الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 أغسطس 2020 15:34
للمشاركة:

تفاؤل من اجتماعات اللجنة الدستورية رغم توقفها.. والمبعوث الإيراني إلى جنيف: لا حلول في سوريا إلا الحل السياسي

تستمر المشاورات الدولية للبحث عن حلول سياسية للمرحلة المقبلة في سوريا. ورغم توقف الدورة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف بسبب فيروس كورونا، لا تزال المباحثات بين الدول مستمرة وصولاً إلى حل تُجمع عليه جميع الأطراف.
في هذا السياق، أكدت الدول الثلاث الضامنة لعملية آستانا للسلام في سوريا (ايران وروسيا وتركيا) ضرورة احترام وحدة وسيادة وسلامة الاراضي السورية. وفي بيان مشترك لها على هامش اجتماع لجنة الدستور السورية، نددت الدول الضامنة بـ”الصفقة النفطية بين إحدى الشركات الأميركية وتشكيلات غير قانونية في سوريا، بالإضافة للهجمات الإسرائيلية المستمرة على سوريا”.

كما أبدت الدول الثلاث اعتراضها على “المصادرة غير القانونية لعائدات النفط وتحويلاتها التي يجب أن تؤول إلى سوريا”، كما نددوا بـ”الصفقة النفطية غير القانونية بين شركة تحمل ترخيصا أميركيا والتشكيلات غير القانونية”.
وأدانت هذه الدول “الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب ضد سوريا والتي تم فرضها بالتزامن مع تفشي جائحة فيروس كورونا”، معلنة عزمها على “عقد اجتماع دولي جديد حول سوريا في إطار منصة أستانا في أسرع وقت ممكن”، كما شددت على “ضرورة مواصلة التعاون من أجل تحقيق القضاء الكامل على التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة والجماعات الأخرى المرتبطة بها والتي تصنفها الأمم المتحدة إرهابية”.

من جهته، أعلن المبعوث الإيراني إلى جنيف والمساعد الخاص لوزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، في حديث لقناة “الميادين”، أن “اليوم الأول من الجلسة، وقبل توقفها بسبب فيروس كورونا، كان إيجابياً، وتم عرض الأجندات المقررة لهذه الدورة”، مشيراً إلى أنه “باللجنة الدستورية هناك مسار أستانة وإرادة الدول الضامنة متفاهمة على أهمية الوصول لنتائج ايجابية”.
وأوضح خاجي أن “تأليف اللجنة الدستورية تم بالاستناد إلى الاتفاقات السورية السورية واجتماعات سوتشي”، كاشفاً عن أن “الممثل الخاص للولايات المتحدة الأميركية لدى سوريا جيمس جيفري قبل أن يأتي إلى جنيف كان لديه تدخل في عمل اللجنة الدستورية”، مضيفاً أن “أي تدخل في عمل اللجنة الدستورية مرفوض، وهذا ما تم الاتفاق عليه مسبقاً بين السوريين”، وشدد الملعوث الإيراني على أن “دور الولايات المتحدة لم يكن أبداً إيجابياً بل كان دوراً يعمق الأزمة في سوريا”. مؤكدًا أنه “ليس هناك أي حل للأزمة في سوريا سوى الحل السياسي”، آملاً أن “تنجح اللجنة الدستورية في عملها”.
ورداً على الاتهامات الأميركية بأن إيران تسلح أطرافاً في سوريا، اعتبر أن “هذا افتراء كاذب، بل إن واشنطن هي من تسلح أطرافاً بشرق الفرات، ويدعمون طرفين في المنطقة داعش والكيان الصهيوني”.

في موازاة ذلك، التقى خاجي مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون لمتابعة المشاورات التي تجريها إيران مع الأمم المتحدة بشأن الوضع في سوريا، حيث ناقش الجانبان خلال المباحثات آخر المستجدات في سوريا خاصة الاجتماع الثالث للجنة الدستورية المنعقد حاليا في جنيف.
وأشاد بيدرسون بدور إيران في دعم عمل اللجنة الدستورية، وأعرب عن ارتياحه لنتائج اليوم الأول من المحادثات.

الجدير بالذكر أن اللجنة الدستورية المصغرة عقدت أولى جلسات الجولة الثالثة من أعمالها في جنيف يوم الإثنين الماضي، قبل أن يتم إرجاءها بسبب إصابة 4 من أعضائها بوباء كورونا. وكانت شركة النفط الأميركية “Delta Crescent Energy” قد وقعت اتفاقا مع قوات سوريا الديمقراطية، يقوم على تحديث وزيادة إنتاج وتسويق النفط في الحقول التي تسيطر عليها الوحدات الكردية المسلحة شرقي الفرات، على أن تبدأ بأنشطتها في الحقول اعتبارا من 20 تشرين الأول المقبل، ليصل الإنتاج إلى 60 ألف برميل يوميا.
وهذه الصفقة أتت بعد أشهر من المباحثات بين المسؤولين الأميركيين ونظرائهم الأكراد، لتتوج باجتماع بين السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام وقائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي الأسبوع الماضي.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: