الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 يوليو 2020 19:58
للمشاركة:

الهجمات السيبرانية.. أكبر من حرب نووية بوسائل إلكترونية

سباق تسلح جديد ينطلق في العالم عبر هجمات إلكترونية متطورة تستهدف الوصول لمعلومات حساسة جدا وتغييرها أو تدمير البنية التحتية لموقع أو دولة وربما تتسبب بانفجارات ودمار هائل للدول، فما هي الحرب السيبرانية الحديثة وما دورها في مستقبل العالم؟

أخذت الحروب في العالم أشكالا مختلفة وتطورت على مدى القرون بدءا من الحروب التقليدية بالسلاح الأبيض إلى البندقية البدائية وصولا للأسلحة المتطورة فالأسلحة الكيماوية والنووية والجرثومية.
ومع التقدم العلمي ظهرت أنواع جديدة من الأسلحة في مطلع الثمانيات من القرن الماضي سُميت بالهجمات الإلكترونية، لكن توجهاتها وأهدافها كانت مقتصرة على اختراق الحواسيب والوصول لمعلومات شخص ما.
أما اليوم ومع تطور المعدات الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات، فالعالم يشهد ظهور نوع جديد ومتقدم من الحروب، أشد خطورة ودقة من أي سلاح أخر بما في ذلك السلاح النووي كونها غير محدودة بالمكان أو الزمان ويمكن شنها بسرعة خيالية والأضرار التي يمكن ان تتسبب بها قد تنتشر على مساحات واسعة جدا، نتحدث هنا عن الحروب السيبرانية.

من يقوم بالهجمات السيبرانية؟، ومن الأقوى؟

كانت معظم الهجمات الالكترونية سابقا تُشن بواسطة أشخاص أو مبرمجين لأهداف شخصية أما في العقدين الأخيرين دخلت المنظمات الأمنية والحكومات إلى هذه الساحة وأخذت تنفق الملايين لتطوير قدراتها وبناء جيوش إلكترونية للدفاع عن منشآتها وشن الهجمات المضادة. وبرزت أميركا والصين وروسيا وإيران وكوريا الجنوبية وأدونيسا وإسرائيل في مقدمة الدول المتقدمة في تقنيات الحرب الإلكترونية.

أهداف الحرب السيبرانية

ليس لأضرار الهجمات الإلكترونية حدود، فبإمكانها التسبب بانفجارات في مخازن الوقود والمحطات النووية وكافة المراكز الحيوية أو تعطيل وسائل النقل برا وبحرا وجوا أو تغيير مسار الرحلات، إضافة لتعطيل أنظمة الطاقة وقطع الكهرباء عن مدن بأكملها.
أما معلوماتيا فالهجوم السيبراني يمكنه تعطيل أنظمة التحكم والتشويش على الصواريخ والطائرات وتغيير مسارها أو تعطيل أنظمة الدفاع أو حواسيب أمن المعلومات وتصل قدراتها لتعطيل أجهزة الاتصالات بكل انواعها، ناهيك عن اختراق البنوك وسرقة الحسابات والتلاعب بالتحويلات.

أين تكمن خطورة هذه الهجمات؟

اليوم أصبحت الهجمات الإلكترونية معقدة وخطيرة على نحو متزايد، وذلك عندما وصلت أهدافها لمحاولة تدمير البنية التحتية لدول بأكملها وأصبح تطويرها في مقدمة أهداف الدول فهي تعتبر قدرة ثانية لا تقل أهمية عن القدرة العسكرية وحتى النووية، إذ إن القدرة السيبرانية يمكنها اختراق المنشآت والقاذفات النووية والقواعد العسكرية وتعطيلها أو التحكم بها.

أمثلة عن الهجمات السيبرانية

لقد شهد العقد المنصرم عدة هجمات أدت لأضرار بليغة كان أبرزها في أميركا، حيث أدت إحدى الهجمات لتعطيل قدرات الطاقة الكهربائية وانقطاع التيار الكهربائي عن عدة مدن في مناطق متعددة.
ومن العام 2003 ، بدأت الدول والأجهزة الأمنية شن الهجمات السيبرانية والتصدي للهجمات المعاكسة وهنا كانت بداية استخدام السلاح الرقمي كأداة للجوانب السياسية والامنية.

في اوكرانيا بدأت سلسلة من الهجمات الإلكترونية القوية في يونيو 2017، استهدفت مواقع المؤسسات الأوكرانية، بما في ذلك البنوك والوزارات والصحف وشركات الكهرباء وسبب ذلك أضرار وخسائر جسيمة.
كما واجهت روسيا سلسلة من الهجمات الإلكترونية قُدرت بحوالي 25 مليون هجوم على البنية التحتية خلال كأس العالم 2018.

وتعرضت استونيا وكوريا الشمالية، لهجمات شديدة. أما الإمارات العربية المتحدة فقد أوردت وكالة رويترز أنها قامت عام 2019 بشن هجمات إلكترونية مكثفة على خصومها السياسيين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان في إطار “مشروع الغراب”.

ما يشير اليه الخبراء في هذا المجال أن الحروب القادمة ستكون حصة الأسد فيها للهجمات الإلكترونية، فعلى سبيل المثال لم يعد هناك حاجة لإرسال الطائرات الحديثة لتدمير أنظمة الدفاع الجوي لبلد ما، وإنما يستطيع هجوم سيبراني دقيق تعطيل تلك الأنظمة أو التشويش عليها إضافة لقدرتها على تعطيل المنشآت الأمنية والعسكرية دون الحاجة لصواريخ ما يعني عدم الحاجة مستقبلا لصرف الأموال لصناعة طائرة متطورة أو صاروخ بعيد المدى وإنما ستتحول الحروب إلى أمنية يمكن الانتصار فيها بتكاليف وجهد أقل مع تحقيق نتائج أكبر وأدق.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: