الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 يونيو 2020 08:04
للمشاركة:

موقع “إيران واير” المعارض: موسوي مجد بريء

نشر موقع "Iranwire" الإخباري، مقالةً يوم الثلاثاء 16 حزيران/ يونيو 2020، للمحلل السياسي آرش عزيزي، نفى خلالها ضلوع المتهم بالعمالة، محمود موسوي مجد، في اي دورٍتجسسي ضد الحرس الثوري الإيراني والجنرال قاسم سليماني، استنادًا لتصريحات أدلى بها الخبير اللبناني نزار زكا للموقع نفسه خلال مكالمة هاتفية، كما ورد في المقال الذي ترجمته جاده إيران.

لم يكن محمود موسوي مجد ابن سيد كاظم، قبل فترة بالشخصية المعروفة، ولكن قبل عدّة أيام نشرت السلطة القضائية الإيرانية صورته وادعت بأنه قام بالتجسس على قوات فيلق القدس وقاسم سليماني لصالح وكالة الاستخبارات الأميركية والوساد الإسرائيلي، وتتحدث الآن الحكومة الإيرانية عن إعدام موسوي مجد.
ولكن، نزار زكا يعرف موسوي مجد منذ فترة طويلة. هذا الخبير اللبناني الذي قضى قرابة أربع سنوات من عمره في السجون الإيرانية وأطلق سراحه منذ عام، يقول إن موسوي مجد “طالب بريء”.

وقال السيد زكا، في حوار هاتفي مع “إيران واير”، “محمود من أصدقائي الطيبين، تعرفت به في العنبر 12 من الجناح 7 بسجن إيفين الذي كان مخصصًا للسجناء السياسيين، كان شابًا ويتحدث العربية جيدًا باللهجة اللبنانية ولهذا تحدثنا معًا وأخبرني قصته”. ووفقًا لقول زكا، فإن موسوي مجد، قد كان طالبًا بإحدى الجامعات الدولية الصغيرة في بيروت حين اختطفته القوات الموالية لإيران ذات يوم ونُقل إلى طهران. ويضيف زكا، “خُطف في لبنان، ربما بواسطة حزب الله، والحكومة اللبنانية ليست مستعدة لأي اجراء”.

زكا أكّد، أن موسوي مجد كان يعيش في شقة أمام “جالكسي سينما” في بيروت، وذات يوم اختطفوه من سيارته من أمام منزله. “أخبرني أنهم في المرة الأولى التي أخذوه فيها للاستجواب كانوا يقولون له، سنعذبك؛ لو لم يكرر كلامهم. بعد ذلك وضعوه على متن طائرة ونقلوه إلى إيران، وهناك أولاً كان تحت مراقبة الحرس الثوري ثم أحضروه إلى إيفين”.

يقول زكا، إن “السيد موسوي مجد كان ينشر على موقع فيسبوك منشورات تنتقد الحكومة الإيرانية وحزب الله اللبناني ولهذا السبب كان مستهدفًا”، متسائلًا، “لو كان هذا الشخص جاسوسًا وشخصية أمنيةً فكيف احتجز في إيفين بجوار كل السجناء السياسيين؟”. ويوضح زكا أنه قد كان هو والسيد موسوي مجد بجانب كل الشخصيات غير الإيرانية البارزة مثل الطالب الصيني الأميركي، شياو وانغ، أو مزدوجي الجنسية مثل التاجر النمساوي الإيراني، كامران قادري.

ونشر الإعلام المقرب من الحكومة الإيرانية خلال الأيام الماضية أخبارًا متناقضة حول موسوي مجد، وكالعادة لم تنشر أدلة تدعم ادعاء كونه جاسوسًا. ففي البداية قام المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام محسين إسماعيلي، بتقديم موسوي مجد في المؤتمر الصحفي على أنه جاسوس للموساد، وقال إنه قد تم الحكم على موسوي مجد بالإعدام ومحاكمته بتهمة الإبلاغ عن مكان قاسم سليماني. لكن بعد ساعة من انتهاء المؤتمر الصحفي، أصدر المركز الإعلامي للسلطة القضائية الإيرانية بيانًا ينفي فيه أي صلة بين موسوي مجد ومقتل سليماني.

ونفت “وكالة أنباء الميزان” التابعة للسلطة القضائية أيضًا بعض الشائعات قائلة، “ليس له علاقة بالأماكن المقدسة”. وفي غضون ذلك، كرَّرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من حزب الله، المزاعم التي أدلى بها إسماعيلي بشأن تعاون موسوي مجد مع واشنطن وتل أبيب، قائلة إنه أبلغ عن مكان سليماني وتحركاته.
وقد أكد المسؤولون الإيرانيون على اعتقال موسوي مجد منذ فترة طويلة وعدم صلته المباشرة باغتيال سليماني. ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن مسؤولين إيرانيين أن مهمة موسوي ليس لها صلة باغتيال سليماني، “بل كانت مهمته تكمن في تقديم معلومات للعدو عن قواتنا الاستشارية في سوريا”.

صمت لبنان

يقول نزار زكا، إنه في الآونة الأخيرة قد تحدث في أي مكان اتيح له عن موسوي من أجل الوفاء بوعده. ويضيف، “في نفس اليوم الذي أطلق فيه سراحي وعُدتُ إلى لبنان، قلت ما حدث خلال لقائي الأول مع سعد حريري رئيس الوزراء اللبناني؛ ولكن الحكومة اللبنانية لم تفعل أي شيئاً حيال ذلك”.
ويكشف زكا، “كان متأكدًا أنه لا علاقة لهم به وسيطلق سراحه؛ ولكن بعد مرور عدة أشهر من أطلاق سراحي، اتصل بي تقريبًاً في سبتمبر العام الماضي، وقال إنهم حكموا عليه بالإعدام”.

قال هذا المواطن اللبناني، “إنني أشعر بالمسؤولية لأنهم خطفوه في لبنان ولم تفعل له الحكومة اللبنانية أي شيء. وقد اختطفوه على الرغم من أن موسوي مجد عبر قانونيًاً ورسميًا من الحدود ودخل في أرض لبنان. كما أنني أخبرت رئيس إدارة مكافحة التجسس بوزارة الداخلية اللبنانية في هذا الشأن أيضًا. وهي وكالة استخبارات رفيعة المستوى حققت في قضايا مهمة، بما في ذلك قتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. لكنهم لم يفعلوا شيئًاً حيال ذلك”. ويقول بمرارة “لسوء الحظ من الواضح أن حزب الله يسيطر على الحكومة.”

ويختتم زكا مؤكّدًا براءة صديقه، إن “محمود شابٌ خيِّر، ولطيف وذكي. وهو مثل الشباب اللبناني العادي لأنه تعلم لغتنا جيدًا، كما أنه طريف جدًاً وفي لبنان كان من ضمن أناس منفتحين عقليًا. ولديه الكثير من الذكريات مع البارات والنوادي الليلية في لبنان. وليس صحيحًا قولهم بإنه تعاون مع حزب الله وإنه كان جزءًا من قوات إيرانية معينة، حيث لم يفعل ذلك على الإطلاق. وإنه بريء”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: