الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 أبريل 2020 11:04
للمشاركة:

تسمية الكاظمي.. حين يتفق شمخاني وبومبيو

تسمية رئيس الاستخبارات العراقية مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة في العراق لم تكن مفاجئة، لكنها قبل أشهر قليلة فقط كانت لتكون صادمة، فما الذي تغير؟

قبل خمس سنوات فقط، لم يكن اسم مصطفى الكاظمي ليعني الكثير في الأوساط السياسية والشعبية. حينها كان الكاظمي يدير قسم العراق في موقع المونيتور الأميركي، إلى جانب تأليفه كتبًا عديدة من بينها “المسألة العراقية”، انشغالات إسلامية”، و”علي ابن أبي طالب الإمام والإنسان”. لكن ارتباط الرجل بحزب الدعوة الاسلامي، وعلاقة المصاهرة التي تجمعه بمهدي العلاق، مدير مكتب رئيس الوزراء، شكلّا لاحقًا باباً لتحولات جذرية في حياته، وربما في المسار الحالي لبلاده.

قبل أسابيع قليلة، وفي أعقاب اغتيال الولايات المتحدة الاميركية لقائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس، برز اسم مصطفى الكاظمي، الذي أصبح رئيسا للاستخبارات العراقية في العام 2016. برز اسمه مع اتهام إحدى الفصائل المقربة من إيران له بتزويد الأميركيين بمعلومات سهّلت الاغتيال. الاتهام الذي ورد على لسان المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي أبو علي العسكري، الذي قال في تغريدة على تويتر: “إن البعض يتداول ترشيح الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء، وهو أحد المتهمين بمساعدة الولايات المتحدة لتنفيذ اغتيال سليماني والمهندس”.
واعتبر العسكري ترشيح الكاظمي لرئاسة الحكومة بمثابة “إعلان حرب على الشعب العراقي، وسيحرق ما تبقى من أمن البلاد”.

لم يطل الأمر كثيرا حتى وصل أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى العراق، وفاجأ الكثيرين بلقائه بالكاظمي، ثم بدأ الاسم بالتداول بشكل أكبر في الأوساط المقربة من طهران كرئيس مقبل للحكومة بمجرد اعتذار عدنان الزرفي عن تولي منصب رئاسة الحكومة، وهكذا كان.

وتقول مصادر شديدة الاطلاع ل “جادة إيران” إن زيارة اسماعيل قآاني، خليفة سليماني، إلى العراق حملت نقطة رئيسية على جدول أعمالها، تأمين إجماع عراقي يسمح بتعيين رئيس للحكومة، وعدم ممانعة إيرانية بل ومباركة لتولي الكاظمي الموقع. عدم ممانعة إيران يقوم على أسس عديدة، أولها أن الكاظمي وإن كان محسوبا على الفريق الأميركي في العراق، إلا أن علاقته بطهران وكذلك بحزب الله في لبنان ليست سلبية، وطهران بالتالي تدرك أن رئيس الوزراء الجديد وإن كان بينه وبين الفصائل العراقية تباينات، فذلك لا يغيّر في حقيقة أنه شخصية حكيمة ومحاطة بمن يتمتعون بدورهم بعلاقات إيجابية مع طهران بحيث أن التواصل لا يمكن أن ينقطع بين الطرفين.
المصادر تشير أيضا إلى أن طهران تنظر للأمر من عدة زوايا، من ضمنها أن تولي شخصية كالكاظمي رئاسة الوزراء في ظل تمتعها بعلاقة مميزة مع واشنطن قد يسهم في انحسار الوجود العسكري الأميركي في البلاد في المقابل، وربما ينجح في أن يلعب دور حامل الرسائل النزيه بين أميركا وإيران.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: