الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 يوليو 2020 09:10
للمشاركة:

هل تتجه إيران وسوريا للتصعيد مع إسرائيل؟

قراءة إسرائيلية في تداعيات اتفاقية التعاون العسكري الموقعة مؤخرًا بين طهران ودمشق

رأى ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية، أن “الاتفاقية العسكرية الجديدة بين سوريا وإيران، تعتبر رسالة لإسرائيل والولايات المتحدة، لأنها ترسخ تواجد إيران العسكري في سوريا، وتقوي قدرات الدفاع الجوي السوري، وهي رد على قانون قيصر الأميركي، وبعض التقييمات تتوقع أن تحمل نذر تصعيد تجاه إسرائيل”.

وأضاف يوني بن مناحيم، في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، أن “توقيع الاتفاقية جاء في سياق غير مفاجئ، بل تزامنا مع انفجار المنشأة النووية في نطنز بإيران، ودخول قانون قيصر” الأميركي حيز التنفيذ الذي يسمح بتوسيع العقوبات على سوريا، ومن يدعمها، مما يرفع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين دمشق وطهران، وهو ما تتابعه تل أبيب جيدا”.

وأشار بن مناحيم خبير الشؤون العربية، أن “الجزء المهم من الاتفاقية، هو توريد نظام جديد طورته إيران لأنظمة الدفاع الجوي المشابهة لنظام صواريخ أرض-جو 300S الروسي، ومنظومة أخرى أسقط من خلالها الإيرانيون طائرة أمريكية بدون طيار في 2019، مع أن روسيا رفضت إعطاء ضوء أخضر لسوريا باستخدام الأنظمة، ويتم تشغيلها من خبراء روس، لذلك لجأ الإيرانيون للرد على الضربات الإسرائيلية”.

وأوضح أن “سوريا وإيران ترسلان رسالة من خلال الاتفاق العسكري الجديد بينهما إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، مفادها أن إيران ستستمر في إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، وأن هذا تعاون عسكري طويل الأمد، وأن قانون قيصر الأميركي لن يمنعهم من تنفيذ خططهم، كما ترسل الاتفاقية رسالة لتركيا مفادها بأن إيران تقف بجانب سوريا عندما يتعلق الأمر بالخطر التركي في شمال سوريا”.

وأكد أن “الاتفاقية ترجح احتمال أن إيران وسوريا تخططان لتصعيد في المنطقة على ضوء الانفجار في منشأة نطنز النووية، والهجمات السيبرانية المنسوبة لإسرائيل في إيران، واستمرار هجماتها في المنطقة، ما يحمل مؤشرات على تخطيط إيران لشن هجوم على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية”.

وتساءل الكاتب “عما إذا كان السوريون تحركوا باتجاه الكرملين، وأطلعوا الرئيس فلاديمير بوتين على الاتفاقية العسكرية الجديدة مع إيران أم لا، مع أن الاتفاق يعزز موقف إيران في سوريا، ويجعلها شريكًا للجيش النظامي السوري، ولا يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يضع كل البيض في سلة موسكو، فالتنافس الروسي الإيراني على السيطرة على الموارد الطبيعية في سوريا لم يعد سراً، ويحاول الأسد لاستفادة إلى أقصى حد من الجانبين”.

ولفت بن مناحيم إلى أن “توقيع الاتفاقية يأتي بعد أشهر من اغتيال قاسم سليماني، وأسابيع من انفجار منشأة نطنز، ومنشأة الصواريخ الباليستية في بارشين، كلها ضربات مؤلمة لإيران وطموحاتها الاستراتيجية، والتقييم الناشئ في المخابرات الأميركية والإسرائيلية أن الإيرانيين سيحاولون الرد على إسرائيل دون “بصمات أصابع” قبل انتخابات نوفمبر الأمريكية لتجنب رد قاس من ترامب، أو رد إسرائيلي قوي بدعم أميركي”.

ووضع الكاتب “سيناريوهات لرد إيراني على إسرائيل بعد توقيع الاتفاقية مع سوريا، تشمل الهجوم السيبراني على أنظمة البنية التحتية بإسرائيل، أو الهجمات المسلحة بالخارج على أهداف إسرائيلية أو يهودية، أو إطلاق الصواريخ على السفارة الأمريكية ببغداد، والقواعد العراقية التي تستضيف القوات الأمريكية، أو إطلاق صواريخ من سوريا ضد إسرائيل، أو إطلاق طائرات بدون طيار عبر جماعات مؤيدة لإيران أو حزب الله”.

وختم بالقول إن “كل ذلك يؤكد أن اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين إيران وسوريا ذات أهمية كبيرة بنظر إسرائيل، لأنه لا يوجد دخان بدون نار، ويعني أن البلدين يستعدان للتصعيد في المنطقة”.

المصدر/ عربي 21

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: