اليمن يجمع أحمدي نجاد بمحمد بن سلمان
تناقلت وسائل إعلام إيرانية غير رسمية رسالة للرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد، يُخاطب فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويعرض عليه المساعدة في جهود وقف الحرب في اليمن في حال موافقته وموافقة زعيم حركة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي، وقد نصت الرسالة على ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الملكي الأمير
محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء
السلام عليكم
كما تعرفون أن الحرب المدمرة على اليمن، التي إندلعت بسبب التنافسات و التدخلات الإقليمية و عبر الإقليمية و مازالت مستمرة لأكثر من خمسة سنوات، حصدت حد الآن عشرات الآلاف من الأرواح بين قتيل وجريح حيث خلفت دمارا شاملا و أدت إلى تفشي الفقر بين أبناء الشعب اليمني المظلوم وسلبت منهم فرص الرُقيّ والتطور، كما سجّلت لدول المنطقة لاسيّما المتناحرة منها آثارا سلبية لاتنسى من الجانب المعنوي والإنساني وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بإنتهاكات حقوق الإنسان وذلك فضلا عن ما حمّلته الحرب من خسائر بشرية وإقتصادية فادحة.
إن هذه الحرب أدت إلى تشديد المنافسة والمعاداة كما أدت إلى ابتعاد دول المنطقة وشعوبها عن التعاون البناء، وأدت إلى تدهور الأمن العام وتدمير المعالم الأثرية والأبنية التاريخية والثقافية في اليمن.
لايخفى على أحد بأنه و مهما تطول هذه الحرب، لاتثمر غير الدمار وقتل الأبرياء للجانبين وأساسا ليس لديها منتصر وفي نهاية المطاف سيخسر الكل وسيحل محل تنديد الشعوب.
فعلى الرغم من أن القوى العالمية تزعم أن لها في هذه الحرب مصالح لكن لو تبصر حقا لرأت أن هذه الكارثة الإنسانية لاتؤمّن مصالح لأي طرف من الأطراف.
المصالح الحقيقية لكل شخص ولكل شعب تكمن في الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتعزيز السلام، والعدالة، والحرية، والمحبة، والإعمار، والتعاون الودي و البناء، ولذلك كل المحاولات من أجل القطرسة والسيطرة على الآخرين أولا: ستفني الحقيقة الإنسانية، وثانيا:لاتخلف غير الخسران للشعوب.
من جهة أعرف، أن الوضع القائم لايرضيكم، وأن ما يحدث يوميا ويذهب ضحيته الأبرياء وتُدمر البنى التحتية قد يلُم بكم الهم والحزن حيث تُصرَف موارد شعوب المنطقة للدمار بدلا من أن تُصرَف للإعمار والإرتقاء بالرخاء والأمن والتطور، ولذلك ترحبون بسلام عادل.
من جهة أخرى، أثق تماما بمرافقتكم وبتعاونكم البناء يمكننا تطبيق مبادرات مؤثرة من شأنها أن تلعب دورا أساسيا في وضع الحد من تفاقم الوضع القائم وإنهاء الحرب والخصومة. كما ليس فيه شك بأن تكاليف الباهضة للحرب المندلعة لو توظف في البناء والإعمار عبر خطة عمل مشتركة إقليمية، سيزول شبح الخوف، والفقر، والموت عن الناس ويتذوق الكل حلاوة حياة كريمة، وعادلة، وحرة تحت ضياء السلام والأخوة.
المسئولية الإنسانية تفرض على الكل وبكل ما تملك من طاقة، أن تسعى من أجل وضع نهاية لهذه الحرب وإحلال السلام والصداقة والتعاون.
إنني بصفة عضو من المجتمع الإنساني الذي تصله يوميا أنباء الأزمات العالمية من هنا وهناك وخاصة فيما يتعلق باليمن ويتأثر منها كثيرا، أعلن عن استعدادي في حال موافقتكم و موافقة قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين، لتشكيل لجنة تضم عدد من الشخصيات الموثوقة عالميةً والـمُتسمة بالحرية والعدالة لإجراء محادثات مع الطرفين المتخاصمين وذلك بهدف إنهاء الأزمة وإحلال السلام والصداقة.
إنني على ثقة، بأن سماحتكم في رد على مطالب شعوب المنطقة والمجمتع الإنساني الواضحة منكم، وبتأمل جيد في نتائج هذه الحرب المدمرة، ستقومون بعمل تُذكرون به خيرا ويرضي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه.
أخوكم
محمود احمدي نجاد
الرئيس السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية
نسخة إلى: الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش