الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 أكتوبر 2020 16:40
للمشاركة:

بين الاصلاح والغرق ماذا ستختار إيران؟

"إما أن نُصلِح، وإما أن نغرق” ـــ الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، خطاب في عام 2010

شهدت إيران خلال الفترة الماضية لحظات تخبط غير مسبوقة ولكن قد تكون متوقعة، وعبرت عنها الجماهير الإيرانية عبر تظاهرات واسعة النطاق ومتكررة مع اختلاف الأسباب فتارة تشكيكا بنتائج الانتخابات والتي عُرفت بالثورة الخضراء (2009)، وأخرى لأزمات اقتصادية طاحنة (2017-2018-2019)، وأخرها لإسقاط طائرة أوكرانية مات على متنها قرابة 200 مدني بصاروخ تابع للحرس الثوري الإيراني، وقد وصفت الحكومة الإيرانية إطلاق الصاروخ بأنه خطأ بشري متعهدة بتحويل المسؤولين عنه للمحاكمة بشكل عاجل.

في واقع الأمر لا نتحاشى الربط السريع بين أي تظاهرات شعبية وبين فرضية “إسقاط النظام” خصوصًا أن هذا الربط دائمًا ما يكون مُرتبط بموقف شخصي أو حكومي أو مؤسساتي مُسبق من بعض العرب السُنة والأنظمة  العربية الثيوقراطية أيضًا، وهنا علامة تعجب كبرى، والغرب بقيادة الولايات المتحدة، إلى جانب معارضين إيرانيين في المهجر ضد النظام الإيراني الثيوقراطي الشيعي، مما يصادر حق الشعب الإيراني في تقرير مصيره بالتغيير الشامل أو التعديل والإصلاح بما يراه هو كشعب مناسبًا له، أو بمعنى أدق كما يصف حميد دباشي ثورات الربيع العربي الحقبة ما بعد الكولونيالية وتعامل الغرب معها أنه تم تهميش صاحب الأغلبية ومطالبه لصالح فئة أقلية منتقاه بعناية تخدم من دعمها في الخارج.

وعليه يجب قراءة التحركات الشعبية داخل إيران في سياقاتها وطبقًا لما ترفعه الجماهير الإيرانية من مطالب وليس ما نتمناه ونتخيله. ولكي يمكنا قراءة التظاهرات الشعبية في إيران يجب النظر لعدة أمور أولها بنية النظام الثوري الإيراني نفسه، والأيديولوجيا التي يرتكن عليها هذا النظام منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. ثم النظر إلى المؤسسات التي انبثقت من هذه الثورة وخصوصًا المؤسسات المعنية بالدفاع عن الدولة (بعنف شرعي أو حرب موصوفة) مثل الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب مؤسسات العلاقات الخارجية والمؤسسات الاقتصادية. وأخيرًا النظر للتركيبة السكانية وأعمار الشباب ونسبة مَن ولدوا بعد الثورة، أي بُعيد نظام الشاه والتفكير في شيخوخة جيل الثورة القابض على مقاليد الحكم.

البدايات

 بتفنيد ما ذكرناه سابقًا وبالبداية مع كيف تشكلت الثورة الإيرانية عام 1979 وهل قامت على أساس ديني شيعي كما وصفت نفسها لاحقًا؟ الإجابة قاطعة: لا، بل كانت لعدة عوامل شغل التدين المضاد لحركة الانفتاح القسري الذي قام به محمد رضا شاه نسبة يمكن وصفها بالقليلة مقارنة بعوامل الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي حيث حاول محمد رضا بهلوي استغلال الطفرة الجنونية في أسعار النفط في مطلع السبعينات لعمل عدة مشروعات وصفت بالطموحة ولكنها عشوائية في مجملها وسرعان ما فشلت مع الانهيار الجنوني أيضًا لأسعار النفط منتصف السبعينات؟ بجانب الاحتكار الذي قام به الشاه عبر مؤسسة بهلوي التي أنشأها منذ العام 1958 لإدارة أملاك العائلة والتي توسعت لكي تهيمن على قطاعات اقتصادية هامة كالعقارات والفنادق وصناعة السيارات وقطاعي البنوك والتأمين، وبالتزامن مع تأميم الشاه للمجال السياسي بعد الانقلاب البريطاني – الأميركي على حكومة رئيس الحكومة الراحل محمد مصدق في الحقبة الخمسينية ذاتها، وتشدد الأجهزة الأمنية السافاك في التعامل مع المعارضة، رفضت طبقات مهمة في الشعب الإيراني كطبقة البازار التجارية والطبقة الوسطى بالإضافة لطبقة رجال الدين احتكار تجارتها الداخلية والخارجية عبر مؤسسة الشاه والمؤسسات الغربية التي منحها الأخير امتيازات واسعة داخل السوق الإيراني.

وعليه تضاربت أهداف الشاه الاقتصادية وأهداف الطبقات الغنية والفقيرة في الوقت ذاته ليشكلا رأس حربة ضد نظام الشاه وتبدأ الإضرابات العمالية منذ 1978 كإضراب عمال النفط في ميناء عبدان وهذا أوقف تدفق النقد الأجنبي للبلاد بشكل كبير وحجم قدرة الشاه على تقديم أي معونات اقتصادية خصوصًا في ظل التنمية المشوهة حيث انهارت الخدمات والمرافق العامة، وزاد الفرق بين المدن والريف، بل بين سكان المدن أنفسهم حيث صارت العاصمة طهران منقسمة لنصفين الشمالي للأغنياء حيث الحفلات الباذخة ودور السينما والسيارات الأميركية الفارهة، وجنوبها مدن صفيح بلا مباني سكنية ولا كهرباء ولا ماء ولا تعليم أو صحة.

وبالتالي كانت الثورة الإيرانية أمر محتوم من قِبل المجتمع ككل، قاده شباب من طبقات دينية فقيرة نتيجة الدور الكبير للمؤسسات الدينية التي كانت تقدم معونات تساعد الشعب على معايشه وفي الوقت ذاته كان حاضرًا قسم كبير من الليبراليين وبقايا الحركة الوطنية والدستورية التابعة لمحمد مصدق الذي توفى في محبسه القسري بالستينات وحزب تودة الشيوعي، قبل أن يتم العصف بكل الفرقاء السياسيين لصالح الأغلبية الدينية الشيعية وخطابها الإيديولوجي الذي سنقوم بتناوله.

لم يكن مشهد وصول الإمام الخميني المهيب أمام ملايين من أبناء الشعب الإيراني يشكل اختيار ديني في أساسه بل اختيار لجديد وتطلع لأفضل فكان على نفس الطائرة بني الصدر وهو يمثل اختيار ليبرالي (صار رئيسًا بعد الثورة قبل الإطاحة به) وكان على الأرض الاختيار اليساري كتودة أو ديني يساري كمجاهدي خلق، وعليه كانت الثورة لم تُحسم أو تحجز في خطاب إيديولوجي ضيق وعاجز كما سيتكشف فيما بعد. وصارت الأمور وأمسك الإمام الخميني بقبضته الحديدية رغم بلوغه من العُمر عتياً آنذاك ولكن الهجوم العراقي الذي صُبغ بطابع ديني على إيران ساهم في حسم القضية الشيعية والخطاب الإيديولوجي المُحاكي للاضطهاد اللانهائي للشيعة على الانتصار، ولم تتخلص إيران إلى الآن من بقايا التعبئة الإيديولوجية للحرب العراقية – الإيرانية.

رواية خاصة من قلب طائرة الخميني

الإيديولوجيا الإيرانية

 القصور الإيديولوجي في الخطاب الإيراني الحالي يتبدى في التشوه الذي أصابه في عملية النمو والتكون الأولي حيث لا يتفاعل الفكر الثوري إلا في بيئة شيعية مضطهدة في حدود دولة ضعيفة، ولهذا يصير توسع وتمدد الأيديولوجيا الإيرانية حتى داخل حدودها محل شك، ففي بدايات الثورة كانت الأوضاع سيئة واندلعت حرب دامية ثم صار الاصطدام مع الغرب حول فكرة تصدير الثورة لدول الجوار، ولكن لم ينظر للفكر الإيراني في حدود قدرته بل في شطط خطابه، فلو كانت الثورة الإيرانية قابلة للتصدير لوصلت للعراق ذات الاغلبية الشيعية أو البحرين أيضًا ولكنها عجزت بسبب وجود أنظمة ملكية مركزية باطشة، وبالمثل مع شيعة السعودية، ولم يتمكن الخطاب الأيديولوجي إلا في إيجاد صدى في دولة مفككة تفتقد للمركزية كلبنان وبسبب وضع الشيعة هناك وحرمانهم من الحظوة داخل النظام، إلى جانب انضباط حزب الله تحت قيادته الحالية المتمثلة بقيادته تحت أمينه العام حسن نصر الله، حيث خدمت إيران الظروف التاريخية كالحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي والنصر الذي تم وهذا ما لا يُمكن نكران حق إيران فيه. كما صارت الأيديولوجيا ضعيفة وبلا أثر فعلي داخل العراق بعد الغزو الأميركي 2003، وقد رأينا مدى الصعوبة والفشل في الإدارة الإيرانية للملف العراقي كحليف أو كذراع لها. أما في سورية ففي حال سقوط الرئيس بشار الأسد لن تجد إيران موطئ قدم لها على الأرض السورية، وفي السياق ذاته في اليمن مع نشوء جماعة الحوثي بشكلها القوي بعد سقوط الدولة اليمنية الباطشة 2011.

إذاً الأيديولوجيا الدينية التي تنتهجها السلطة الإيرانية منذ الإمام الخميني ومَن جاء بعده غير مناسبة ولا تضع في حساباتها أي ظروف موضوعية لبيئات مختلفة عنها ولهذا حتى في حالة شيعة الكويت أو باكستان أوأفغانستان لا نجد حواضن قوية للمد الثوري الإيراني رغم توفر الظرف الديني أما باقي العوامل الفكرية والتاريخية والحاجة لطبيعة الحكم الإيراني شبه معدومة.

وهذا بالنسبة للجانب الأيديولوجي الديني المتمثل في ولاية الفقية الإيرانية أو زعامة الحوزة المركزية لآية الله علي السيستاني في العراق، أما بخصوص الأيديولوجيا الأوسع والتي تضم في إطارها ما يعرف بمحور المقاومة المرتبط بالقضية الفلسطينية فنجد خيارات إيران مشوهة، فدعمها السخي يذهب إلى حركة حماس على حساب حركتي الجهاد الإسلامي أو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فكلا الحركتين لا تتوافق مع أيديولوجيا النظام فكلاهما يساري وقومي وسني وهذا يتعارض مع فكر النظام الإيراني، لكن حماس رغم كل نواقصها وعيوبها إلا أنها ذراع سني لأكبر جماعة سنية أممية وهي الأخوان المسلمين الذي يوفر للنظام الإيراني شعبية في ظهير سني لا بأس به، أي أن النظام الإيراني يهتم برفع صفة الطائفية عنه على حساب القضية نفسها وفكرة تحرير فلسطين وهذا إن دل على شئ دل على قصور وانغلاق الأيديولوجيا الإيرانية على نفسها منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية.

وبالتالي حتى الأيديولوجيا الإيرانية التي تضع الإصطدام مع الغرب على رأس أولوياتها والتي يتفق معها العديد من قوى اليسار العربي الرافض للعنجهية الأميركية تخفي أمر آخر، آلا وهو أن الصدام مع الغرب ما هو إلا ضرورة حتمية لحشد الجبهات الداخلية لإيران وللإبقاء على السيطرة على أذرعها الخارجية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، فلولا إغتيال الجنرال قاسم سليماني لما توقفت التظاهرات في إيران ولا في بغداد العراق ولا بيروت لبنان التي شملت في بعضها هتافات ضد النفوذ الإيراني على أراضي هذه البلدان، وعليه يبقى حالة الحصار التي يعيشها النظام الإيراني هي الحالة المُثلى لبقائه.

شيخوخة الدولة

وفي حالة الأيديولوجيا المختنقة هذه تولدت مؤسسات عسكرية وأخرى مدنية تغولت الأولى على الثانية حيث بات البعض ينظر إلى مؤسسة مثل الحرس الثوري الإيراني كعبء على النظام أكثر من كونها ميزة. فبعد عقود من التحشيد الأيديولوجي الديني، يرى هؤلاء أن “المؤسسة باتت تشكل عامل إحراج وخلل لإيران شعبًا وحكومة وخير مثال إسقاط طائرة مدنية بصاروخ تابع لهذه المؤسسة العسكرية، التي بلغت قوتها وشيخوختها من حيث سن وفكر القائمين عليها في الوقت ذاته مصدر قلق، فطول المدة التي حكمها المرشد الاعلى الإيراني الحالي على خامنئي وبقاء جنرالات الحرس الثوري لمدد متقاربة معه، والأمر ذاته في عدة مؤسسات آخرى منها الرئاسة التي يصل لها متوسط أعمار كبير، وكذلك وزارة الخارجية والحقائب الوزراية الاقتصادية جعلت تدفق دماء جديدة  حتى في رجال الصف الثاني داخل هذه المؤسسات من المُستحيلات”.

وما يجعلنا ننظر بعين الإستغراب على الرغبة الكبيرة من النظام الإيراني في الحفاظ على شيخوخته هي أن معدل أعمار الشباب في إيران يبلغ في متوسطه 28 عامًا، وهذا يدل على وجود مراكز قوى يمثلها عقليات المنظمات الإيرانية القديمة في الحرس الثوري أو في الرئاسة لا يمكن تجاوزها وطرح أي بدائل جديدة.

فإيران في أزمة حقيقة، حيث كل عام يتطلع نحو مليون شخص إلى دخول سوق العمل، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بنمو اقتصادي يراوح بين 6 ـ 7%، لذلك معدلات البطالة آخذة في الارتفاع بسبب نقص الاستثمارات. ويرى 70% من الإيرانيين أن اقتصادهم ضعيف، وظل رقم الإسطلاع هذا ثابتًا على مدار 18 شهرًا على الرغم من فرض العقوبات الأميركية العام الماضي. وعندما يُسأل الإيرانيين عن تأثير العقوبات الأميركية على حياتهم، يوافق 83٪ منهم على وجود تأثير سلبي عليهم. لكن من الغريب أنه مع إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي إنخفض التشكك في مستقبل الاقتصاد من 64٪ في عام 2018 إلى 54٪ الشهر الماضي. وهذا عائد لثقة الإيرانيين أن الولايات المتحدة لا تستطيع الضغط عليهم بشكل واقعي من خلال فرض عقوبات. ووفقًا لذلك التفكير فـ 55٪ منهم يلقي باللوم على سوء الإدارة الاقتصادية والفساد مما يجعل الاقتصاد الإيراني هش، مقابل 38٪ يلومون العقوبات والحصار الغربي. ولهذا فأن 70٪ من الإيرانيين يفضلون السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي على الصعيد الوطني على حساب زيادة التجارة الخارجية.

يبدو أن الإيرانيين شعروا بخيبة أمل كبيرة من عدم تحقق وعود إدارة حسن روحاني والتي يمكن أن يستفيد الخصوم منها في الانتخابات البرلمانية القادمة. وكان خفض دعم البنزين دواء مُر لابد منه قام وخطوة تحسب لروحاني على الرغم من سوء إدارته بشكل عام. ومن غير المرجح أن يسامحه الإيرانيون الذين اعترضوا على أي مساس بالدعم لسنوات في الوقت القريب. خصوصًا أنه يتم إلقاء اللوم على سوء إدارة وفساد الرئيس حسن روحاني والذي انخفضت شعبيته بنسبة أقل من 50 ٪ لأول مرة، لتصل إلى 42 ٪ في أغسطس 2019. ويعتقد 54% من الإيرانيين أن حكومته لا تأخذ إجراءات جادة لمحاربة الفساد. على الرغم أن 73٪ من الإيرانيين يعتقدون أن القضاء الإيراني نزيه ويقوم بمحاربة الفساد بزيادة 12٪ منذ مايو 2019.

من الملاحظ حسب إستطلاعات رأي مُحايدة، لدرجة ما، ثقة الإيرانيين -الشباب في معظمهم- في مؤسساتهم ما يبطل خطاب النظام حول أن تغيره أو إصلاحه يعني تبعية جديدة للغرب وأميركا، فالشعب يبدو أكثر وعيًا اليوم من حكومته فيما يخص الدبلوماسية المتوازنة، وقد تعلم من تجاربه السابقة والتاريخية مثل ثورة التبغ عام 1890 والتي لم يكن الاحتجاج لأسباب دينية ولا قومية مجردة، بل لأنه تم حصر تسويق التبغ وانتاجه في يد الأجانب وهذا يعني تدمير صناعة كاملة، ترتبط بها شبكات نقل وبيع وانتاج وعمال بمئات الآلاف، والطبقات التجارية في طهران وتبريز وأصفهان ومشهد قديمة وخبيرة وواعية لمصالحها، وهي لا تقبل بأن يذهب فائض القيمة، الذي تولده هذه الصناعة الاستراتيجية الى الغرب، كما لم يقبل الشعب الإيراني أن يمنح الشاه القاجاري الشركات الأجنبية احتكار المعادن والنقل والتليغراف حتى تحت وطأة الديون وإفلاس الدولة نفسها، وهو ما ينطبق على أسباب إتحاد الشعب الإيراني ضد الشاه محمد رضا بهلوي عندما حاول تسليم البلاد مرة آخرى للغرب، كما ورد سابقا.

أخيرًا

كل حروب إيران المنتصر منها خاسر، فقد تم إستنزاف الدولة في لبنان وسوريا واليمن والعراق بدون أي انعكاس حقيقي على عمق الحضور الإيراني هناك، وكل المناطحة مع الغرب تحولت من خيار مفروض من الخارج إلى أمر حتمي لبقاء النظام، كما صار تصدير الثورة أمراً طائفياً أكثر منه مطلب للتغيير، وصار التواجد الإيراني سبباً كافياً لاستعداء الشعوب العربية المكونة في نمط الأمة الإسلامية، وتبدو شيخوخة الثورة الإيرانية من حيث أعمار القادة والمؤسسات والفكر قد وصلت لمراحلها الأخيرة، فإما الإصلاح والتغيير والدماء الجديدة والفكر الجديد وإما انهيار الدولة ككل، وهذا موقف مشابه عاشاه كل من الاتحاد السوفيتي في الثمانينات والصين ما بعد ماو تسي تونغ، وكلاهما مرا بثورة أيضًا ولكن الفارق أن الأولى أستمرت في عنادها وأنهارت والثانية عدلت مسارها على يد دينغ شياو بينغ واستغلت كل الفرص المتاحة لكي تعيش وتزدهر رغم كل النقد الذي يكال لها من الشيوعيين والرأسماليين على السواء ولكن لم يسلم دينغ الصني بلاده للفاسدين كما فعل ميخائيل غورباتشوف السوفييتي وبوريس يلتسين من بعده.

فهل يجد النظام الإيراني دينغ شياو بينغ الخاص به لكي ينقذه مما هو قادم عليه والخطر المحدق به؟ هذا سؤال مفتوح لتفكير والتأمل.

مصادر:

كتاب المأزق العالمي للديمقراطية: بلوغ نقطة التحول، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مؤلفه عصام فاهم العامري.

كتاب الخبرة الإيرانية الانتقال من الثورة إلى الدولة، الدكتورة أمل حمادة

كتاب دينغ شياو بينغ مهندس بناء الصين الحديثة (1907-1997)، ترجمة: رشا كمال، أحمد سعيد

‏https://ahtribune.com/world/north-africa-south-west-asia/iran/3674-western-media-excited.html

‏https://www.aa.com.tr/ar/أخبار-تحليلية/أكاديمي-تركي-الوقت-ينفد-أمام-إيران-تحليل/1667708

‏https://al-akhbar.com/Opinion/224532

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: