الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة17 أكتوبر 2020 20:59
للمشاركة:

انتحار طفلين.. ماذا يحصل في محافظة بوشهر؟

لم يمر حادث انتحار الطفل محمد موسى زاده (١١عاما) مرور الكرام في إيران. الفتى الذي وجد معلقا في منزله أثار انتحاره تساؤلات عدة وسط تضارب حول الأسباب الحقيقية التي دفعته لذلك.

يقطن محمد في مدينة دير جنوب في محافظة بوشهر جنوبي إيران ويرجع البعض سبب انتحاره إلى عدم توفر هاتف جوال، في وقت عجزت عائلته عن توفير جوال حديث ليتمكن من متابعة دروسه مع معلميه عبر تطبيق “شاد” الذي خصصته الحكومة الإيرانية لمتابعة التعليم عن بعد بسبب انتشار فيروس كورونا، وقد أشار المتحدث باسم لجنة التعليم والأبحاث في البرلمان الإيراني أحمد حسين فلاحي في وقت سابق إلى أن حوالي 3 ملايين طالب لا يستطيعون تأمين الأجهزة الذكية وبالتالي متابعة دراستهم عن بعد.

انتحار محمد أثار موجة من ردود الفعل في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي فقد وصفه البعض بـ”المر” فيما تضاربت الأقاويل حول انتحار الفتى بين الأم ومدير المدرسة ووزارة التربية والتعليم التي رفضت الرواية الأم للأم وطالبت بفتح تحقيق في الأمر للوقوف على أسباب الحادثة.

انتحار طفلين.. ماذا يحصل في محافظة بوشهر؟ 1

فاطمة نجار هي أم محمد لديها ثلاثة أبناء أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. تعمل في تنظيف البيوت لتعيل عائلتها لأن زوجها مريض لا يقوى على العمل حسب ما قالت. وفي لقاء مع “ركنا” أول الأمر أكدت أن ابنها محمد أقدم على الانتحار لعدم قدرته على مواصلة تعليمه مع معلميه وأن وعود المدرسة بتأمين جوال لمحمد وغيره من الطلبة بقيت وعود ولم تتحقق. كما أضاف ابن أخيها أن محمد كان يستقرض جوالات أقاربه لمواصلة دروسه.

هذه الرواية لم تصمد، فبعد ثلاثة أيام من دفن محمد تراجعت والدته عن أقوالها السابقة وقالت في مقابلة مع وكالة “فارس” المقربة من الحرس الثوري إن مدير المدرسة كان طوال السنوات الخمس الماضية يقدم لهم  المساعدة كما أنه كان يؤمن اللباس المدرسي بالإضافة إلى أنه قدم هاتف جوال لمحمد فضلًا عن أنه كان يتكفل بالكتب المدرسية وكان يقدم  المساعدات المالية وغيرها…وأضافت الوالدة أنها ممتنة كثيرا لمدير المدرسة.

وقد جاء تغيير أم محمد لروايتها بعد، أن رفضت مديرية التربية والتعليم في بيان لها كلامها، موضحة أنه وفقا للتحقيقات والوثائق فإن محمد منذ بداية العام الدراسي لم يحضر إلى المدرسة بسبب الظروف التي فرضها فيروس كورونا ورغبة ولي أمره، وأنه كان يتابع دروسه من خلال جواله الذي قدمه له مدير مدرسته في آذار/ مارس الماضي. وتابع بيان مديرية التربية والتعليم لقد كان محمد حاضراعلى تطبيق شاد قبل ساعات من انتحاره وكان يتفاعل من خلال التطبيق مع معلميه وأن جميع الوثائق بما في ذلك الملفات الصوتية والمرئية، وواجبات الطالب وتمارينه متوفرة في المقرر، وبعض هذه الوثائق سيتم تزويد الرأي العام بها كون أن القضية تحولت لقضية رأي عام.

انتحار طفلين.. ماذا يحصل في محافظة بوشهر؟ 2

في الوقت نفسه، أكد المدعي العام على يزداني بور أن “قضية وفاة التلميذ الذي يبلغ من العمر 11 عاما قيد التحقيق ولم يتم تحديد سبب الوفاة بالنسبة لنا”. موضحًا أن “الطبيب الشرعي أصدر تصريح دفن وتم تسليم الجثة لأسرته لدفنها، حيث لم تكن هناك حاجة إلى جثة للتحقيق في الحادث، ولكن التحقيق ما زال جاريا للوقوف على أسباب الحادثة”. أما رئيس لجنة مكافحة الحوادث الاجتماعية في البرلمان الإيراني أحمد نادري  فاعتبر أن ظاهرة انتحار التلميذ محمد كارثة ويجب ألا تمر بسهولة. مشددًا في تغريدة له على ضرورة تحديد أسباب هذه المأساة بشكل صحيح حتى لا تتكرر المآسي في المستقبل. وأشار نادري إلى أنه منذ حوالي شهرين، أعد خطة بصفة عاجلة جدا في البرلمان لتوفير ثلاثة ملايين جهاز لوحي وهواتف ذكية للطلاب المحرومين، وجمع حوالي 40 توقيعًا كما أنه “تم استلام الخطة وهي في قائمة الانتظار. وبحسب هذه الخطة، فإن الحكومة ستكون ملزمة بتوفير ثلاثة ملايين جهاز من خلال الميزانية المحددة.

الجدير ذكره، أن الحديث لم ينته عن مأساة محمد، حتى أعلن محافظ بوشهر مجيد خورشيدي عن انتحار فتى يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا في مدينة كنغان في محافظة بوشهر جنوب غربي إيران لأسباب لا تزال مجهولة، موضحًا أن الطفل كان يتعذب كثيرا من الفقر الذي لحق به كون والده مدان بالقتل العمد، الأمر الذي أجبره على ترك مدرسته منذ سنتين والعمل في معمل لبيع الحجارة ليعيل عائلته الفقيرة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: