الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 أكتوبر 2020 00:49
للمشاركة:

“آفتاب يزد” الإصلاحية – الصحراء مشتاقة لاستقبال مياه البحر

أوضحت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقال لعلي أكبر بيفندي بعنوان "الصحراء مشتاقة لاستقبال مياه البحر"، أن "الصحراء تمثّل مساحة كبيرة من إيران وفيها الكثير من الموارد الطبيعية"، لافتة إلى أن المشاكل الأساسية في هذا الموضوع هو ندرة المياه في ظل وجود المصانع التي تستخرج المواد الأولية من جوف الصحراء، كما عدّدت الخطط الموجودة لحل هذه المشكلة.

تحتل الأراضي الإيرانية المرتبة 15 من حيث المساحة من بين ما يقارب 200 دولة في العالم وتعتبر واحدة من أكبر وأوسع الدول في العالم. وفي الحقيقة جزء كبير من هذا البلد تُغطيه صحراء جافة بدون مياه أو أعشاب وهي صحراء قاحلة.

والنسيج النباتي ليس كبيراً وهو عبارة عن شجيرات مقوسة وشجيرات شائكة والتي لا يمكن سوى للجمال أن تعتاش عليها فقط. وكما أن المناطق المأهولة بالسكان قليلة ونادرة وبعيدة عن بعضها البعض. أراضٍ لا نهر دائم فيها ولا أرض رطبة أو مستنقعات أو مجمعات مائية حيث تقتصر مصادر التزويد بالمياه على القنوات القديمة والتي تمر عبر أنفاقٍ ضيقة ومظلمة وطويلة حيث يتم بالتدريج جمع قطرات الماء من الشقوق الأرضية حيث يتم إيصال هذه المياه للمدينة والقرية. إن هذه المساحة الشاسعة تتكون من سهول منبسطة بالإضافة للتلال الرملية وكذلك الرمال المتحركة والتي هي مصدر للعواصف الرملية الموسمية السريعة.

تجدر الإشارة، بأن الكوارث المناخية أو التقلبات بمناخ الصحراء هي عشوائية أغلب الأوقات ولا يمكن التنبؤ بها؛ ومنها تكوّن أعاصير رملية صغيرة في مكان ما وذات سرعة كبيرة حيث تتطاير الأشواك من الأرض إلى ارتفاع عال وهنالك حادثة حيث أن اثنتان من هذه الأعاصير الرملية عطّلت طائرات غول بيكر الأميركية في صحراء طبس وأدّت لاشتعال النيران فيهم.

وبالرغم من كل ذلك فإن هنالك جزء كبير من الثروة والموارد الطبيعية لهذا البلد كالفحم الحجري والنحاس والحديد الخام والرصاص واليورانيوم والبوتاسيوم والزنك موجودة تحت هذا الغطاء الصحراوي الذي يبدو جافاً فارغاً حيث تم إنشاء منشآت ثقيلة وضخمة لاستخراجها ومعالجتها والتي هي بكل تأكيد بحاجة ماسة إلى كميات كبيرة من المياه التي تم تأمينها بصعوبة وتكلفة مرتفعة جداً ولمعالجة هذا النقص من المياه تم اقتراح خطط مختلفة من قبل المختصين المعنيين وقدموها.

ومن الخطط هو الاستفادة من المياه الجوفية حيث تم تحديد مكان تواجد المياه في نقطة أو نقطتين وقد خالف هذا الرأي خبراء أكفاء بمن فيهم البروفيسور المرحوم حسين صدقي والذي هو من مواليد مدينة طبس وكان استاذاً جامعياً وعضواً في أكاديمية العلوم (قسم المياه) حيث علل ذلك بأن الاستفادة من المياه الجوفية ستؤدي لانهيار أرضي كارثي وبنهاية المطاف تم الأخذ برأيه وتم التخلي عن هذه الفكرة وفي النهاية اعتبر نقل المياه من بحر عُمان إلى الصحراء الوسطى أمراً مناسباً والذي وفقاً لخبراء البيئة لم يكن مثالياً ولكن لم يكن هنالك حلاً آخراً.

تمكن القطاع الخاص من توفير قسم من تكاليف تنفيذ هذا المشروع الضخم من خلال بيع قسم من المياه المراد تأمينها مسبقاً وعلى ما يبدو فقد تم تهيئة وتوفير المراحل الأولية والتجريبية للعمل. وبالطبع كان هنالك معارضين جادين لهذه الخطة. ولكن لم يتم اقتراح بديل ملفت للنظر حتى الآن. وبالإضافة لذلك ووفقاً لجدول زمني مخطط له فمن المقرر أن تذهب بعض المياه العذبة لهذه الخطة للأقسام الشرقية والشمالية من الصحراء.

على أي حال، تحتوي الصحاري على العديد من الموارد أيضاً. وبالإضافة للمناجم التي ذكرناها سابقاً تعيش أنواع نادرة ومهددة بالانقراض من الحيوانات ضمن المتنزهات والمحميات الوطنية الموجودة في هذه المنطقة والتي تعتبر جزءاً من الكنوز الوطنية والعالمية كالفهد والحمار الوحشي الآسيوي والغربان وغيرها من الحيوانات وكذلك النباتات القيمة كزهر العسل والكمون الأسود والأعشاب الطبية المختلفة والفريدة من نوعها ويعتبر الحفاظ عليها وحمايتها من واجبات الجيل الحالي ومسؤولي البلاد كي يقوموا بواجبهم الوطني ومنع دمار المياه والتربة لهذا البلد قدر المستطاع.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: