الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 أكتوبر 2020 20:52
للمشاركة:

خاص جاده إيران: صفقة تبادل سجناء بين أميركا وإيران؛ هل تراهن طهران على فوز ترامب؟

في السنّة العرجاء المعروفة في الولايات المتحدة وهي العام الذي يسبق إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية تلوح في الأفق صفقة جديدة لتبادل السجناء بين إدارة الرئيس ترامب، التي فرضت أقسى عقوبات على إيران في إطار حملة “الحد الأقصى من الضغوط” وبين إيران التي اعترف كبار مسؤوليها وعلى رأسهم رئيس الجمهورية حسن روحاني، بأن طهران في خضم حرب اقتصادية شاملة تهدف إلى تركيعها.

من الممكن، في هذا الصدد، الإشارة إلى انقسام في الرأي لدى النخبة في إيران حول الانتخابات الأميركية ونتيجتها؛ فهي من جانب ستكون مرتاحة أثناء التفاوض مع إدارة بايدن وستستمتع بالإحراج الذي ستسببه الهزيمة الانتخابية للرئيس ترامب. ومن ناحية أخرى، أدّت تجربتها مع الرئيس أوباما إلى الشعور بأن المفاوضات مع إدارة يشغلها الحزب الجمهوري ستساعد على نحو أكبر في التوصل إلى اتفاق مستدام يحظى بدعم حلفاء أميركا في المنطقة.

قصة صفقة التبادل الجديدة بدأت عندما انتشرت أنباء خلال الأيام الماضية على بعض قنوات التلجرام ووسائل إعلام غير رسمية أن مراد طاهباز المسجون لدى إيران بتهمة التجسس تحت غطاء المشاريع البيئية، برفقة سيامك نمازي الذي تحتجزه طهران بتهمة التجسس وجمع المعلومات عبر التستر بالشركات الاستشارية والشبكية، سيتم تبادلهم والافراج عنهم في صفقة مع أميركا. وخلال صفقة التبادل هذه، التي يصر عليها الجانب الأميركي وشخص ترامب، من المقرر الإفراج عن 3 إيرانيين جرى القبض عليهم في تايلند بجريمة القيام بعمليات ضد اسرائيل.

الجدير ذكره، أن هذه الأنباء جاءت بالتزامن مع مطالبة توجه بها أكثر من 150 شخصًا يتوزعون ما بين نشطاء وموظفين أممين سابقين للسلطات الإيرانية بإطلاق سراح رجل الأعمال الأميركي من أصل إيراني باقر نمازي ونجله. وأعرب موظفون سابقون في منظمة الأمم المتحدة واليونسيف وأكاديميون إيرانيون بالمهجر عن قلقهم إزاء تدهور الوضع الصحي لسيامك نمازي (49 عاما) نجل رجل الأعمال باقر نمازي (84 عاما). كما انضم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المطالبين بإطلاق سراح سيامك نمازي، بالإضافة إلى الإفراج عن السجناء الآخرين مزدوجي الجنسية المحتجزين لدى إيران. ووصف بومبيو استمرار حبس نمازي بأنه عمل “غير أخلاقي”، داعيا لسرعة إطلاق سراحه إلى جانب باقر نمازي ومراد طاهباز.

يُشار إلى أن مراد طاهباز محكوم بالسجن 10 سنوات في إيران بزعم تعاونه مع الولايات المتحدة. وكان مسؤول بالخارجية الأميركية دعا في وقت سابق إلى إطلاق سراح الأميركي – الإيراني مراد طاهباز من السجن بسبب إصابته بالسرطان.

هذا وقد أفادت مصادر لـ “جادة إيران” أن هناك بالفعل صفقة تبادل للسجناء كبرى بين طهران وواشنطن قبل الانتخابات الرئاسية في أميركا ستشمل مراد طاهباز.  فيما أفادت مصادر أخرى أن الصفقة ستشمل أيضًا تحرير 7 مليارات دولار من أموال إيران المجمّدة، وهو ما لم يحدث في الحالات السابقة لتبادل السجناء في عهد ترامب، لكنه حدث في عهد سلفه باراك أوباما مرتين، الأولى في عام 2009، عندما استلمت إيران قراب 1.5 مليار دولار بعد إفراجها عن ثلاثة أميركيين، كانت قد اعتقلتهم بعد دخولهم الأراضي الإيرانية على الحدود مع كردستان العراق، أما المرة الثانية فكانت في عام 2016 عندما أُفرج عن 1.7 مليار دولار من أموال إيران المجمدة بالخارج بالتوازي مع صفقة التبادل التي أفرجت خلالها إيران عن 4 أميركيين من أصول إيرانية بينهم مراسل الواشنطن بوست جيسون رضائيان، مقابل إفراج أميركا عن 7 إيرانيين كانوا محتجزين لديها.

ما ذكر عن تحرير 7 مليارات دولار ضمن صفقة تبادل السجناء يعادل الأموال الإيرانية المجمّدة في كوريا الجنوبية، بما يمكن أن يترك آثارًا إيجابية على السوق الداخلي للعملة الصعبة في إيران.

صحيفة “فرهيختغان” الأصولية تناولت في تقرير لها الأدلة التي تصدّق على هذا الخبر، وقالت هناك 3 عناصر يعتمد عليهم من يرجّح حدوث هذا الأمر. فوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أعلن خلال حواره مع فريد زكريا في مجلس العلاقات الخارجي في نيويورك أن “إيران مستعدة لتبادل كامل للسجناء مع الولايات المتحدة الأميركية”. كذلك، يستند من يرجح صفقة تبادل السجناء إلى التغريدة التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والذي طلب من إيران خلالها الافراج عن سيامك وباقر نمازي وطاهباز. بالإضافة لما سبق تخدم تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة، بأن الاتفاق مع إيران قريب، وأنه سيصل إلى اتفاق معها خلال شهر بعد الانتخابات الأميركية، هذه الفرضية.

وربطت الصحيفة بين زيارة محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، إلى العراق، والاتفاق مع بغداد على الاستفادة من الموارد المالية الإيرانية لدى البنوك العراقية، وما صرَّح به رئيس الغرفة التجارية لإيران وكوريا الجنوبية حسين تنهائي، عن البدء في مباحثات مع سفير كوريا الجنوبية حول الأموال المجمدة الإيرانية في سيول، حيث اعتبت أن ما تقدم يعد جزء من عملية التفاوض بين طهران وواشنطن من أجل تبادل السجناء.

يُذكر، أن نهج تبادل السجناء ليس بالأمر الجديد حتى وفي ظل الإدارة الأميركية الحالية التي تصاعدت التوترات بينها وبين طهران بعد خروج الأولى من الاتفاق النووي في مايو 2018. فعلى سبيل المثال جرى تبادل الجندي الأميركي السابق مايكل وايت، بعدما أفرجت واشنطن عن العالم الإيراني سيروس عسغري، والعالم الإيراني الآخر مجيد طاهري. كذلك جرى الافراج عن الطالب الأميركي شيوي وانغ في مقابل الافراج عن الباحث الإيراني مسعود سليماني في ديسمبر 2019.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: