الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 يناير 2020 00:40
للمشاركة:

الطائرة “بوينغ 737” الأوكرانية المنكوبة… الفرضيات والتداعيات

تزامنُ تحطّم الطائرة الأوكرانية في طهران، مع القصف الإيراني لقاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق، ترك الباب مواربًا أمام العديد من الفرضيات والتكهنات، حول أسباب سقوط الطائرى. أبرز هذه التكهنات انتشر على نطاقٍ واسع، وهو إسقاط الطائرة بصاروخ “أرض- جو” إيراني عن طريق الخطأ.

فرضيات مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني

رجّح مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، يوم وقوع الحادثة، 3 فرضيات لتحطم الطائرة “بوينغ 737”.
الفرضية الأولى: تعرض الطائرة للاستهداف بصاروخ دفاع جويّ إيراني “أرض- جو”.
الفرضية الثانية: عملية تفجير إرهابية أدّت إلى سقوط الطائرة.
الفرضية الثالثة: انفجار محرّك الطائرة لأسبابٍ فنية.
الحكومة الإيرانية نفت على لسان المتحدث الرسمي باسمها علي ربيعي، أن تكون طائرة “بوينغ” الأوكرانية قد أُسقطت بصاروخ إيراني. وأكد ربيعي في بيانٍ نشره التلفزيون الإيراني يوم الخميس أن “كل هذه التقارير حرب نفسية ضد إيران”. وأضاف: “بإمكان كل تلك الدول التي كان مواطنون منها على متن الطائرة إيفاد ممثلين عنها”، فيما دعا شركة “بوينج” الأميركية لإيفاد ممثلها للانضمام إلى عملية فحص الصندوق الأسود. وكان مسؤولون أميركيون قد توقعوا الخميس أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت الطائرة على الأرجح عن طريق الخطأ.

لجنة مشتركة لتقصي الحقائق

مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيي، أعلن الخميس الماضي، أن الرئيس بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني آليات التحقيق في تحطّم الطائرة “بوينغ” الأوكرانية، وأنّ الطرفين أكّدا على ضرورة تعاون خبراء البلدين في هذه القضية، فيما شدّد روحاني على أن “بلاده ستطلع مجموعة الخبراء الأوكرانيين فورًا على كل البيانات الضرورية”.

مواقفٌ دولية مُشكّكة ومُندّدة

منذ الساعات الأولى لسقوط الطائرة “بوينغ 737” التي راح ضحيتها 176 راكبًا من جنسياتٍ متعدّدة. فقد سارعت الدول المعنية بالحادثة للإدلاء بمواقفها وتعليقاتها، سواء المتضررة منها أم تلك التي تربطها علاقات سيئة مع إيران، كأميركا. إذ اعتبرت إيران أن غالبية هذه المواقف تنبثق من منطلقات سياسية تهدف إلى خدمة واشنطن في حربها المستمرة ضد طهران.
رئيس الحكومة الكندية جاستين ترودو، صرّح  الخميس الماضي قائلًا: “لدينا معلومات استخبارية من مصادر متعددة، بما في ذلك حلفاؤنا ومخابراتنا، تفيد بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض جو إيراني”. وأضاف، “هذا العمل ربما لم يكن متعمدًا”.
يذكر أن كندا هي الدولة الثانية الأكثر تضررًا من حيث أعداد الضحايا.
من جهته، قال رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، الخميس أيضًا، “هناك الآن معلومات تفيد بأن الطائرة أسقطت بصاروخ إيراني، قد يكون هذا غير مقصود”، داعيًا جميع الأطراف إلى خفض التوتر.
بدوره، شكّك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال حديثه إلى صحافيين في البيت الأبيض، في فرضية  حدوث عطلٍ فني في الطائرة، قائلًا: “لديّ شعورٌ بأن شيئًا رهيبًا قد حدث”. وأضاف: “سيسلّموا الصندوقين الأسودين في مرحلة ما لشركة بيونغ في أفضل الحالات، لكن إذا سلموهما لفرنسا أو دول أخرى، فسيكون الأمر على ما يرام أيضًا”.
يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قد صرّح أمس الجمعة، بأن “بلاده مستعدة لتقديم خبرتها التقنية في التحقيق بشأن تحطم الطائرة الأوكرانية إذا تقدمت إيران بطلب لذلك”.

خللٌ في الصندوق الأسود قد يطيل أمد التحقيقات

رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده، قال في مؤتمر صحافي عقد أمس الجمعة في طهران،  إن “أي تصريح قبل استحصال المعلومات من الصندوق الأسود غير صحيح، ونؤكّد بشكلٍ قاطع أن الطائرة لم تسقط بصاروخ”. وأضاف عابد زاده أن “حادث الطائرة الاوكرانية كبير وقد يطول وقت تحليل المعلومات”، موضحًا أن “صندوق الطائرة  الأسود تضرر، وقد نطلب المساعدة من روسيا وفرنسا وكندا للمشاركة في التحقيق”. كذلك دعا عابد زاده شركة “بوينغ” الأميركية للمشاركة في عملية التحقيق، لافتًا إلى أن الأمر قد يستغرق عامًا أو عامين.
وتعتبر اتفاقية “شيكاغو الدولية للطيران المدني” المبرمة عام 1944، المرجع في تحديد قواعد عمليات التحقيق المرتبطة بحوادث تحطّم وسقوط الطائرات، إذ توكل المهمة للدولة التي يقع فيها الحادث؛ ما يعني أن إيران هي الدولة المخوّلة بالتحقيق، إلا أن الاتفاقية تتيح في الوقت ذاته مشاركة ممثلين من الدولة المنتجة للطائرة، أي أميركا. كذلك الدولة التي تتبع لها شركة الطيران المشغلة، أي أوكرانيا.
يذكر أن فريق التحقيق الأوكراني قد وصل الخميس الماضي إلى طهران للمشاركة في عملية التحقيق، ويضم الفريق خبراء في الكوارث الجوية والطوارئ والأدلة الجنائية والعلاقات الدولية، إلى جانب ممثلي الشركة المشغلة للطائرة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: