الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة17 يناير 2020 06:20
للمشاركة:

المواجهة الأميركية – الإيرانية تخدم روسيا

نشر موقع “بروكنجز ” مقالًا مشتركًا بقلم ستروب تالبوت وماجي تينيس، خلصا فيه إلى أن “التوتر المتزايد بين إيران وأميركا، بعد اغتيال القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق الإيراني قاسم سليماني، يعطي روسيا فرصة جديدة لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط”.

ويضيف الكاتبان إنه من المنطقي توقع مساعي روسيا لتحويل الموقف لصالحها. فقبل ساعات من شنّ إيران هجومها الصاروخي على القاعدة الأميركية في العراق (عين الأسد)، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور حليفه في سوريا بشار الأسد، ليتحدث الطرفان عن الأزمة الأميركية الإيرانية، كما دانت روسيا مرارا وتكرارا الغارات الأميركية التي تسببت في اغتيال سليماني.

الكاتبان أشارا إلى أن العلاقات الأميركية الإيرانية بدأت بالتدهور منذ اشتعال الصراع السوري، لكنها لم تزدد تدهورا، إلا بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي. ويلفت الكاتبان إلى أن “التقارب الروسي  الإيراني خلال تلك الفترة كان يجري على قدم وساق، عبر التعاون العسكري في سوريا”. ويتوقع تابوت وتينيس أن “يؤدي التوتر الأميركي الإيراني إلى تعزيز قوة روسيا وسمعتها في المنطقة، أو على الأقل مساعدتها في رسم صورة للولايات المتحدة على أنها معتدٍ أخرق، وستدفع القوى الإقليمية والتحالفات الدولية إلى التشكك في التعاون مع واشنطن”.

على الصعيد السوري، يُوضح الكاتبان أن روسيا نجحت في الحفاظ على حكم الرئيس بشار الأسد، بينما كانت الولايات المتحدة وحلف الناتو يطالبون بإسقاطه، ويخلص المقال إلى أن هذا “حكم الأسد يترسخ بانسحاب القوات الأميركية من سوريا”. ويستطرد الكاتبان في القول إنه إذا كانت روسيا قد تدخلت في سوريا، منذ أربع سنوات، لتقويض مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وكسب النفوذ فيه، فإن مكاسبها تضمنت إبعاد تركيا عن حلف الناتو، وبناء سمعة جيدة كداعم أجنبي يعتمد عليه وكصانعة للملوك على حساب واشنطن.

أما ما ساعد روسيا على تعزيز موقعها في سوريا والمنطقة بأسرها، بحسب رأي الكاتبين، فكانت قرارات السياسة الخارجية الأميركية من قبيل التخلي عن الشركاء الأكراد، ما خلق فراغاً سارعت روسيا إلى ملئه. إضافة إلأى ذلك، يعتبر المقال أن الاغتيال ليلة الجمعة 3 كانون الثاني/ يناير، وكل قرارات إدارة ترامب منذ ذلك الوقت، أسهمت في تعزيز هذه المكاسب الروسية، لأنّ هذه الضربات وفقا لقولهم “أغضبت الحكومة العراقية واعتبرتها الأخيرة انتهاكا لسيادتها”، ومع تصريح رئيس الحكومة العراقية بأنه “انتهاك صارخ لشروط وجود القوات الأميركية بالعراق،” يمكن أن يكون رد العراق هو طرد القوات الأميركية منها، وإذا لم تجد أميركا قوات لها في العراق سيصعب عليها الوجود في سوريا، الأمر الذي يخلق أكبر مناورة روسية في المنطقة، ويعزز موقعها بوصفها وسيطا إقليما قويا” بحسب قولهما.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: