الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة20 أكتوبر 2020 14:29
للمشاركة:

مرضى السكّري يعانون في إيران: نقصٌ في الإنسولين الأجنبي بسبب العقوبات

يهدد نقص الإنسولين المصنّع خارج إيران حياة مئات الآلاف من مرضى السكري في البلاد، نتيجة صعوبات استيراده، بسبب العقوبات الأميركية. ورغم خطط الحكومة الإيرانية للتمكن من الحصول على هذا العلاج، دقّ المسؤولون ناقوص الخطر حول فقدانه من الصيدليات.

فرضت الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً عقوبات على ثمانية عشر مصرفاً إيرانياً، قالت طهران إنها نسفت ما تبقى لها من قنوات للدفع مقابل الأدوية والأغذية. ولم تنجح قنوات مالية فتحتها طهران مع دول أوروبية، بما فيها سويسرا، في تسهيل استيراد الأدوية إلا بشكل محدود.

رئيس مجلس إدارة الجمعية الإيرانية للسكري أسد الله رجب، أوضح، في حديث مع وكالة “ايسنا” في 19 تشرين الأول/ أكتوبر، أن “العقوبات الأميركية هي السبب الأساسي في انقطاع الإنسولين الأجنبي من السوق”، مشيراً إلى أن “هذه المشكلة ليست جديدة، بل حذّرنا منها منذ سنة تقريباً حين بدأت تنفذ الكميات من بعض الصيدليات”.

ولفت رجب، إلى أنه “منذ حوالي عام ونصف، بعثت 300 منظمة غير حكومية برسالة إلى رئيس الأمم المتحدة أنطونيو غوتييريش، تفيد أنه بسبب العقوبات، فإن مرضانا يواجهون صعوبة في الحصول على الدواء”، موضحاً أن “النقص اليوم هو في الإنسولين الأجنبي، ونوعية الإنسولين الإيراني جيدة للسيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري، وهو يعتبر إنسولين بشري، ويستخدم الآن في أوروبا والولايات المتحدة”، مضيفاً “يتم دفع 90٪ من التكلفة هذا النوع من الإنسولين من قبل شركات التأمين”.

رئيس مجلس إدارة الجمعية الإيرانية للسكري أكد أن “الطبيب هو من يحدد نوع الإنسولين الذي يجب على المريض أخذه”، مضيفاً أن “هناك مشكلة أخرى في هذا المجال تتمثل في عدم وجود شريط فحص سكر الدم”.

وبحسب وكالة أنباء إيرنا ، فإن أكثر من 534 ألف شخص في البلاد يعانون حاليًا من أمراض القلب التاجية وتوفي أكثر من 30700 شخص نتيجة لهذا المرض.

الجدير ذكره، أنه يوجد في إيران 5 ملايين مريض سكري، بينهم 600 ألف شخص بحاجة للإنسولين يوميا ما دفع البعض للتوجه إلى السوق السوداء لشرائه بـ 8 أضعاف سعره الأصلي، أو شرائه بصلاحية منتهية.

وزير الصحة يعبد نمكي، فقد أوضح في تصريح له في 20 تشرين الأول/ أكتوبر، أن “الإنسولين دخل إلى البلاد أكثر بكثير من العام الماضي”، مؤكداً “أننا استوردنا ما يكفي من الأنسولين ويمكن للمحتاجين الحصول عليه ببطاقة وطنية ولا توجد مشكلة في هذا الصدد”.

من ناحية أخرى، أشار بعض المسؤولين الحكوميين في وقت سابق إلى “صعوبة تأمين العملة وتخصيصها لشركات الأدوية” كأحد الأسباب الرئيسية لنقص هذا الدواء، إلا أن عضو لجنة الصحة بالبرلمان همايون نجف آبادي، صرّح بأن أحد الأسباب لنقص الدواء في إيران يمكن أن يكون “التهريب العكسي” لهذا الدواء المستورد، إلى البلدان المجاورة.

كما أوضح رئيس لجنة اقتصاديات الصحة في غرفة تجارة طهران محمود نجفي عرب، في تصريح له في 19 تشرين الأول/ أكتوبر، أنه “تم استيراد الإنسولين بنسبة أكثر من 1.5 ضعف احتياج البلاد، ثم تم تهريب معظمه، مثل الأدوية الأخرى، إلى دول المنطقة”. وبالتزامن مع هذا التصريح، ضبطت السلطات العراقية 19 شاحنة نقل تقل كميات كبيرة جدا من الدواء قادمة من إيران.

في السياق، بعث 120 طبيبًا اختصاصيًا في الغدد الصماء برسالة إلى رئيس الجمهورية حسن روحاني، في 17 تشرين الأول/أكتوبر، أوضحوا فيها بأنه “على الرغم من الإبلاغ والمراسلات المتكررة من قبل جمعيات السكري في البلاد للمسؤولين في البنك المركزي ووزارة الصحة بشأن النقص الخطير في هذين المنتجين، لكن لم يكن هناك تحسّن، بل لا يبدو أن حساسية القضية قد تم شرحها بشكل فعال لكبار المسؤولين”.

كما أكد الأطباء في رسالتهم أن الحكومة لديها القدرة على توفير الإنسولين المطلوب، لكن “حساسية توفير الإنسولين كعقار أساسي للغاية، ليست محسوسة بشكل جيد لدى السلطات”.

الرسالة المذكورة، قادت مدير مكتب رئيس الجمهورية محمود واعظي، للتصريح بأن “الرئيس روحاني بعث في 20 أيلول/ سبتمبر الماضي رسالة لوزير الصحة أخبره فيها بقرار مفاده ضرورة التصرف بسرعة بعد التحقق من هذا النقص في الإنسولين”. أما رئيس مؤسسة الأدوية والأغذية الإيرانية محمد رضا شانة سازأنه فوعد بإتمام تأمين حاجات مرضى السكري من الإنسولين خلال الأسبوع المقبل. لكن حتى ذلك الوقت، سيبقى مرضى السكري المحتاجون إلى الإنسولين الأجنبي، دون دواء، وسط صرخات من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي المطالبة تطالب بإيجاد حل سريع ومستدام لهذه الأزمة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: