الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 سبتمبر 2020 13:03
للمشاركة:

إيران تطلق مناورات “ذو الفقار 99” تحت أعين المسيّرات الأميركية

المناورات الإيرانية قد تبقى في سياقها العسكري الطبيعي، إلا أنها في مضمونها تحمل الكثير من الرسائل للدول المحيطة بإيران في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.

أطلق الجيش الإيراني اليوم الخميس 10 أيلول/ سبتمبر 2020، المرحلة الأساسية من مناورة الجيش المشتركة “ذو الفقار 99” والممتدة على مساحة مليوني كيلومتر مربع، وتشمل مياه شرق مضيق هرمز وسواحل مكران وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، وتستمر هذه المناورات لمدة 3 أيام، تحت شعار “الأمن المستدام في ظل القوة الدفاعية”.

وتأتي هذه الأحداث في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة، لاسيما بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الأحد الماضي، عن “إنشاء تحالف إماراتي إسرائيلي، لحماية الولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط من إيران”، وفق تعبيره.

الرد على هذا الإعلان الأميركي جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الذي أعلن يوم الاثنين الماضي، أن “إيران أبلغت الإمارات أنها جادّة في الدفاع عن أمنها القومي ضد أي تهديد”. من هنا، لا يمكن فصل هذه المناورات العسكرية عن سياق التطورات السياسية في المنطقة. فما هي هذه المناورات وماذا ستقدّم إيران خلالها؟

 أوّل عرض لقطع عسكرية

تكمن أهمية هذه التحركات في مشاركة وحدات من القوات البحرية والجوية والبرية وقوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني، وستجري في إطار 3 مراحل هي: الاستخبارية، والتكتيكية، واستعراض القدرات. وتشارك في هذه العمليات القطع البحرية والغواصات والطائرات ومن أهمها الغواصة الإيرانية “فاتح” التي ستشارك في مناورات للمرة الأولى، إضافة للمسيّرة “سيمرغ”.

ونشر منذ صباح اليوم الجيش الإيراني في بحر عمان، منظومات صاروخية ورادارية، ووحدات من السفن الحربية والغواصات، ومروحيات، ومقاتلات حربية، وقوات برية، إذ سيختبر الجيش خلال هذه الأيام الثلاثة، صواريخ كروز أرض-أرض، وأرض- بحر، وأرض-جو، وجو-أرض، وقاذفات صواريخ تطلق من سفن ومروحيات.

في هذا السياق، أوضح المتحدث باسم المناورات العميد شهرام إيراني، صباح اليوم، أن “الأسطول البحري رقم 69 المكون من مدمرة سهند وسفينة الدعم بندر عباس، الموجودتان الآن في المحيط الهندي، واللتان تعملان على رصد ومراقبة السفن الأجنبية والمعادية على بعد آلاف الكيلومترات من المياه الإقليمية الإيرانية، سوف تشاركان في المناورات عبر توفير المعلومات اللازمة للوحدات الأخرى الموجودة في التمرين لتنفيذ عمليات مضادة”.

على صعيد متصل، كان مساعد القائد العام للجيش الإيراني للشؤون التنسيقية العميد حبيب الله سياري قد أعلن أمس، أن “أمن منطقة غرب آسيا وممراتها المائية الحيوية والاستراتيجية مرهون بتوطين الأمن في ظل المشاركة البناءة من جميع دول المنطقة ومنع هيمنة ووجود الأجانب والقوات من خارج المنطقة في مياهها”.

رصد أميركي؟

عند انطلاق المناورات، أعلن الجيش الإيراني أنه حذّر الدول المحيطة بمكان العمليات من الاقتراب تفاديًا لأي خطأ قد يحصل. إلا أن الطائرات الأميركية المسيّرة لم تكترث للتحذيرات، فوفقًا للعميد شهرام، منذ يوم أمس، ومع الإعلان عن بدء مناورة الجيش “بدأنا نشهد تغيرًا ملحوظًا في سلوك الطائرات الأميركية المسيّرة التي انطلقت من القواعد القريبة من مكان التدريبات”.

وأشار العميد إلى أنه “خلال التمرين شهدنا أنشطة مركزة لطائرات أميركية بدون طيار لجمع المعلومات عما يحصل، وتم رصدها من خلال الأنظمة الموجودة في التدريبات”، لافتًا إلى أنه تم التعامل مع هذه الطائرات وإرسال تحذيرات متكررة لها حتى أجبرت على الانسحاب.

مناورات نوعية تجريها إيران خلال ثلاثة أيام، قد تلحقها مناورات مشتركة مع الصين وروسيا هذا الشهر، وفقًا لوزارة الدفاع الصينية. تدريبات قد تبقى في سياقها العسكري الطبيعي، إلا أنها في مضمونها تحمل الكثير من الرسائل للدول المحيطة بإيران في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: