الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة20 يناير 2020 09:29
للمشاركة:

أغلب الأميركيين يرون أن نهج ترامب تجاه إيران عزز فرص حدوث الصراع

بفارق ضئيل يتراوح بين 48 و 43 ٪، يرى الأميركيون أن الغارة الجوية الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني كانت قرارا صحيحا، وتقول نسبة 54 ٪ أن نهج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران زاد من احتمال نشوب صراع عسكري كبير بين الولايات المتحدة وإيران، بينما 17% فقط هم من يرون أن ذلك النهج قلل من فرص نشوب صراع كبير مع إيران، بينما كان رأي 26٪ أنه لم يُحدث فرقاً كبيراً.
وبحسب استطلاع للرأي نشره مركز “بيو” الأميركي للأبحاث، ففي ما يتعلق بتقييم تأثير السياسة الإدارية الأميركية على أمن الدولة، يرى 44% أنها جعلت الولايات المتحدة أقل أمناً بينما ترى نسبة 28% أنها جعلتها أكثر أماناً، أما 26% المتبقية، فيرون أنها لم تشكّل فرقاً كبيراً.
وقد أجرى مركز “بيو” هذا المسح على 1504 شخصا بالغا في الفترة بين 8 إلى 13 يناير/كانون الثاني، باستخدام الهواتف المحمولة والخطوط الأرضية، وجاء في دراسته أن حوالي ربع الأميركيين تقريبا أي 23% فقط يقولون إن لديهم ثقة كبيرة في إدارة ترامب فيما يتعلق بإيران، بينما قال 22٪ آخرون أنهم يثقون في الإدارة بنسبة لا بأس بها، أما الغالبية والتي بلغت نسبتها 53٪ فقد تم تقسيمها إلى 18% لا يثقون كثيراً و 35% لا يثقون البتة في النهج الإداري المتّبع تجاه إيران.
من الواضح أن هذه الآراء لا تختلف اختلافاً كبيراً عن التقييمات السابقة للرئيس ترامب، فعلى سبيل المثال وقبل حوالي عام واحد، عبّر 58% عن أنهم يثقون بترامب أقل من ثقتهم بالرؤساء السابقين، 26% كانوا يثقون بتصريحاته أكثر ممن سبقوه، بينما عبّر 14% عن أن مستوى ثقتهم به يعتبر كمستوى ثقتهم بالذين سبقوه.
وكما هو الحال في جميع الآراء العامة حول سياسات وقرارات ترامب بل وترامب نفسه، تنقسم الآراء حول الضربة الأمريكية ضد إيران وتأثيراتها داخل الأحزاب السياسية.
فحين يؤيد الجمهوريون بأغلبية ساحقة قرار شن الضربة الجوية التي أودت بحياة سليماني، فإنهم يعبرون عن وجهات نظر أكثر تباينًا حول كيفية تأثير نهج ترامب تجاه إيران على احتمالات الحرب مع إيران والأمن الأميركي.
وعلى العكس من ذلك، يعبر الديمقراطيون إلى حد كبير عن وجهات نظر سلبية حول تأثير الضربة الجوية على احتمالات الصراع مع إيران وعلى الأمن الأميركي.
وحوالي ثلث الجمهوريين والمستقلين من ذوي الميول الجمهورية أي ما نسبته تقريبا (34٪) يقولون أن أسلوب الإدارة تجاه إيران قلل من احتمال حدوث صدام عسكري كبير معها، بينما هنالك 26٪ يقولون إن احتمال حدوث مثل هذا الصراع قد ازداد، و 37٪ يقولون إنه لم يحدث فرقًا كبيرًا.
أما الأغلبية الكبرى من الديمقراطيين وبمعدل 81% يرون أن السياسة المتّبعة مع إيران زادت من احتمال نشوب صراع عسكري بين الطرفين الأميركي والإيراني.
في حين أن 56% من الجمهوريين والمستقلين الجمهوريين، يميلون إلى أن نهج ترامب تجاه إيران جعل الولايات الأمريكية أكثر أماناً، تبدو النسبة الخاصة بالديمقراطيين وأصحاب الميول الديمقراطية أكبر بكثير، إذ أن 75 % من هؤلاء يقولون إنها جعلت الولايات الأمريكية أقل أمناً.

ومع ذلك، احتشد الجمهوريون وجمهوريو الميول وراء قرار شن الغارة الجوية التي قتلت سليماني، فيقول 84% إنه كان القرار الصحيح، في حين يرى 11 ٪ أنه كان قراراً خاطئاً، بينما يرى الديمقراطيون أن قرار إجراء الغارة الجوية كان خاطئاً، وإنما بهامش أقل يتراوح بين 73% إلى 17%.
وفيما يخص القرار بتنفيذ الضربة ضد سليماني تحديدا، فالجدير بالذكر أنه من بين ربع الجمهوريين تقريباً الذين يقولون إن نهج إدارة ترامب تجاه إيران قد زاد من فرص نشوب نزاع عسكري، فإن 65% منهم يرون أن قرار الغارة الجوية كان صحيحاً، وحوالي 31% من الجمهوريين ممن يعتبرون أن نهج ترامب قد أثار احتمال نشوب صراع عسكري مع إيران أيضا، يقولون إنه كان قراراً خاطئاً.
ويبدو أن النساء والشباب بشكل خاص يرون أن نهج ترامب تجاه إيران قد يؤدي إلى نزاع عسكري كبير معها، وهناك اختلافات كبيرة في وجهات النظر، ترتبط باختلاف الجنس والسن، فيما يتعلق بالغارة الجوية الأميركية التي قتلت سليماني.
النساء أقل بنسبة 20% من الرجال الذين يرون أن قرار تنفيذ الغارة الجوية هو الصحيح (37% مقابل 58%)، والبالغون تحت سن 30 هي الفئة العمرية الوحيدة التي ترى أكثر من غيرها بأن الغارة الجوية كانت خاطئة بنسبة (51%) و (40%) يرون أنها صحيحة
تمتد هذه الاختلافات إلى وجهات النظر حول النهج الشامل لإدارة ترامب تجاه إيران، تقول النساء بنسبة (62٪) أن نهج الإدارة بشكل عام تجاه إيران زاد من احتمال نشوب نزاع عسكري كبير،وتقول نسبة (47%) من الرجال ذات الشيء.
ويعتبر أغلب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا وبنسبة تصل إلى (65٪) ومن تتراوح أعمارهم من 30 إلى 49 عامًا بنسبة (61٪) أن نهج الإدارة المتّبع زاد من احتمال نشوب صراع كبير مع إيران، ونسبة أقل تبلغ (46%) من أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 ترى ذات الشيء.
مقابل ذلك فإن قلة من الأميركيين لديهم ذلك القدر الكبير من الثقة في ما تقوله إدارة ترامب عن الوضع في إيران.
بشكل عام، غالبية الأميركيين بنسبة (53%) يثقون قليلاً أو لا يثقون بتاتاً فيما تقوله إدارة ترامب بشأن الوضع في إيران، أما بالنسبة لما تبقى أي (45%) فإن لديهم ثقة كبيرة أو قدر لا بأس به من الثقة في تصريحات الإدارة.
يعبّر الجمهوريون والمستقلون من ذوي الميول الجمهورية عن ثقة أكبر بكثير من تلك الموجودة لدى الديمقراطيين وذوي الميول الديمقراطية بتصريحات إدارة ترامب بشأن إيران، لكن، هناك اختلافات واسعة في الثقة في الإدارة بين أولئك الذين يعرفون على أنهم جمهوريون وأولئك الذين يميلون إلى الحزب الجمهوري.
بين الجمهوريين، 57% لديهم ثقة كبيرة فيما تقوله الإدارة بشأن إيران، وبين المستقلين الجمهوريين الذين يشكلون حوالي ثلث الجمهوريين ومن ذوي الميول الجمهورية، فإن 33% فقط لديهم قدر كبير من الثقة تجاه تصريحات الإدارة بشأن إيران.
أما بالنسبة للديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية فإنهم لا يثقون إلى حد كبير في تصريحات الإدارة بشأن إيران، حيث تقول أغلبيات مماثلة (62٪ و 57٪ على التوالي) إنهم لا يثقون مطلقًا بما تقوله الإدارة حول الوضع الإيراني..
من بين المستقلين بشكل عام، بمن فيهم أولئك الذين لا يميلون إلى أي من الطرفين، قال 60٪ إنهم لا يثقون إلا قليلاً أو لا يثقون أبدا بما تقوله إدارة ترامب بشأن إيران، بما في ذلك 36٪ لا يثقون في تصريحاتها، وما يقرب أربعة من كل عشرة (38٪) لديهم على الأقل قدر كبير من الثقة في تصريحات الإدارة حول الوضع في إيران

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: