الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 سبتمبر 2018 08:12
للمشاركة:

القمة الثلاثية في طهران وانعكاساتها على مصير أم المعارك في إدلب

438

 

جاده ايران- زكريا ابوسليسل

 

تنطلق اليوم في طهران أعمال القمة الثلاثية التي تجمع كلاً من زعماء روسيا وتركيا وإيران، وتكتسب هذه القمة أهميتها من حيث توقيتها والمكان الذي تُعقد فيه.

 

فعلى صعيد التوقيت، تتزامن القمة مع التحضيرات التي يجريها الجيش السوري وحلفاءه من الروس والإيرانيين لاستعادة مدينة ادلب السورية من المسلحين الذين يسيطرون عليها، لكن وسط هذه الاستعدادات السورية الروسية الإيرانية تبدو تركيا منزعجة من هذا الهجوم لما له من أضرار قد تطال مصالحها في سوريا، ومن الممكن ان تنعكس هذه الاضرار على الداخل التركي المهدد بموجة نزوح  قد تتسبب بها المعركة، بالإضافة لخطر الفصائل المسلحة على تركيا اذا ما دخلت عناصرها للأراضي التركية تحت غطاء النازحين.

 

وبالرغم من هذا الانزعاج والقلق التركي إلا أن التصريحات الصادرة عن مختلف المسؤولين الروس والإيرانيين تبدو مصممة على حسم ملف إدلب بما يضمن عودة الدولة السورية للسيطرة على المدينة كما عادت وسيطرت من قبل على أغلب المدن السورية بمساعدة  حلفاءها الروس والإيرانيين.

 

ووسط هذا القلق التركي والتصميم الروسي الإيراني، تحاول قمة طهران اليوم التوصل لحل وسط في هذه المعركة يضمن عودة المدينة لكنف الدولة السورية، لكنه يراعي في الوقت ذاته القلق التركي من تداعيات تلك المعركة، فإذا استطاعت القمة التوصل لهذه التسوية المنتظرة فإنها بذلك تضمن بصورة كبيرة فشل التحرك الأمريكي الذي يحاول تعطيل هذه المعركة من خلال العمل على جلب تركيا لصفه أكثر، بعدما ساهمت الأخيرة مع روسيا وإيران في انجاح مسار الاستانة  للحل السياسي على حساب المسار السياسي في جنيف والذي تراهن عليه الادارة الأمريكية لحل الأزمة السورية.

 

أما على صعيد المكان فإن القمة تنعقد على الاراضي الإيرانية، بعدما انعقدت مرتين سابقتين على كلٍ من سوتشي الروسية وأنقرة التركية، وفقاً لاتفاق سابق يقضي بتداور أماكن انعقاد القمة بين أراضي تلك الدول الثلاثة.

 

وحتى تكتسب القمة أهمية أكبر في إيران تم نقل المكان داخلياً من تبريز إلى طهران، حتى يتسنى للضيفين الروسي والتركي استغلال هذه القمة للقاء المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في إيران السيد علي خامنئي، الذي يعرف الضيفين جيداً أن زيارة لإيران دون اللقاء به يمكن تشبيهها بالصلاة التي يؤديها الفرد دون وضوء.

 

1016459542.jpg

 

والحقيقة أن الاجتماعات التي ستجمع الزعيمين الروسي والتركي مع المرشد خامنئي تنال اهتمام إيراني خاص، فروسيا التي سيجتمع زعيمها مع خامنئي تمثل طرفاً دولياً في الاتفاق النووي الذي يجلس بغرفة الانعاش بعد الانسحاب الأمريكي منه، وعودة العقوبات الأمريكية على إيران بصورة قوية يُتوقع اشتدادها اكثر مطلع الشهر القادم.

 

ولذلك فمن المؤكد أن خامنئي سيناقش هذا الموضوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيما وأنه قد عاد وأكد قبل أيام على ان إيران ستحرق الاتفاق النووي اذا لم يلبي مصالحها وبذلك فإنه يرمي الكرة في ملعب الأطراف الدولية الأخرى الموقعة لهذا الاتفاق وعلى رأسها روسيا التي يجمعها مع إيران علاقات تجارية أكبر من تلك العلاقات التي تجمع بين طهران والأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق.

 

05ewp_1507148497_5884.jpg

 

أما الاجتماع الذي سيضم خامنئي وأروغان، فمن المتوقع أن يتطرق لعدة قضايا تخص البلدين، أهمها الاعلان التركي عن عدم التزامه بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وهذا من الممكن أن يدفع إيران لمحاولة الاستفادة من الموقف التركي للعودة لسياسية الالتفاف على العقوبات الأمريكية من خلال تركيا، لكن على وقع العقوبات الأمريكية التي بدأت تُفرض على تركيا، تبقى هذه المحاولات الإيرانية مهددة من حيث فاعليتها وقدرتها على احداث اختراق في جدار العقوبات.

 

ومع هذا التشابك في العلاقات التي تجمع بين إيران والطرفين الآخرين التركي والروسي يبقى السؤال المطروح هل إن الحاجة الإيرانية لروسيا وتركيا في ملف العقوبات والملف النووي ستنعكس على الموقف الإيراني فيما يخص إدلب السورية، علماً بأن إيران أكثر هذه الاطراف الثلاثة استفادةً من عودة سيطرة الدولة السورية على كافة أراضيا.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: