الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 فبراير 2020 09:39
للمشاركة:

إسكندنافيا… ساحة لحرب تجسس بين إيران والسعودية؟

نشرت صحيفة “The Independent” البريطانية، تقريرًا يوم الأربعاء 5 شباط/ فبراير 2020، حول ما وصفته ب “حرب التجسس بين إيران والسعودية”. الصحيفة انطلقت من حادث توقيف السلطات الدنماركية أربعة إيرانيين لم تعلن عن أسمائهم بعد، بتهمة التجسس والقتل والإرهاب، يوم الإثنين الماضي.
ووفق التقرير، فإن أفراد المجموعة ينتمون إلى “حركة النضال العربي لتحرير الأهواز” المعارِضة، والتي يرى أنصارها أن “الموقوفين أبطال يواجهون نظامًا قمعيًا، نظرًا لملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية”.
السلطات الدنماركية والهولندية كشفت أن “المقبوض عليهم كانوا يتجسسون على رجال أعمال وأفراد في الأراضي الأوروبية لصالح السعودية منذ عام 2012 على الأقل، واستطاعوا جمع معلومات كثيرة ونقلها إلى المخابرات السعودية”. وقد كشف التقرير أيضًا، أن المجموعة “متورطة في الهجوم الذي استهدف عرضًا عسكريًا في منطقة الأهواز الإيرانية عام 2018، وأسفر عن مقتل 24 شخصًا”، إذ اعترف قائد المنظمة –التي تصنفها إيران بأنها إرهابية- بضلوعها في الهجوم.

التقرير نقل عن الباحث الإيراني الدنماركي في “معهد دول الخليج العربية للدراسات” علي ألفونه قوله: إن “حرب التجسس بين السعودية وإيران تأخذ مكانها في كل دول العالم، والدنمارك جزء من هذه الحرب”. وربط التقرير بين حادثة القبض على المتورطين وحالة الاضطراب التي تعيشها المعارضة الإيرانية في المنفى، حيث “تنتهج أساليب النظام الذي تواجه، من قبيل القتل والتهديد والتجسس، وهو ما أغضب السلطات الدنماركية وجعلها تستدعي السفير السعودي لديها” وفق قوله.
وتابع التقرير، أنه تم تنسيق عملية للقبض على إيراني مرتبط ب”حركة النضال العربي لتحرير الأهواز”، للاشتباه بقيامه بهجمات ضد إيران. كما أعلنت الدنمارك عن حكم غيابي ضد نرويجي من أصل إيراني متهم بالتجسس لصالح إيران في قضية كانت بدايتها عام 2018. جاء ذلك بعد إعلان وزير الخارجية الدنماركية “عدم قبول بلاده مثل تلك الأنشطة على الأراضي الدنماركية والهولندية”. الجدير ذكره هنا، أن السلطات الدنماركية اكتشفت عملية التجسس لصالح السعودية أثناء قيامها بحماية شبكات “حركة النضال العربي لتحرير الأهواز” خوفًا من اختراقها إيرانيًا.
الصحيفة البريطانية تساءلت عن هدف السعودية من تجنيد هؤلاء الأشخاص، ولا سيما في ظل قيام الحكومات دائمًا بالاستعانة بشركات أو جهات أخرى لتجنيد الجواسيس، الأمر الذي يرى ألفونه أن الهدف منه هو “مراقبة الأشخاص المرتبطين بالسفارة الإيرانية في الدنمارك والمساجد والمراكز الثقافية التي تمولها إيران”.
وذكّر التقرير، بالموقف الإيراني الرسمي الذي دائمًا ما يتهم الحكومات الأجنبية بالتجسس، إذ حكمت على مواطن إيراني بالإعدام، وعلى أميركيين بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة تقديم معلومات لوكالة الاستخبارات الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ويوضح التقرير، أن صقور البيت الأبيض في واشنطن، كانوا قد اجتمعوا بمجموعة من أعضاء “حركة النضال العربي لتحرير الأهواز” بعد قيامها باستهداف العرض العسكري في الأهواز. كما يشير إلى أن منظمة “مجاهدي خلق” الأكثر شهرة وإثارة للجدل، تجمعها صلات وثيقة بمحامي الرئيس الأميركي رودي جوالياني، ومستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون. وتابع التقرير، أن الجماعة المؤلفة حاليا من 2600 عضو، انتقلت إلى ألبانيا بعد مغادرتها العراق. وأضاف نقلًا عن تقرير استخباراتي صادر وزارة الداخلية الألبانية، أن “هؤلاء الأعضاء مُتهمون بالقتل والإرهاب”.
ويؤكّد التقرير، أن المنظمات الإيرانية في المنفى تعمل بالتعاون مع منظمة “مجاهدي خلق”، على مهاجمة الباحثين والصحفيين الذين يتركز عملهم على الشؤون الإيرانية. وفي هذا الإطار، كشف التقرير، أن وزارة الخارجية الأميركية قد قطعت تمويلها العام الماضي للحركة والذي وصل في حينها إلى 1.5 مليون دولار، “لغاية تحقيق أهداف مشروع قطع العلاقات مع إيران، والذي يقوده إيرانيون يعيشون في واشنطن”. التقرير أوضح أن قطع التمويل جاء بعد اكتشاف واشنطن أن الحركة تعتمد على معلومات مضللة، وذلك بعد مضايقة هذه المجموعة للصحفيين عبر الانترنت. وهنا يربط ألفونه، هذا الأمر ب”التخلف السياسي”، قائلًا “عندما ينتقل الإيرانيون إلى الغرب، لا يتعلمون من الدول الديمقراطية التي يعيشون فيها”، على حدّ وصفه.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: