الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 سبتمبر 2020 05:44
للمشاركة:

بايدن يُعلن رؤيته للتعامل مع إيران.. ما شرط العودة للاتفاق النووي؟

هل كانت سياسة "الضغط الأقصى" الأميركية على إيران ناجحة براي بايدن؟

كشف المرشح الديمقراطي للرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن عن السياسة التي ينوي اتباعها مع إيران في حال وصوله للبيت الأبيض، حيث قال إن “أول ما سأقوم به هو أنني سألتزم التزاما كاملاً لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”. وفي مقال نشرته شبكة “سي إن إن” الأحد 13 أيلول/ سبتمبر، أوضح نائب الرئيس السابق أن ثاني خطواته هي العرض على طهران “مسارًا موثوقًا به للعودة إلى الدبلوماسية، فإذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم بالاتفاق النووي، فستعاود الولايات المتحدة الانضمام إلى الاتفاقية كنقطة انطلاق للمفاوضات”. وأضاف بايدن “سنعمل مع حلفائنا على تعزيز وتوسيع بنود الاتفاق النووي، مع معالجة القضايا الأخرى ذات الأهمية، ويشمل ذلك العمل الجاد للإفراج عن الأميركيين المعتقلين ظلماً ومساءلة النظام لانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك إعدام المصارع نويد أفكاري هذا الأسبوع، والاعتقال غير المشروع للسجناء السياسيين، مثل الناشطة في حقوق الإنسان نسرين ستوده. وسنعمل على مساعدة شركائنا على تقليل التوترات والمساعدة في إنهاء النزاعات الإقليمية، بما في ذلك الحرب الكارثية في اليمن. وسأتخذ أيضًا خطوات للتأكد من أن العقوبات الأميركية لا تعرقل مواجهة إيران لوباء كورونا. وفي اليوم الأول، سألغي حظر السفر المشين الذي فرضه ترامب على عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة”.

أما الخطوة الثالثة والأخيرة التي يعد بايدن باتباعها تتمثل في “مواصلة التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، والتي تهدد أصدقاء وشركاء أميركا في المنطقة”. مشدّدا في هذا السياق على أن إدارته ستعمل مع إسرائيل عن كثب “لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها”. بايدن أشار إلى أنه من أجل تحقيق هذا الغرض سيستند لاتفاقية المساعدة الأمنية الأميركية الإسرائيلية التي وُقعت بين الجانبين عندما كان نائبًا للرئيس أوباما، ملوحاً بأنه على استعداد للدفاع عن مصالح أميركا وقواتها إذا اختارت إيران المواجهة. مع ذلك وفِي إطار موازنته خلال المقال بين القسوة واللين، لفت المرشح الديموقراطي إلى استعداده للسير في طريق الدبلوماسية إذا اتخذت إيران خطوات تُظهر استعدادها لهذا الأمر، كما جاء في مقالته.

فحوى السياسة التي ينوي نائب الرئيس السابق انتهاجها مع إيران، أفصح عنها الأخير بعد أن قال للناخب الأميركي إن “النبأ السار بعد كل ما نتج عن نهح ترامب مع طهران هو أنه لا تزال هناك طريقة أفضل، وهذا ما سأفعله إذا أصبحت رئيساً”، وفي تفصيله لخطوات ترامب تجاه إيران وما خلفته أوضح بايدن أنه “عندما ترشح دونالد ترامب لمنصب الرئيس، وعد بـ “صفقة أفضل” لتقييد برنامج إيران النووي وتعهد بالضغط على طهران لكبح سلوكها العدواني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لكن مثل الكثير من وعوده، ثبت أن كل ما قاله في هذا الموضوع هو مجرد كلمات فارغة”، لافتاً إلى أنه “بدلاً من ذلك، تخلَّى بتهور عن سياسة كانت تعمل على الحفاظ على أمن أميركا واستبدلها بسياسة أدت إلى تفاقم الخطر”.

وتابع بايدن في هذا الإطار “الشهر الماضي ثبت لنا أن سياسة ترامب تجاه إيران هي فشل خطير، ففي الأمم المتحدة، لم يتمكن ترامب من حشد أقرب حلفاء أميركا لتمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران”، مشيراً إلى “وجود تقارير تفيد بأن إيران قامت بتخزين 10 أضعاف كمية اليورانيوم المخصب التي كانت لديها عندما انتهت ولايتنا أنا والرئيس باراك أوباما”، وشدد على “أن الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى تغيير مسار هذه الأحداث”.
نائب الرئيس الأسبق أكد “ليس لدي أي شك بشأن التحديات التي يفرضها النظام في إيران على المصالح الأمنية لأميركا، وأصدقائنا وشركائنا، وعلى الشعب الإيراني أيضاً. لكن هناك طريقة ذكية لتكون صارمًا مع إيران، وهناك طريقة ترامب”، معتبراً أن ترامب تجاهل أقرب حلفاء أميركا وابتعد بمفرده، دون خطة، عن صفقة وضعت أعين العالم داخل برنامج إيران النووي وكانت تعيق ممرات إيران نحو امتلاك سلاح نووي. وأضاف “لقد زاد ترامب من حدة التوترات مرارًا وتكرارًا، مخاطراً بحرب أخرى في الشرق الأوسط دون استراتيجية واقعية. لقد انزلق إلى تصعيد محفوف بالمخاطر ما عرّض جنودنا للخطر ثم قلل من أهمية إصابات الدماغ التي تعرض لها جنودنا ووصفها بأنها مجرد صداع. وبالتالي، إن أي مقياس موضوعي، يظهر أن ‘الضغط الأقصى’ الذي مارسه ترامب كان نعمة للنظام في إيران وانهيارًا لمصالح أميركا”.

ورأى بايدن أن “إيران أقرب اليوم إلى إنتاج قنبلة نووية مما كانت عليه عندما تولى دونالد ترامب منصبه”، مذكراً أنه “قبل خمس سنوات، وقفت روسيا والصين إلى جانب حلفاء أميركا الأوروبيين وراء نهج تقوده الولايات المتحدة تجاه برنامج إيران النووي. أما اليوم، فأميركا تقف وحدها”. واتهم بايدن سياسات ترامب بدفع روسيا والصين إلى الاقتراب من إيران. و زاد على ذلك موضحًا “عندما تصاعدت التوترات بداية هذا العام، وبدلاً من الالتفاف إلى جانب أميركا، دعا حلفاؤنا الأوروبيون جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والمسؤولية”.
وحول موقف الأوروبيين من الولايات المتحدة، أشار إلى أنه “بسبب انتهاك ترامب لاتفاق تفاوضت عليه أميركا بنفسها، تكرّس القوى العالمية الأخرى الآن طاقاتها لمعارضة السياسة الأميركية بدلاً من العمل جنبًا إلى جنب معنا لمواجهة طهران”.

بايدن، اعتبر أن “هذا المزيج من المواجهة والعزلة وضع واشنطن أمام واقع جديد: ليس فقط عدم القدرة على حظر أسلحة أو عودة عقوبات الأمم المتحدة على إيران، ولكن غياب أي صفقة لتقييد برنامج إيران النووي أيضاً”، مضيفاً انه منذ 5 سنوات كانت إيران لاعباً إقليمياً سيئاً لكنها لم تشن أي هجوم على القوات الأميريكية في المنطقة، “لكن منذ أن تولى ترامب منصبه، قتلت إيران أو وكلائها اثنين من أفراد الخدمة الأميركية ومقاول أميركي، وأصابت أكثر من 100 جندي أميركي بجروح بالغة، وألحقت أضرارًا بمنشآت النفط السعودية، وعطلت السفن التجارية العابرة للخليج”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: