الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 مارس 2020 09:06
للمشاركة:

بين سباقين تشريعيين… فجوة في مقاربة مفهوم المشاركة الشعبية

نشرت صحيفة “ايران” الحكومية، مقالًا للصحفي عباس عبدى، يوم الاثنين 2 آذار/ مارس 2020. ناقش خلاله نسب المشاركة الشعبية للمحافظات الإيرانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وفق بيانات وزارة الداخلية الإيرانية، مؤكّدًا على تغير سياق الانتخابات ودوافع الناخبين للمشاركة في الاقتراع، بين آخر سباقين تشريعيين (2016-2020).  ورأى عبدى، أن دراسة البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية، تعكس فجوة كبيرة بين نسب المشاركة في محافظات إيران ال31، موضحًا أن نسبة المشاركة في محافظة “كهغيلويه وبويراحمد” بلغت حوالي 70%، أي ثلاثة أضعاف نظيرتها في العاصمة طهران، حيث بلغت 26% فقط. وهو ما اعتبره عبدى “تناقضًا غير مبرر في مجتمع واحد”، وفق تعبيره.

بين سباقين تشريعيين... فجوة في مقاربة مفهوم المشاركة الشعبية 1

عبدي، قال، إن “هذه النسب تؤكّد اختلاف مفهوم المشاركة الشعبية بين المحافظات الإيرانية، إذ ساهمت المنافسات القومية والمحلية في بعض المحافظات ك “كهغيلويه وبويراحمد” في ارتفاع نسبة المشاركة فيها”. وبيّن أن المحافظات التي شهدت نسب مشاركة مرتفعة هي التي تضم قوميات مختلفة، ما يعني قيام دوافع المشاركة على طابع محلي  وليس وطني، في المقابل حملت دوافع المشاركة الشعبية طابعًا آخر في العاصمة طهران، وهو الطابع البرامجي، “حيث تمحورت أسس اختيار المواطنين لممثليهم على برامج أحزابهم الانتخابية ورؤيتهم لمستقبل البلاد، وذلك على الرغم من وجود حزب واحد فقط وببرنامج انتخابي غير واضح”، وفق قوله.

  وخلص عبدي، إلى أن الفجوة بين نسب المشاركة تكشف أن المحافظات التي تعتبر متردية الخدمات، في الصحة والتعليم والثقافة، سجلت نسب مشاركة أعلى، وذلك على نقيض المحافظات التي تعتبر متقدمة في النواحي ذاتها. الأمر الذي يؤكّد أن “دوافع المشاركة في هذه الانتخابات جاءت على خلاف مفهوم المشاركة المرتبط بتقدم المجتمع وحاجاته”. وهو الأمر الذي اعتبره عبدي سلبيًا بالمقارنة مع نسبة المشاركة في انتخابات الدورة العاشرة من البرلمان الإيراني، عام 2016. حيث بلغت نسبة المشاركة في طهران آنذاك 50%، في حين بلغت 70% في محافظات أخرى. أي ان الفروقات كانت مقبولة، والمشاركة كانت تحمل بُعدًا وطنيًا أخذ بالتراجع منذ ذلك الحين بسبب عدّة عوامل.

إضغط لمتابعة الملف كاملاً/ الانتخابات الإيرانية.. ظلال الأزمات

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: