرنسا وبعض الدول الأوروبية أزمة شيخوخة ويتعين عليهم حتماً قبول السكان الشباب، وتحديداً المسلمين الآتين من المستعمرات الفرنسية السابقة والذين يعرفون اللغة الفرنسية، وتحديداً المستعمرات في جميع أنحاء القرن الأفريقي ووسط أفريقيا، وفي مقدمتها الجزائر والمغرب وتونس.

يُظهر هذا الموضوع عبر تكوين المنتخب الفرنسي، الذي يتألف أحيانًا من السود والمهاجرين من شمال إفريقيا، ووجود محترفين مسلمين في مهن أخرى، ما يدل عن مستقل فرنسا.

يقدر عدد المسلمين الحاليين في فرنسا بـ 6 ملايين (10٪ من إجمالي السكان)، ومن المتوقع أنه مع نفس الزيادة في الهجرة القانونية، سيصل هذا العدد إلى 13 مليونًا في عام 2050، وإذا استمر اللجوء، فسيكون أعلى من ذلك. الوضع مماثل بالنسبة لبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبعض الدول الأوروبية الأخرى. من المتوقع أن يصل تعداد المسلمين الأوروبيين إلى 11٪ من تعداد سكان أوروبا الحاليين بحلول عام 2050، أي ضعف العدد الحالي، وسيعيش معظمهم في ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

يمكن الآن فهم أن صراع ماكرون مع الإسلام أصله في المستقبل وليس في الماضي!. يفكر ماكرون الآن في المستقبل ويرى نفسه بين الشباب المسلم الذي يفخر بهويته الإسلامية وقدرته الكبيرة على تغيير تركيبة السكان الفرنسيين مقابل الفرنسيين القدامى. هذا الكابوس أجبره على دعم الرسوم الكرتونية المسيئة لنبي الإسلام واعتبرها علامة على حرية التعبير في فرنسا.

ما لا يطاق حقًا بالنسبة لماكرون، بالطبع، مستقبل فرنسا مع غالبية المسلمين الذين يقررون كتابة قانون جديد لأنفسهم.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: