الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 أبريل 2020 12:13
للمشاركة:

هل يستخدم ترامب فيروس كورونا كغطاء للحرب على ايران؟‎

نشر موقع ذا إنترسبت الأميركي مقالاً للكاتب مهدي حسن خلّص فيه إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وشركاءه عازمون على استخدام انتشار فيروس كورونا كغطاء لحرب جديدة تستهدف إيران، إليكم ترجمة المقال المنشور مساء الإثنين 30 أذار/ مارس 2020

كل الأخبار تتحدث عن فيروس كورونا ، سواء كانت القنوات التلفزيونية أم الصحف الوطنية أو الإذاعة العامة، أو حتى خدمات البث الصوتية المعروفة بالبودكاست. لن يكون بوسعنا أن نبتعد عنها، لقد أغرقنا الوباء جميعا و بشكل كامل؛ نتكلم و نفكر ونحلم بالشيء ذاته، و لكن اسمحوا لي أن أحظى بانتباهكم لبضعة لحظات وأن أوجه اهتمامكم إلى شيء آخر، كم واحد منكم انتبه للقصة المزعجة بعض الشيء والتي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز بقلم مارك مازيتي و إيريك شميت في الأسبوع الماضي، و التي كانت بعنوان ” خطة البنتاجون لبدء التصعيد في العراق يقابل بتحذير من قائد القوات”؟

لم تنتبهوا؟ حسناً، في خضم كل هذا الهلاك و الكآبة المرتبطة بالفيروسات، أشعرني هذا الخبر بمزيد من القشعريرة في عمودي الفقري.

البنتاجون أمر القادة العسكريّين بالتخطيط لتصعيد العمليات الأميركيّة في العراق، و ذلك بإصدار توجيهات الأسبوع الماضي للإعداد لحملة تدمير جماعة ميليشيا مدعومة من إيران هددت بمزيد من الهجمات ضدّ القوّات الأمريكيّة، ولكن القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق حذر من أن مثل هذه الحملة قد تكون دموية و هدّامة وتجازف بحرب ضد إيران.

و في مذكّرة صريحة الأسبوع الماضي، كتب الفريق “روبرت وايت”  أن الحملة العسكريّة الجديدة ستتطلب أيضًا إرسال الآلاف من القوّات الأميركيّة إلى العراق و تبديل وجهة الموارد من المهمة العسكريّة الأميركيّة الأولى هناك، أي تدريب القوات العراقية على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، هل فهمتم؟

إنه تصعيد عسكري جديد في العراق من قِبَل الحكومة الأميركية والذي “يهدد بالحرب مع إيران”، هذه هي وجهة النظر الصريحة للجنرال الأميركيّ الأعلى رتبة في الميدان .

إن الصراع مع إيران، كما أشرت مراراً و تكراراً، سوف يكون كارثة استراتيجية و إنسانية، وسوف ينتهي الحال بالولايات المتحدة إلى قتل الآلاف من الإيرانيين الأبرياء؛ و سوف تشن إيران هجوماً عبر جماعات مدعومة منها في مختلف أنحاء المنطقة، فضلاً عن العالم أجمع؛ وستحمل القوّات الأميركيّة في العراق هدفا على ظهورها و سترفع أسعار النفط و الغاز إلى عنان السماء، و على حد تعبير رئيس القيادة المركزية الأميركية السابق الجنرال أنتوني زيني: “كما قلت لأصدقائي ، إذا كنت تحب العراق و أفغانستان فسوف تحب إيران”.

و هنا يثار تساؤل هو، من هو المجنون الذي يخاطر بمثل هذه الحرب بينما العالم وسط وباء عالمي؟

الجواب: الرئيس دونالد ترامب، بمساعدة وزير الخارجية مايك بومبيو و تحريض من مستشار الأمن القومي روبرت أوبريان.

على ما جاء في نيويورك تايمز، فإنهم “كانوا يمارسون الضغوط من أجل اتخاذ إجراءات جديدة عدوانية ضد إيران و حلفائها و يرون في ذلك فرصة لمحاولة تدمير المليشيات التي تدعمها إيران في العراق، بينما قادة إيران في حالة انشغال بأزمة الوباء في بلادهم .

و لكي نكون واضحين، وفاة إيراني من كوفيد-19 كل 10 دقائق، بينما يصاب 50 شخصا في الجمهورية الإسلامية كل ساعة، يقترب عددالضّحايا بسرعة من 3,000، و رغم ذلك فإن ترامب و كبار مساعديه يرون أن هذه “فرصة” لدفع أجندتهم الغوغائية المتشددة.

بالرغم من ذلك و كما هو الحال في كثير من الأحيان، فإن القيادة العسكرية الأميركية ليست أكثر حرصا على اشتعال الشرق الأوسط الجديد من القيادة المدنية الأميركية. فقد أوضحت تقارير من “نيويورك تايمز” أن وزير الدفاع مارك اسبر و الجنرال مارك ميللي رئيس هيئة الأركان المشتركة حذرين من تصعيد عسكري حاد، لأنه قد يزعزع في المستقبل استقرار الشرق الأوسط ، في حين يأمل ترامب في خفض عدد القوات الأميركية في المنطقة ” .

هل تذكرون اغتيال الجنرال الإيراني و الأمني المحترف “قاسم سليماني” في الثالث من يناير؟ قد يبدو ذلك منذ فترة طويلة، و كانت إدارة ترامب في ذلك الوقت تزعم أن قتل سليماني “كان يهدف إلى ردع خطط الانتقام الإيرانية في المستقبل” ، فكيف كانت النتيجة؟

في يوم السبت، ذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها أن “المليشيات المدعومة من إيران أصبحت أكثر جرأة في مهاجمة القوات الأميركية في العراق، مع تكرار الضربات الصاروخية ضد القواعد العسكرية، وللمرة الأولى في وضح النهار” ، وعلى هذا فقد فشلت قياسات الإدارة ذاتها في تحقيق هدف اغتيال سليماني، كما قال مات دوس، مستشار السياسة الخارجية للسيناتور بيرني ساندرز، في منشور له على موقع  تويتر:

ولكن وفقاً للمنطق غير القابل للتزوير “الضغط لأقصى الحدود” ، فإن الإجابة الوحيدة هي على الدوام …. المزيد من الضغوط  و المزيد من التصعيد”.

المزيد من الضغط سيؤدي الى مزيد من التصعيد، هذا على وجه التحديد ما يبدو أن الفريق روبرت وايت كان يحاول التحذير منه، و لكن هل يصغي أي شخص إلى تحذيره؟ هل يكون الديمقراطيون في الكونجرس على استعداد أو قادرين على الدعوة إلى عقد جلسات استماع بشأن السياسة الإيرانية المتهورة و الخطيرة التي تنتهجها الإدارة، في خضم أزمة فيروس كورونا الحالية؟

يبدو أن ترامب و أتباعه لا يبالون بالتأثيرات المحلية المترتبة على اندلاع حرب خارجية جديدة، كيف لا و هي الإدارة التي تعلن علناً عن جولات جديدة من العقوبات العقابية على الاقتصاد الإيراني المحطم، في حين تحث القادة العسكريين الأميركيين بشكل خاص على تصعيد النزاع مع الإيرانيين على الأراضي العراقية.

قبل أقل من أسبوعين، و في مقالة عن قسوة ووحشية الإبقاء على العقوبات المفروضة على إيران في حين يشتد الوباء في مختلف أنحاء البلاد، وصفت الأشخاص المسؤولين عن الحكومة الأميركية بأنهم “مرضى نفسيين”، و الآن نكتشف بفضل مذكرة داخلية كتبها جنرالأميركي تسربت إلى صحيفة نيويورك تايمز أن خنق الاقتصاد الإيراني ليس كافياً لخنق ترامب و شركائه، وهم عازمون على استخدام انتشار مرض مميت كغطاء لحرب جديدة.

ربما كان وصفهم بأنهم ” مرضى نفسيين ” أقل من الحقيقة .

المصدر/ ذا إنترسبت
مهدي حسن  
30 مارس 2020، 8:13 مساء 

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

ترجمة :
جهاد رياض أبوراس
facebook account : Jehad R Aburass
Jokop4455@gmail.com

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: