الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 مايو 2020 21:15
للمشاركة:

مصادر إيرانية لجاده إيران: لم ولن ننسحب من سوريا

هل غيرت إيران آلية عملها في سوريا؟

بعد عام من اخر عدوان إسرائيلي استهدف نقاط لإيران في شمال سوريا، وتحديدا في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار شمال حلب 27/3/2019، هزت المدينة أصوات انفجارات ضخمة ليل الثلاثاء 4/5/2020. بعد أقل من ساعة أكدت دمشق أنها دفاعاتها الجوية تصدت لقصف إسرائيلي استهدف نقاطاً عسكرية في معامل الدفاع والبحوث العلمية الواقعة في منطقة السفيرة جنوب شرق حلب.

تقاطعات كثيرة بين العدوانين، فالمنفذ لكليهما هي إسرائيل. المستهدف دائما بحسب الاعلام الإسرائيلي النقاط العسكرية الإيرانية في سوريا. القصف نفذ عبر طائرات حربية عبرت الأجواء الأردنية وصولا الى جنوب شرق سوريا عند قاعدة التنف، لتدخل منها الطائرات الى الأجواء العراقية، وتتجه غربا لتدخل أجواء سوريا مجددا، عند منطقة شرق الفرات الخاضعة حاليا لسيطرة ميليشا كردية حليفة للولايات المتحدة الأميركية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن واشنطن هي المتحكم جويا في أجواء منطقة شرقي الفرات. الطائرات الاسرائيلية نفذت قصفها من أجواء مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة شمال شرق سوريا.

هذا عرض يختصر ما جرى بناء على الواقع وما أورده الاعلام الإسرائيلي. لكن المثير للانتباه سرعة الاعلام الإسرائيلي هذه المرة في الإعلان والحديث عن القصف وأنه استهدف نقاطا لإيران في حلب شمالي سوريا. بل ذهب مصدر أمني إسرائيلي للحديث عن بدء ايران بتفكيك معسكرات لها في سوريا، المصدر الأمني الذي وصفه الاعلام الإسرائيلي بالمطلع والكبير قال إن “ايران تباشر الانسحاب من سوريا بعد الضغط الذي مارسه الجيش الإسرائيلي من خلال القصف المستمر وتم تفكيك عدد من القواعد والمعسكرات التابعة للمجموعات المسلحة التابعة للحرس الثوري في بعض مناطق سوريا”.

كلام المصدر الأمني اُتبع بتصريح لوزير الأمن الإسرائيلي تحدث عن استمرار تل أبيب بقصفها لنقاط إيرانية في سوريا لإجبارها على الخروج من هذا البلد. لكن مسارعة الإعلام الإسرائيلي للكشف والحديث عن القصف يثير تساؤلات عن حقيقة الهدف الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية ليل الثلاثاء 4/5/2020.
معلومات “جادة ايران” تؤكد أن القصف الإسرائيلي لم يستهدف أي نقطة لايران في منطقة السفيرة، بل أن النقاط المستهدفة تابعة للجيش السوري. كما وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها “جاده إيران” من مصادر مطلعة أن القصف استهدف منشأة انطلق العمل فيها قبل شهرين تقريبا وما تزال في بدايتها.
وهنا يبرز السؤال، عما اذا كانت إسرائيل تخشى في سوريا من التواجد الإيراني فقط أم انها لا تزال تتحسب لأي مشروع سوري يمكن أن يعطي لدمشق قدرات عسكرية تعيد لها عامل الردع بعد ان استنزفت في حربها المستمرة منذ 2011.

أما عن حقيقة بدء ايران بتفكيك معسكرات وقواعد لها في سوريا فالمؤكد بحسب مصادر “جاده إيران” في دمشق وطهران أنه والى ساعة تحرير هذا النص لم يغير الإيراني من آلية عمله في سوريا، من دير الزور الى حلب وصولا الى الجنوب عند الحدود مع الأراضي المحتلة.
بل تؤكد المعلومات عن تثبيت طهران لقواعدها وتدعيم مقراتها الحساسة في سوريا بعد احاطة عملها مؤخرا بعامل السرية المطلقة. فالقصف الإسرائيلي المستمر خلال السنوات الماضية دفع الإيرانيين ومن معهم لاتباع الية جديدة في العمل تشبه في معطياتها الية عمل حزب الله في جنوب لبنان، وتقوم من حيث المبدأ على التحرك العلني في نقاط ومقرات لا يشكل كشفها تهديد وجودي وحقيقي للدور المناط بالقوات المنتشرة في المنطقة، في حين تكتنف السرية المطلقة الية عمل المقرات الرئيسية ومقرات القيادة “مع التركيز على عدم الثبات والاستقرار في منطقة معينة لفترة طويلة، تجنبا لكشفها” والحديث هنا عن المقرات الحساسة.

وتقول المصادر أنه “بات الزاما على القوات العاملة في مقرات القيادة او التي يمكنها أن تتردد على مقرات القيادة أن تتجنب التعامل مع أجهزة الاتصالات الذكية او الانترنت في أوقات تواجدها في العمل ويكتفي العنصر باستخدام شبكة اتصالات داخلية تربط القوات بعضها ببعض، تشبه كثيرا شبكة اتصالات حزب الله في لبنان.”

بناء على ما تقدم تؤكد المصادر الخاصة ب “جاده إيران” أن حرب الوجود بالنسبة للايراني في سوريا ليست معركة قصف مقر هنا واخر هناك “خاصة اذا ما علمنا بأن المقرات التي قصفت إلى الان تعتبر مقرات قديمة ومنها خارج عن الخدمة منذ فترة”. المصادر تؤكد أن الإيراني يعمل بهدوء لتثبيت واقع وجود له في سوريا يضمن له البقاء مع التغير في الأدوار إن لزم الامر في بعض المناطق، كما حدث في حماة عندما استبدل الإيراني قواته بقوات تابعة لحزب الله، ولعل هذا ما يبرر تزايد عدد قوات النخبة التابعة لحزب الله في سوريا والتي باتت تتواجد في حلب وإدلب وحماة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: