الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة23 أكتوبر 2020 08:55
للمشاركة:

إيران بين ندرة علاج كورونا والارتفاع الكبير في أعداد المصابين

تسجل إحصائيات فيروس كورونا بإيران ارتفاعا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، فقد وصلت معدلات الوفيات اليومية إلى أكثر من 300 وفاة وأكثر من 5000 إصابة. حيث لم تشهد البلاد مثل هذه الأرقام حتى في ذروة الموجة الأولى التي أصابتها في شباط/ فبراير 2020.

 إجمالي الإصابات بعد هذه الارتفاع وصل إلى أكثر من نصف مليون، فيما تجاوزت الوفيات عتبة الـ 30 ألف، وقد أوضح مساعد وزير الصحة ايرج حريتشي في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي أن معدل احصائيات الوفيات جراء فيروس كورونا هو ضعف المعلن والسبب يعود إلى أن البعض نتيجة فحوصاتهم سلبية وهم في الوقت نفسه ناقلين للفيروس ويعالجون ضمن المرضى إلا أنهم لا يدرجون ضمن سجلات مصابي كورونا وفقا للبرتوكولات المتبعة من منظمة الصحة العالمية.

وفي وقت سابق أشار حريتشي إلى أن أجهزة الأوكسجين والتصوير الإشعاعي عملت أكثر من الحد الازم أي فوق طاقتها، وهذه مسألة مثيرة للقلق، موضحا أن الكادر الطبي يعاني من الإرهاق بسبب عمله المتواصل منذ أكثر من ثمانية أشهر. كذلك، أفاد مسؤولون في وزارة الصحة الايرانية أن القدرة الاستيعابية للمستشفيات قد وصلت إلى أوجها وألا أسرة إضافية لاستقبال مرضى جدد ما يجعل المرضى ينتظرون دورهم حتى يخلو لهم سرير ليتلقوا العلاج، حيث أكد رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى “مسح دانشوري” بيام طبرسي، أن سيارات الإسعاف تتجول بين المستشفيات للبحث عن سرير خال من المرضى. على هذه الخلفية، اضطرت اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا في إيران أن تفرض غرامات مالية على منتهكي الاجراءات الصحية المعلنة للوقاية من الفيروس في العاصمة طهران وقد بلغت الغرامة 50 ألف تومان، إلى جانب ذلك تم إعادة فرض قيود تم رفعها من قبل مثل اغلاق المدراس ومراكز التجمعات في عدة محافظات.

الجدير ذكره، أن ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا داخل إيران تزامن مع ما كشفه رئيس مجلس إدارة نظام التمريض في طهران آرمین زارعیان، في تصريح له في 11 تشرين الأول/ أكتوبر، عن زيادة هجرة الممرضين والممرضات من البلاد في الأشهر الأخيرة”، لافتاً إلى أن “الدول الأوروبية ودول أميركا الشمالية وأستراليا لديها أعلى طلب على العاملين الإيرانيين في هذا القطاع”.

وبحسب زارعيان فإن أسباب قبول الممرضين الهجرة “طبيعية” مضيفا أنه في ظل إصابة آلاف الممرضين بفيروس كورونا وموت عدد كبير منهم في وقت لا تولي الحكومة أي اهتمام بشأنهم، فمن الطبيعي أن يغادروا البلاد، خصوصاً أن البلدان التي تستقبلهم لديها ظروف معيشية أفضل.

في السياق نفسه، نشرت صحيفة “همشهري” التابعة لبلدية طهران قبل عدة أيام تقرير تحت عنوان “أيام الدواء السوداء”، تحدثت فيه عن حال بعض المرضى اللذين يسعون في شوارع طهران لشراء دواء “رمديسیفیر” لعلاج فيروس كورونا، والذي تتراوح قيمته بحسب سماسرة هذا الشارع ما بين بين  8 ملايين حتى 50 مليون تومان. علاوة على ما سبق تقول الصحيفة إن “المشتري لا يمكنه التأكد إذا ما كان هذا الدواء حقيقي أم مزور، وبعد رحلة بحث طويلة إذا وجد المشتري دواءً حقيقيًا”، مضيفة أنه في “حال تأكد السماسرة أن المشتري حقيقي وليس طعم من قبل الدولة، فإن التهديدات تنهال عليه حرصًا على عدم قيامه بالوشاية للدولة عن هؤلاء السماسرة الذين يرفعون أسعار الدواء بشكل خيالي، متذرعين بأن الدواء مفقود أو نادر بسبب ارتفاع الدولار”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: