الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة20 مايو 2020 08:28
للمشاركة:

هل تحكمت إسرائيل بأكبر قطعة بحرية إيرانية سايبريا ونفذت “القصف الخطأ”؟

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها يوم الاثنين 19 أيار/ مايو 2020، عن قيام إسرائيل بهجوم إلكتروني استهدف ميناء “الشهيد رجائي” في مدينة بندر عباس الإيرانية في تاريخ 9 أيار/مايو الحالي. وهو اليوم الذي سبق إصابة سفينة كُنارك الإيرانية بصاورخ من مدمرة جماران الإيرانية أثناء مناورات دورية في بحر عُمان، حيث لم يُغفل عدد من المراقبين حينها إمكانية أن يكون الخطأ الفني ناجم عن هجوم سيبراني، لا سيما أن الحادثة وقعت بعد ساعات من الحديث الإسرائيلي عن هجوم سيبراني إيراني طال منشأت للمياه في إسرائيل.

وبحسب ما نقلت “واشنطن بوست”، فإن الحركة تعطلت بشكل مفاجئ داخل الميناء في ذلك اليوم، بعدما خرجت الحواسيب وأنظمة التشغيل المسؤولة عن حركة الملاحة عن السيطرة والخدمة.
ورجح التقرير أن يكون هذا الهجوم بمثابة رد، بعد الهجوم الإيراني على ست منشآت مياه وبنية تحتية في إسرائيل خلال الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي إسرائيلي قوله إن الهجوم كان “عالي الدقة” على عكس ما أعلنته المصادر الإيرانية، مما تسبب بإرباك الحركة والعمل داخل الميناء الاستراتيجي.

الجدير ذكره، أن المدير العام لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية محمد راستاد، أكد لوكالة أنباء “ايلنا” الإيرانية الأسبوع الماضي حدوث الهجوم، إلا أنه نفى حدوث اختراق في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمنظمة، مشيرًا إلى أن المهاجمين استطاعوا فقط التسلل إلى عدد من أنظمة التشغيل الخاصة وتدميرها. كذلك، أوضح مصدر إيراني مسؤول في ميناء “الشهيد رجائي” لوكالة “نور نيوز” الإيرانية، أن ما حدث الأسبوع الماضي كان عبارة عن اختلال في أنظمة الميناء الحاسوبية، لافتًا في تصريحه عقب نشر تقرير “واشنطن بوست” إلى أن هذا الخلل قد يكون نتيجة هجوم سيبراني، لكنه في ذات الوقت جزم بعدم حدوث اضطرابات في أيّ من النشاطات المنفذة آنذاك، مرجعا ذلك للاستعداد الكامل لوحدات الدفاع المدني في الميناء والمواجهة الفعالة في الوقت المناسب مع المشكلة.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي فإن الوحدة الدفاعية السايبرية في الجيش الإسرائيلي وهيئة السايبر القومية، رفعت جهوزيتها وتأهبها خشية الرد الإيراني على الهجوم، وجرى إصدار تعليمات وتوجيهات بكافة أنحاء البلاد لكافة العاملين في مجال السايبر بعدم فتح البيانات أو انزال ملفات غير معروف مصدرها، حتى وان كانت متعلقة بفيروس كورونا، خشية استخدامها كذريعة للهجوم الالكتروني.

وفي وقت سابق، أصدرت الجهات الأمنية الإسرائيلية تحذيرات من هجوم سيبراني إيراني بمناسبة اقتراب “يوم القدس الإيراني”، مشيرةً إلى أن الكود الذي وضعه قراصنة إيرانيون للهجوم هو OPSJERUSALEM أو عمليات القدس.

وفي مقال تحليلي للكاتب الإسرائيلي رون بن يشاي في صحيفة “يديعوت احرنوت” اعتبر هذا الأخير أن الهجوم كان رسالة لإيران مفادها، هجمات السايبر أيضاً لها حدود، مضيفًا أن الإعلان عن الهجوم السيبراني على إيران في أحد أهم الصحف العالمية الهدف منه رسم خط أحمر في ميدان السايبر عالمياً، حيث الرسالة إلى النظام الحاكم في طهران، وفق قوله تفيد بأن إسرائيل لن تضبط النفس أمام أي هجوم مماثل، سواء أكان حرب أو عصابات والهدف الاستراتيجي من الهجوم الإسرائيلي على الميناء هو ” الردع”.

من جانبه، علق رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب عاموس يدلن، وهو كان يشغل سابقا منصب رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، علّق على الهجوم المذكور بالقول إن الهجوم السايبري الذي استهدف ميناء” الشهيد رجائي” في مدينة بندر عباس الإيرانية قبل عدة أيام والمنسوب إلى إسرائيل جاء بمثابة رسالة إسرائيلية مهمة إلى إيران، الأمر الذي يشكل بعداً مهماً في الحرب بين الطرفين، إلى جانب البعد البري والبحري والجوي ضد إيران.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: