الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة20 سبتمبر 2020 19:33
للمشاركة:

العلاقات الباكستانية- الإيرانية… خطوة نحو تجاوز القطيعة

عقد معهد أبرار المعاصر للدراسات والابحاث في طهران، يوم الأربعاء 10 أيلول/ سبتمبر 2020 ورشه عمل تحت عنوان "تقييم التحديات التي تواجه تعزيز العلاقات الإيرانية الباكستانية"، حضره كلًا من المستشارة الإعلامية والثقافية للسفارة الباكستانية في طهران عنبرين غل شاهد، وسفير إيران السابق في إسلام أباد مشا الله شاكري، والمسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية حسين فرجامين ومصطفى زندية، وعضو الوفد العلمي من جامعة طهران وفاء يزدانمنش، كذلك المدير العام لمعهد أبرار المعاصر بطهران عبد أكبري، ومدير قسم جنوب وشرق آسيا في المعهد سمية مرووتي.

وقال المدير العام لمعهد ابرار للدراسات والأبحاث، في بداية اللقاء إنه “على الرغم من قدرة باكستان العالية خاصة في مواجهة العقوبات، إلا أن هذا البلد له أولوية متدنية للغاية في الجهاز الدبلوماسي لإيران”، مؤكّدًا أن هدف هذا اللقاء التذكير بضرورة إصلاح العلاقات بين البلدين، والنظر إلى تصور مسؤولي إيران  تجاه باكستان، لافتًا أنه في العقود الأخيرة، تغيّرت نظرة إيران إلى باكستان بسبب التطورات المختلفة ودور الأطراف المتنافسة.

من جهتها، قالت الدبلوماسية الباكستانية عنبرين غل شاهد، في إشارة إلى التراث التاريخي واللغوي المشترك بين البلدين، إنه “من الأفضل في الوضع الراهن  التركيز على النقاط المشتركة والاعتماد عليها لحل المشاكل والصعوبات القائمة، إذ يمكن للسينما والموسيقى، بسبب الصلات الثقافية والدينية واللغوية، أن تمهد جزءًا كبيرًا من الطريق غير الممهد بين البلدين”، وفق قولها.

وفي إشارة إلى برنامج السفارة الباكستانية لدعم المشاريع الطلابية والتبادل الثقافي، قالت السيدة شاهد، “لقد توصلنا، مثل أصدقائنا الإيرانيين إلى استنتاج مفاده أن أقصر الطرق وأكثرها أمانًا لتحسين العلاقات بين البلدين هو تعزيز العلاقات بين النخب وخلق مناخ من التعارف بين الشعبين”. وأضافت، لقد توصلنا إلى نتيجة مفادها أن الشعب الباكستاني يعرف إيران أفضل مما يعرف الشعب الإيراني باكستان، ولا توجد لدى الشعب الباكستاني بجميع أطيافه أي نظرة سلبية تجاه ايران، ولكن للأسف هذه النظرة السلبية تجاه باكستان موجوده في ايران، وفق تعبيرها.

بدورهم، اعتبر المتحدثون الإيرانيون خلال اللقاء، أن إعادة إقامة العلاقات في المجالات الفكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية بين البلدين من أهم الأولويات، في إشارة إلى اختفاء العلاقات بين النخب وعدم وجود حوارات بين مسؤولي البلدين خلال العقود الماضية، لافتين إلى أن “العلاقات الإيرانية الباكستانية كان يُنظر إليها دائمًا من خلال وجود الجهات الإقليمية في باكستان والتطورات الإقليمية مثل كشمير وأفغانستان، وأن مسؤولي البلدين، لم يحاولوا إرساء مسار قوي للعلاقات بين البلدين”.

الأطراف الإيرانية الحاضرة أكّدت أنه يجب على البلدين إعادة مناقشة قضاياهما المشتركة بعيدًا عن أفغانستان والهند وأميركا والسعودية، ووضع مصالحهم بدلًا من اعتبارات اللاعبين الإقليميين والدوليين، مشدّدين على ضرورة “تغيير الاستراتيجية الإيرانية من الرفض والقطيعة إلى الاستيعاب والتفاهم”. وأضافوا أنه، لا ينبغي أن تؤدي حقيقة العلاقات الباكستانية السعودية الوثيقة إلى قطع علاقات إيران مع هذا البلد أو تقليصها، بل يجب على إيران أن تعزز أسس علاقاتها مع إسلام أباد من خلال بناء سياسة ذكية وعدم إخضاعها لوجود أو غياب الآخرين، وينطبق الشيء ذاته على نظرة باكستان إلى العلاقات الإيرانية الهندية.

وخلص اللقاء إلى عدد من المقترحات لتعزيز العلاقات بين البلدين، من بينها، توسيع وتعزيز المحاضرات وحلقات النقاش ‌الباكستانية في أفضل الجامعات ومراكز الفكر في إيران، ودعوة الباحثين للتعرف على باكستان بشكل أفضل. أيضًا تغيير وإصلاح دور المستشارية الثقافية الإيرانية في باكستان، تعزيز التعاون والعلاقات بين النخب لتحقيق تفاهم متبادل وإزالة سوء التفاهم، فضلًا عن معرفة الخطوط الحمراء والمحذورات الباكستانية، وتوسيع وتعميق العلاقات والتعاون مع وسائل الإعلام للتعريف بالبلدين بشكل أفضل ، مثل بث المسلسلات والأفلام الوثائقية عن السياحة  والتعريف بالمناطق السياحية.

المصدر/ معهد ابرار

تحرير/ عُريب أبو صليح

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: