الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 أكتوبر 2020 19:51
للمشاركة:

خامنئي مدافعاً عن روحاني: انتهاك حرمة رئيس الجمهورية “حرام”

يقف الرئيس الإيراني حسن روحاني محاصراً، بين أصوليين يرمون عليه كل أسباب الفشل الإقتصادي والأوضاع التي وصلت إليها إيران، وإصلاحيين يدعونه للاستقالة. إلا أن لقاءه مع المرشد الأعلى علي خامنئي، في 24 تشرين الأول/أكتوبر، وإعلان الأخير أن انتهاك حرمة رئيس الجمهورية "حرام"، أعطى روحاني، الذي تنتهي ولايته منتصف العام المقبل، بعض الدعم في ظل الانتقادات المتزايدة.

خامنئي، وخلال استقباله رئيس الجمهورية حسن روحاني وأعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا، انتقد بشدة وصراحة تصرف بعض المسؤولين تجاه الحكومة ورئيس الجمهورية والاساءة اليه، مشدداً على أن “انتهاك حرمة رئيس الجمهورية حرام شرعا، والانتقاد يختلف عن انتهاك الحرمة، خاصة وأن البلاد الان بحاجة إلى التعاون والوحدة والتلاحم أكثر من أي وقت مضى”.

لقاء خامنئي هذا، هو الأول له على المستوى الداخلي، والثاني بشكل عام منذ تفشي وباء كورونا في البلاد بداية العام، بعد استقباله رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي في تموز/يوليو الماضي. وفي هذا اللقاء، أكد المرشد الأعلى أنه “رغم وجود أناس طيبين وأخوة بين هؤلاء المنتقدين، إلا أن هذا خطأ وأقول ذلك بكل صراحة، إن تدنيس حرمة بعضنا البعض حرام خصوصا بين المسؤولين في البلاد”.

ورأى خامنئي أنه “قد يكون لديك نقد صحيح ولا مشكلة في ذلك، ولكن النقد يختلف عن الإهانة. فالإهانة هو أسلوب الأميركيين الذين كشفوا عن أنفسهم في المناظرات”، مشدداً على “ضرورة الحفاظ على شرف رؤساء السلطات الثلاثة وموظفي الدولة العاملين في مجال خدمة الشعب”.

مواقف الدعم التي قدمها المرشد خامنئي للرئيس روحاني جاءت وفق مصادر خاصة ل “جاده إيران” بعدما عرض الأخير خلال اللقاء المذكور الانسحاب من الحياة السياسية إذا كان ذلك سيحل مشاكل البلاد، لكن خامنئي تقصد الإعلان عن ما سبق سرده لإرسال رسالة دعم لروحاني في مواجهة منتقديه وأولئك الذين يدفعون باتجاه طرح عزله فيه في البرلمان.

الجدير ذكره، أنه منذ أسبوعين تقريباً، دعا رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النوري لإعدام الرئيس روحاني، مدعيًا أن هذه رغبة الشعب الإيراني. هذه الدعوة أثارت موجة من الردود في إيران. إلا أنه بعد كلمة خامنئي اليوم، أعلن ذوالنوري أن “طاعة للأوامر الإلهية للقائد العزيز أنا أكرس كل شرفي ووجودي لطاعة أوامره”.

كما تلقى روحاني من الجانب الإصلاحي خلال الأسابيع الماضية كمّا هائلاً من الإنتقادات. على سبيل المثال، الناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، كان قد دعا في 27 أيلول/سبتمبر، الرئيس روحاني للاستقالة لفتح طريق للحل، معتبراً أن “وجوده في رئاسة الجمهورية وعدم تمكّنه من تغيير أي شيء، بل على العكس كل الأمور تتراجع إلى الوراء، يؤكدان ضرورة تنحيه”.

بعد أسابيع على وقوف روحاني في منتصف الصراع بين الإصلاحيين والأصوليين، وتلقيه السهام من قبل النواب والنشطاء السياسيين والشعب، أتى لقاء خامنئي اليوم وكلامه ليحميان رئيس الجمهورية في الأيام الأخيرة لولايته. فهل ستشهد الساحة السياسية داخل إيران هدوءاً؟ أم أن الأخذ والرد حول قرارات الحكومة برئاسة روحاني ستبقى مستمرة حتى الإنتخابات الرئاسية المقبلة؟

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: