الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 أبريل 2020 14:52
للمشاركة:

فيروس كورونا.. أحدث المعارك بين إيران و الولايات المتحدة الأميركية؟!

نشر موقع اسوشييتد برس مقالاً للكاتب جون جامبريل، تحدث فيه عن الصراع الأميركي- الإيراني الذي دخل فصلاً جديداً مع تفشي وباء كورونا داخل إيران، حيث أكد جاميريل على أن واشنطن تسعى لإجبار طهران على الإنفاق في الداخل و ليس على حلفائها الإقليميين، إليكم ترجمة المقال المنشور مساء الثلاثاء 14 نيسان/ أبريل 2020

حتّى بينما يواجه كلاهما نفس العدوّ الخفي في ظل أزمة وباء كورونا ، فإن علاقة إيران و الولايات المتّحدة لا تزال حبيسة حملات ضغط انتقاميّة متبادلة تتعامل مع تفشي الوباء الآن على أنه مجرد ساحة قتال أخرى .
مستنزفة بالكامل، تسعى طهران الآن إلى التأثير على الرّأي العام الدّوليّ بشأن العقوبات الأميركيّة من خلال تسليط الضوء على حربها مع المرض الذي سببه الفيروس. طلبت إيران 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي بينما تقوم بتخصيب اليورانيوم فوق حدود صفقة عام 2015 مع القوى العالمية، بينما تصر الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق من جانب واحد في عام 2018 بقرار من الرئيس دونالد ترامب على أن المساعدات يمكن أن تصل إلى الجمهورية الإسلامية، رغم أن المنظمات الإنسانية تقول إن العقوبات التي تفرضها واشنطن تعطل حتى التجارة المسموح بها.

بالتوازي تسحب الولايات المتحدة قواتها من قواعدها العراقية، و تعيد نشر قواتها بطريقة تصفها بأنها كانت مخططة مسبقاً، في حين يزعم ترامب أن إيران تخطط “لهجوم متخفٍ” ضدها.
ويطغى الوباء على خطر نشوب صراع مفتوح بين البلدين، و مع ذلك يقول البعض إن الخطر مستمر و بمستويات مرتفعة كما لو كان بعد هجوم الولايات المتحدة بطائرات بدون طيار في يناير/ كانون الثاني والذي أدى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق.

وتقول ماهسا روحي، الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية “بعد مقتل سليماني، تصور الجميع أن الحرب سوف تندلع، لكن شيئاً لم يحدث، و كنا قريبين من الحرب إلى الحد الذي لم يحصل فيه شيء، و لكننا لم نعد إلى الوضع الطبيعي …. لقد عدنا إلى موقف حيث قد تتحول أي خطوة بسهولة إلى صراع “.
و قد يبدو التوتر تافها مقارنة بالوباء الذي أصاب ما لا يقل عن 2 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم و قتل أكثر من 119 ألف شخص (وقت كتابة التقرير، اليوم الرقم يزيد عن 160 الفا)، و ما ساعد على هذا التصور هي المنشورات الساخرة لوزارة الخارجية الأميركية على وسائل التواصل الاجتماعي ودعم القائد السابق للحرس الثوري في إيران لفكرة انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة غير الجدية.
و مع ذلك إن المخاطر قد تتطور لأي شيء، كما حدث في الليلة التي ردت فيها إيران على مقتل سليماني، فهي أسقطت أيضاً طائرة ركاب أوكرانية عن غير قصد، فقتلت جميع ركابها الـ 176، كما واصلت الجماعات الشيعية المسلحة في العراق تهديد القوات الأميركية المنتشرة هناك في أعقاب القتال ضد جماعة تنظيم الدولة الإسلامية.

“بعد مقتل سليماني، تصور الجميع أن الحرب سوف تندلع، لكن شيئاً لم يحدث، و كنا قريبين من الحرب إلى الحد الذي لم يحصل فيه شيء، و لكننا لم نعد إلى الوضع الطبيعي …. لقد عدنا إلى موقف حيث قد تتحول أي خطوة بسهولة إلى صراع “

و بينما التزم وزير الخارجيّة محمد جواد ظريف الصمت بشكل كبير في الأيّام الأولى من نشوب الأحداث في إيران، بدأ حملة منسقة تستهدف العقوبات الأمريكيّة، كوسيلة لإعفاء الحكومة المدنية الإيرانية من المسؤولية عن اندلاع الحرب اذا ما تم احتواؤها، و لكن مزاعم ظريف بشأن “الإرهاب الطبي” من قِبَل الولايات المتحدة سلطت الضوء أيضاً على التحدي الذي تواجهه طهران في الوصول إلى بعض الإمدادات الطبية.
وبينما تقول الولايات المتحدة إن المساعدات الطبية و الإنسانية لا تزال معفاة من العقوبات، قالت هيومن رايتس ووتش إن القوانين الأميركية تؤثر على قدرة إيران على الوصول إلى المعدات الحيوية، ” بما في ذلك أجهزة التنفس، وأجهزة المسح الضوئي بالتصوير المقطعي المحوسب، ومعدات إزالة التلوث، وأجهزة التنفس الاصطناعي الكاملة” ، و في الوقت نفسه , تظل الشّركات الدّوليّة متخوفة في ظل العقوبات الأمريكيّة حتّى من المعاملات المصرح بها مع إيران.
وكما قال أوليفييه فانديكاستيلي، مدير مكتب الإغاثة الدولية في إيران “كانت إحدى المشاكل التي واجهت المساعدات الدولية تتلخص في توضيح القضايا القانونية المرتبطة بالعقوبات لضمان جلب الإمدادات الطبية والأدوية إلى إيران” ، و في بيان له قال “لقد أدى هذا إلى إبطاء الاستجابة الصحية في الأسابيع الأولى من تفشي المرض” ، و لقد قام الآلية الأوروبية (INSTEX) بإيصال المساعدات الى ايران، و ساهمت أيضا بذلك سويسرا و الصين، كما أسهمت دول الخليج العربية الإقليمية المحيطة بايران و ذلك بسبب ازدياد حجم القلق بشأن انتشار الفيروس إلى بلدانها، بينما تؤكد إيران أنها تستطيع إنتاج الأقنعة والقفازات، و هو ما زعمت الولايات المتحدة أنه يقلل من طلب طهران البالغ 5 مليارات دولار لصندوق النقد الدولي، و الذي سيكون أول قرض لها منذ عام 1962.

يأتي كل هذا في وقت تستمر فيه إيران في إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب، ومؤخراً أكد رئيس برنامجها النووي على تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي، رغم أن إيران لم تقدم أي استعراض لبرنامجها النووي أثناء اليوم الوطني للطاقة النووية، و هذا يزيد من شكوك حول وجود محادثات سرية بين الوسطاء، خاصة بشأن إطلاق سراح السجناء الأمريكيّين والغربيين الآخرين، و قد اعترف الجهاز القضائي الإيراني بالمحادثات الجارية بشأن تبادل الأسرى في السادس من إبريل/نيسان، من دون أن يوضح تفاصيل هذه المحادثات.
ولكن التوترات الإجمالية تظل مرتفعة إلى حد غير عادي، و تشير الفيديوهات على الإنترنت و الإعلام الإيراني إلى أن إيران نشرت بطاريات صواريخ فجر-5 على الشواطئ على طول مضيق هرمز البالغ الأهمية، وهو الباب الضيق في الخليج الفارسي الذي يمر عبره خمس النفط الذي يتم تداوله في العالم.

و لقد أبلغ عن وقوع حوادث بحرية في المضيق وحوله أيضا، ففي 27 مارس , اقترب قاربان لهما سلم مرتفع من سفينة حاويات تحمل العلم الأمريكي، بينما اقتربت سفن الحرس الثوري من سفينة في 2 إبريل ، و ذلك طبقًا لشركة الأمن البحري الخاصة (درياد جلوبال) ، وبعد ذلك مساء الثلاثاء، ركب رجال مسلحون سفينة شحن تحمل علامة هونغ كونغ قبالة سواحل إيران بالقرب من المضيق، ممسكين بالسفينة لفترة قصيرة قبل أن يطلقوا سراحها ، و قد وقعت الشكوك على الفور على الحرس، رغم أن إيران لم تعترف بالحادث.
و رفض التعليق على هذا الأمر أسطول البحرية الأميركية الخامس الذي يتخذ من البحرين مقراً له، والذي عادة ما يكون في حالة متوترة مع القوات الإيرانية، لكن الصيف الماضي شهد سلسلة من المواجهات في البحر وعلى الأرض شملت الاستيلاء على ناقلات النفط.
وتسعى حملة الضغط الأمريكية جزئيا إلى إجبار إيران على الإنفاق في الداخل و ليس على حلفائها الإقليميين ، و تنظر طهران إلى هذه الجماعات باعتبارها جزءاً من الردع الدفاعي الذي تقوم به في المنطقة، و قالت “روحي” : إن الضحايا جراء الفيروس تزداد في إيران في حين أن الوباء يمكن أن ينتشر أكثر إلى حلفاء أميركا في المنطقة ، مما يجبر العالم على العمل مع طهران، و قالت : ” في نهاية المطاف ، يبقى ذاته الممثل السيء الذي يحكم دولة يتجاوز تعدادها 80 مليون نسمة و المعضلة أنه لا بديل له “.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ اسوشييتد برس

ترجمة :
جهاد رياض أبوراس
facebook account : Jehad R Aburass
Jokop4455@gmail.com

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: