الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 يوليو 2020 18:42
للمشاركة:

جيروزليم بوست: حزب الله يحتفظ بورقة “الانتقام”

تعليقا على الأحداث التي وقعت على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية كتب موقع “جيروزليم بوست” الإسرائيلي مقالا تحت عنوان “حزب الله يفتح الباب أمام “ردة فعل” جديدة من خلال الامتناع عن الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي”.
واعتبر الموقع أن حزب الله حوَّلَ روايتَه لينفي وقوع أي اشتباك مع إسرائيل يوم الاثنين الفائت، الأمر الذي قد ينذر بالسوء فيما يتعلق بتخفيف حدة التوترات لأن ذلك يعني أن حزب الله يحتفظ بورقة “الانتقام” في يده، وهو على استعداد للعب هذه الورقة متى أراد.

وأضاف الموقع أن رواية حزب الله تتلخص في خشية إسرائيل من حزب الله، وأن الحزب على نحو ما تفوَّق على إسرائيل من خلال حملها على الانتظار ورؤية ما قد يحدث.
وذكر الموقع أن وسائل الإعلام الموالية لحزب الله أو المتعاطفة مع إيران في المنطقة هي الناقلة للرواية، وكذلك حسابات وسائل التواصل الاجتماعي فعلى سبيل المثال، فإن حزب الله لم يكتف بإنكار وقوع الحادث –على الرغم من الدخان ونيران المدفعية يوم الاثنين الفائت- بل إنه يريد أن يشتكي من الانتهاكات الممارَسة بحقّ السيادة اللبنانية بسبب قذيفة أصابت منزلًا أثناء الاشتباكات التي لم تحدث.

وقد أفادت قناة الميادين وفق المقال المنشور، أن حزب الله صرَّح بأنه “لم يكن هناك صدام” والآن سوف يكون هناك “ردَّان” بدلاً من رد واحد، لأن حزب الله يلمِّح الآن بأن إسرائيل مسؤولة عن قتل عضو الحزب علي محسن في سوريا في تموز/يوليو، وأن إسرائيل مسؤولة عن الاشتباك الذي وقع في السابع والعشرين من تموز/ يوليو، وعن “انتهاك” السيادة.
وبحسب الموقع فإن حزب الله يريد فتح حساب مع إسرائيل، ويضع فيه “اعتمادات للردّ” بحيث يتمكن من اختيار التوقيت والمكان لتنفيذ ما يدعي أنه حقه في الانتقام للحادثتين.

ورأى الموقع أن حزب الله إذا ما نجح في تخفيف حدة التوترات فقد ينظَر إليه باعتباره شهمًا ومسؤولًا. وإذا فعل شيئًا فإنه سيقول إنه يملك “الحق”، وهو يعتقد أنه الرابح في كلا الحالتين وهو بذلك يدَّعي أنه يتصرف بمسؤولية، وليس جر لبنان إلى صراع.
الموقع قال أيضًا إن حزب الله يصف إسرائيل بأنها”خائفة، متوترة، وقلقة” وهو بذلك يستخدم حرب المعلومات في كيفية كشفِه لهذه الرواية.
ففي البداية، أفاد أن “مصادر إسرائيلية” ذكرت أن حزب الله أطلق قذيفة كورنيت مضادة للدبابات، طبقًا لقناة الميادين.
ببنائه لهذا كلِّه، فإن حزب الله يدَّعي إذًا أن إسرائيل قلَّلت من شأن الحدث وأنها تقوم بالتضليل. ثم يزعم حزب الله أنه لم يقع أي حدث، ولكنه يحمِّل إسرائيل مسؤولية إطلاق النار الخاطئ الذي من المفترض أنه ألحق الضرر بأحد المنازل. ثم يقول حزب الله إن “القصف الذي حصل اليوم على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه”.
يقول حزب الله هذا وكأنه القوة الأمنية الرسمية للبنان، بعد أن تولَّى زمام الإدلاء بتصريحات حكومية على ما يبدو، على حد تعبير الموقع.

واعتبر الموقع أن حزب الله أدار التقارير الصحافية في هذه الجولة إدارةً جيدةً، ناقلًا الروايةَ التي تُظهِر أن إسرائيل حمقاء وتُلقِي بظلال مِن الشك على ما حدث، ثم يُطالب الموقع حزب الله بالتعامل مع أسئلة (برزت) يوم أمس وهي: لماذا أبرزت وسائلُ الإعلامِ اللبنانيةُ نفسُها والدةَ علي محسن وهي تشيد بـ”الردّ” الذي لم يحدث قط؟، مضيفًا أن “الإعلام في لبنان والمسؤولون هناك برغم ذلك باتوا مقتنعون الآن على نطاق واسع بأن الحادث “مختَلَق”.
ثم تسائل الموقع كذلك، لماذا قال حزب الله إنه كان سيصدر بيانًا بشأن “العملية في مزارع شبعا”، التي قال بعد ذلك إنها لم تحدث؟
لماذا دفعت الميادينُ وغيرُها بقصة تدور حول “قذيفة كورنيت أصابت سيارة جيب”، والتي لم تحدث (بحسب الزعم لاحقا)؟

وخلص “جيروزليم بوست” للقول بإن حزب الله غيَّرَ واختلق سريعًا روايةً محاولًا الفوزَ في حرب علاقات عامة مع إسرائيل وإذلالَ نتنياهو مع نية جعل الجيش الإسرائيلي يبدو غير واثق من نفسه.

ترجمة/ هدير البرقوني

تحرير/ دعاء الحاج حسن

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: