الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 سبتمبر 2020 18:35
للمشاركة:

كورونا يفتك بالسياحة في إيران.. 74 سائحاً فقط زاروا البلاد هذا العام!

زيارة وزير الخارجية السويسري ايغناسيو كاسيس إيران، ولّدت بصيص أمل بإمكانية نهوض القطاع السياحي في البلاد، بعد الأيام الصعبة التي سبّبها، وما زال يسبّبها، انتشار فيروس كورونا بداية العام الحالي. هذه الزيارة التي أقيمت بمناسبة مرور 100 عام على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، انطلقت بجولة سياحية للوزير من مدينة أصفهان. ولم يكد يغادر المدينة حتى كتب على تويتتر: “مدينة أصفهان هي لؤلؤة الشرق الأوسط”، ونشر بعض الصور لتجواله في المدينة.

تعدّ إيران من أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في العالم. فهي تحوي 24 موقعا مصنّفاً ضمن مواقع التراث العالمي بحسب منظمة اليونسكو. إلا أن هذه الصورة باتت أكثر سوداوية، بعد تراجع أداء القطاع السياحي إلى نسب متدنية جداً في الأشهر الأولى من 2020، لدرجة أنّه ليس من المبالغة القول إن السياحة الإيرانية تعيش أصعب أيامها. هذا ما تؤكده أرقام وزارة التراث الثقافي والسياحة الإيرانية. فقد أعلن الوزير علي أصغر مونسان يوم الأربعاء في 26 آب / أغسطس الماضي أن 74 سائحاً فقط زاروا الجمهورية الإسلامية في الربع الأول من السنة الفارسية الحالية (بدءاً من 21 مارس/آذار)، مقارنة مع 2.3 مليون في الفترة نفسها من العام الماضي. وتقدّر خسائر هذا القطاع اليوم، والذي يعتمد بشكل كبير على السياحة الدينية في مدينتي مشهد وقم، بنحو 500 مليون دولار بحسب مونسان.

يعمل في القطاع السياحي، وفق رئيس جمعية أصحاب الفنادق الإيرانية جمشيد حمزة زادة، نحو ربع مليون شخص على نحو مباشر، وأكثر من نصف مليون شخص على نحو غير مباشر. هؤلاء العمال باتوا يواجهون اليوم خطر فقدان مورد رزقهم الوحيد، وبالتالي ستفقد الكثير من العائلات الإيرانية قدراتها الشرائية نتيجة هذا الوضع.

على صعيد آخر، رأى رئيس اتحاد وكالات السفر والسياحة في طهران أمير بويا رفيعي شاد، في حديث
مع صحيفة financialtribune الإيرانية المتخصصة بالشأن الإقتصادي، أن “خطة الإنقاذ الحكومية التي أطلقها رئيس الجمهورية حسن روحاني بداية العام ليست مفيدة، بالنظر إلى الأضرار التي لحقت بالقطاع بسبب وباء كورونا”. وأشار رفيعي شاد إلى أن “رحلة العام الماضي كانت مليئة بالمطبات بالنسبة للسياحة: بداية مع أحداث فيضانات الربيع واحتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر وتحطم الطائرة الأوكرانية، وبالتالي كان تفشي الوباء بمثابة الإنفجار بالنسبة لنا”.

وفي ما يخص المرشدين السياحيين، أسفت المرشدة السياحية مهدية جهانغير، في حديث نقلته financialtribune، لأن “لا أحد يتحمل مسؤوليته تجاهنا، ولا أحد ينظر إلى وضعنا”، لافتة إلى أن “هناك 10000 مرشد سياحي في إيران، وهم لا يعملون ضمن شركة معينة، وبالتالي هم ليسوا مشمولين بأي تغطية تأمينية، ولا يمكنهم الحصول على مساعدات الدولة التي تقدمها للعاطلين عن العمل في هذه الظروف”.
أما المرشدة السياحية زالة (38 سنة) فأوضحت في حديث مع صحيفة الـ”مونيتور” يوم الإثنين الماضي، أنها كانت تعمل لدى شركتي سياحة، وبعد أزمة الوباء، تم التخلي عن خدماتها قبل أن تقفل إحدى الشركتين أبوابها، أما الثانية فقد حافظت على 3 موظفين فقط من أصل 17″.

قبل جائحة كورونا، أظهر قطاع السياحة مؤشرات إيجابية جداً، ففي عام 2019، سجّل حجم إيرادات تقدّر بـ 11.7 مليار دولار ما يشكل 2.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي لإيران. لكن اليوم، وفي ظل هذه الأوضاع الراهنة، بات من الصعب التكهن بمدى قدرة هذا الشريان الحيوي لإيران على الإستمرار والصمود في وجه الأزمات التي تعصف فيه.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: