الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 سبتمبر 2020 13:20
للمشاركة:

إيران واقتصاد كورونا.. النساء هن الأكثر تضررًا

كورونا في إيران.. اختفاء اقتصاد النساء

أعدت صحيفة “تعادل” الاقتصادية تقريرًا خاصًا تناولت فيه التأثير السلبي لأزمة كورونا على عمالة واقتصاد النساء في إيران، حيث أكدت تحت عنوان “كورونا واختفاء اقتصاد النساء” أن “عمل النساء أضحى في زمن كورونا أكثر عرضة للمخاطر من أي وقت آخر”، مشيرة إلى أن “الكثير من النساء تصدرن الصفوف الأولى لسياسات تخفيف القوى العاملة”. وأوضحت الصحيفة أن “هذا الأمر وضع الحالة الاقتصادية للأسر في مواجهة مخاطر جدية”. مكملة بالقول إنه “على عكس ما يظنه المجتمع الإيراني التقليدي ، فلقد كان للنساء دور ملحوظ في ازدهار الحالة الاقتصادية للأسر لسنوات. وعلى عكس ما تسعى الحكومات لتأصيله في المجتمع بحصر النساء في إطار المنزل وإدارته ورعاية الأبناء، فقد أدت الظروف الاقتصادية إلى تزايد أعداد النساء العاملات خارج المنزل يوما تلو الآخر”.

وترى الصحيفة أن “التضخم الاقتصادي هو الآخر أضحى عاملا دفع بالمزيد من النساء إلى سوق العمل ليساهمن بدور مؤثر في توفير نفقات المعيشة، ذلك إضافة إلى النساء المعيلات للأسر، إلى جانب العدد الذي لا يحصى للنساء اللاتي تعملن جنبا إلى جنب مع أزواجهن لتوفير نفقات المعيشة مع استمرارهن في القيام بمهامهن المنزلية.”

وتستمر الصحيفة موضحة أنه” وخلال هذا كله جاء وباء كورونا فجأة ليخلط جميع المعادلات ويؤدي إلى خسارة الكثير من النساء لوظائفهن، فالأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا يوما بعد يوم، والتضخم الجامح تسبب بعجز الكثير من الأسر عن توفير أبسط احتياجاتهم المعيشية اليومية.” مضيفة أنه “حتى قبل كورونا كانت النساء يواجهن الكثير من العوائق فيما يتعلق بالوظائف الحكومية، الأمر الذي دفعهم نحو العمل في السوق غير الرسمية- العمل الخاص، إذ يميل الكثير من أرباب العمل إلى توظيف النساء للتهرب من أعباء التأمين وغيره من المزايا، ومع حاجة الكثير من النساء إلى المساعدة في توفير تكاليف المعيشة في ظل هذه الظروف الاقتصادية غير المستقرة فإنهن يضطررن لقبول هذه الوظائف رغم الشروط غير المنصفة لأربابها، وفي ظل ظروف جائحة كورونا أضحت هؤلاء النسوة عرضة لإجراءات تخفيف العمالة التي يقوم بها أرباب العمل مع حرمان هؤلاء النساء من أي مزايا يمكن الحصول عليها.”

تحت عنوان “لا يمكننا العيش بالوعود”، استشهدت” تعادل” بآراء بعض النساء المتضررات من الأوضاع الاقتصادية في ظل جائحة كورونا واللاتي كن عرضة للتسريح من العمل في إطار سياسة تخفيف العمالة من قبل أرباب الأعمال إحدى هؤلاء النسوة كانت “مينا” البالغة من العمر 40 عاما ولديها طفلان وحسب الصحيفة فإن مينا:” تعمل كمديرة حسابات ويعمل زوجها كمهندس كهرباء، وكلاهما كانا يعملان لدى إحدى شركات القطاع الخاص، ومع بدء انتشار وباء كورونا اضطرب وضع الشركة ، وفي الشهر الثالث من انتشار الوباء وُضعت “مينا” على قائمة تخفيف العمالة لدى الشركة.” ومع كون أن مرتبها كان يسهم بشكل أساسي في توفير احتياجات المنزل وخاصة في العملية التعليمية لأبنائها وما تعرض له هذا الدور من تأثير مع تسريحها من العمل ومع عدم حصولها على أي نوع من تأمينات البطالة وانتظارها في قوائم المسرحين من العمل المنتظرين لتأمين البطالة منذ شهور تقول “مينا” للصحيفة: “لا يمكننا العيش بالوعود فرغم أن الأولاد يدرسون في البيت إلا أن مصاريفهم لم تنخفض في النهاية لا نزال بحاجة لسد تكاليف التسجيل في المدرسة، وكذلك تكلفة الانترنت من أجل الدروس المباشرة وغيرها من الأشياء التي نتدبرها الآن بصعوبة.” خاصة مع كون زوجها لم يحصل على مرتبه من الشركة منذ خمسة أشهر واعتمادهم منذ أربعة أشهر على احتياطهم من الأموال الموفرة.”

الصحيفة، استكملت موردة، شهادات لنساء أخريات تأثرن بما خلفته كروونا من مشكلات على المستوى الاقتصادي وخسارتهن لأعمالهن، إحداهن “بروانه” 45 عاما، كانت تعمل كسكرتيرة لدى إحدى الشركات الخاصة قبل جائحة كورونا، وزوجها يعمل سائق تاكسي، ومع تقاعدها الإجباري عن العمل بعد كورونا وما يعانيه زوجها في عمله من مشكلات عدة في ظل ظروف الوباء في البلاد والزيادة المستمرة في الأسعار وإيجارات المنازل، تضاعفت معاناة الأسرة.
وتشرح “بروانه” واصفة حالتهم: ” .. يعمل زوجي بأجر يومه ولو مر يوم لم يذهب فيه هو إلى عمله فإنه لن يكون لدينا حتى ما نأكله.” وتضيف” عندما كنت أذهب للعمل كنت أنا أدبر نفقات معيشتنا ولكن الظروف الآن ازدادت صعوبة بالنسبة لنا.” متابعة بالقول إن “على أولئك الذين يطلقون شعارات أن النساء يجب أن يبقين في المنزل يربين الأولاد، أن يعملوا هم الآن وأن يعوضوا لنا العجز في ميزانيتنا، فكيف يمكن للنساء في ظل هذه الظروف الاقتصادية أن يبقين في المنزل؟.”

الأمر ذاته بالنسبة لمعصومة “55” عاما المعيلة لأسرتها بعد فقدانها زوجها منذ أكثر من 20 عاما وقد أتت كورونا على عملها هي وبناتها الاثنتين ولم يعد لهما سبيل لتوفير احتياجات أسرتها اليومية سوى عن طريق خياطتها للكمامات وبيعها لتدير بعائدات عملها الزهيدة هذا عجلة الحياة في بيتها.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: