الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 فبراير 2020 17:36
للمشاركة:

كورونا في إيران عشية السباق التشريعي… كيف واجهت السلطات الإيرانية الأزمة؟

تواجه إيران أزمة مزدوجة بعد إعلان وزارة الصحة الإيرانية يوم الأربعاء عن وفاة أول حالتين نتيجة الإصابة بفايروس كورونا في مدينة قم، إذ تزامن إقرار وزارة الصحة الإيرانية بأعداد الوفيات والإصابات مع موعد الانتخابات التشريعية والتي جرت على امتداد المحافظات والمدن الإيرانية يوم الجمعة.
وفي ظل تخوفٍ رسمي من انخفاض معدل الإقبال الشعبي على الاقتراع لاسيما من مؤيدي التيار الإصلاحي بسبب تضاؤل حظوظ تيارهم بالفوز بعد إقصاء عدد كبير من مرشحيه، ليأتي الإعلان عن حالات الوفاة والإصابة بالفايروس ويهدد نسب المشاركة في الاقتراع، وليدعم حالة العزوف الشعبي تخوفًا من انتقال العدوى بالفيروس القاتل.   
وكان وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، قد أعلن عن إصابة 4 أشخاص بالفيروس في مدينة قم، الواقعة على بعد 157 كيلومتر من العاصمة طهران، وحالة أخرى في مدينة آراك، فيما تم وضع 24 آخرين تحت الرقابة الصحية المشدّدة للتأكد من إصابتهم بالفايروس من عدمها. وأكّد نمكي عقب اجتماع طارئ عقد في وزارة الصحة أمس الخميس برئاسة النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، أنه “سيتم إطلاع الشعب الإيراني على نتائج الاختبارات الجارية بكل شفافية”.
ورغم إعلان السلطات الإيرانية عن تشكيل مقر للوقاية من انتشار الفايروس، وتأكيدها اتخاذ كافة الاجراءات لمنع انتشاره، وإطلاع المواطنين على كافة التطورات. تداول الناشطون والمستخدمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مسجلة تثبت سقوط أشخاص على الأرض قيل أنهم مصابو بفايروس كورونا داخل إيران، لتسارع السلطات بالنفي والتأكيد على أن هذه المقاطع مضللة ومصدرها خارج البلاد.
في المقابل، دعا الباحث في الشؤون الدولية، رضا نصري الحكومة الإيرانية لتشكيل إدارة رسمية لنشر المعلومات المتعلقة بفايروس كورونا، تفاديًا لتداول الإشاعات وبث الرعب بين المواطنين والمقيمين. وأكّد نصري خلال مقالته في وكالة “ارنا” الرسمية، على “وجوب مواجهة الحكومة الإيرانية للحرب النفسية الشرسة التي يديرها الأعداء، مستغلين أي حدث جديد لإضعاف النظام السياسي، وخلق أزمة اجتماعية جديدة في البلاد”، على حد قوله. نصري شدّد على ضرورة “اعتماد الحكومة لمرجع رسمي وحصري لتداول المعلومات في كافة المحافظات، إضافة لتشكيل صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تشكل مرجعًا رسميًا يضع حدًا لانتشار الشائعات حول الفايروس،  وتواجه الحرب النفسية المعلنة ضد إيران في الخارج”.
وضمن الإجراءات الرسمية لمواجهة الفايروس، أعلن الناطق باسم هيئة الطيران الإيرانية رضا جعفر زاده، تعليق كافة الرحلات من وإلى الصين، مع الاستمرار باستقبال البضائع الصينية تحت إشرافٍ من وزارة الصحة. بدورها أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تعطيل المدارس والجامعات يومي الخميس والسبت في مدينة قم، وأشارت إلى احتمالية تمديد العطلة في حال استعدى الأمر.
من جهته، شدّد محافظ مدينة قم بهرام سرمست، على ضرورة توخي المواطنين الحذر خلال حضورهم إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في العملية الانتخابية، واستخدام الأقلام الشخصية واتباع إجراءات الوقاية بوضع القناع الصحي. بدورها أكّدت إدارة العلاقات العامة ل”مؤسسة صلاة الجمعة” في مدينة قم، على إقامة صلاة الجمعة اليوم تحت تدابير صحية شديدة تخوفًا من انتشار الفايروس.
وشهد إعلان وزارة الصحة الإيرانية، ارتدادات إقليمية، منها إعلان الحكومة العراقية تعليق الرحلات الجوية من وإلى إيران حتى إشعار آخر، وإغلاق المنافذ البرية مع إيران لمدة ثلاثة كذلك إعلان الإدارة العامة للطيران المدني في الكويت عن تعليق رحلاتها الجوية لإيران، بينما صرَّح المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغاني لوكالة “ارنا” الإيرانية، عن تشديد الرقابة الصحية على الحدود مع إيران ومضاعفة عدد الكوادر الطبية في عدّة منافذ بالتنسيق مع إدارة الحدود هناك.

إضغط لمتابعة الملف كاملاً/ الانتخابات الإيرانية.. ظلال الأزمات

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: