الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 يناير 2020 04:21
للمشاركة:

هل كان للسعودية دور في اغتيال سليماني؟

خلال الساعات الأولى التي تلت إغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أعلنت الخارجية الأميركية عن اتصال أجراه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعرب فيه عن شكره لبن سلمان على “دعم الرياض المستمر لواشنطن، وإدراكها حجم التهديدات العدوانية المستمرة التي يشكّلها فيلق القدس.”

الاتصال ومضمونه لفت الأنظار ودفع كثر للتساؤل حول سبب شكر بومبيو لولي العهد السعودي في مثل هذا الوقت وهل أن للأمر علاقة بدور سعودي في عملية الإغتيال، أكان على المستوى المعلوماتي أو الأمني أو اللوجستي. التساؤلات لم تجد إجابات شافية حتى اللحظة.
لكن مسؤولا سعوديا قال لوكالة فرانس برس إنه “لم تتم مشاورة المملكة العربية السعودية بشأن الهجوم الأميركي (الذي قتل فيه قاسم سليماني)”. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “نظرا للتطورات السريعة، تؤكد المملكة أهمية البرهنة على ضبط النفس للوقاية من أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد”. في السياق ذاته كشف رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي عن أنه كان من المفترض أن يلتقي بسليماني في بغداد فجر الجمعة لتسليمه رسالة سعودية في إطار مبادرة العراق الهادفة لنزع فتيل التوتر في المنطقة. من جانب أخر، دعت وزارة الخارجية السعودية إلى ضبط النفس، بينما طالب الملك سلمان بن عبد العزيز باجراءات عاجلة “لخفض التوتر”، في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
لكن ربطا بين السعودية والإغتيال قد يكون له علاقة بحادثة أرامكو بالتحديد والتي شكلت واحدة من أكبر الخيبات السعودية من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، أضف إلى ذلك مجموعة الأحداث المتنقلة في المياه الخليجية والحرب في اليمن والتي كانت المملكة تلقي باللائمة دوما فيها على عاملين، إيران وأسلوب تعامل الولايات المتحدة فيها.

بحسب مصدر دبلوماسي عربي طلب عدم الكشف عن اسمه تحدث إلى “جاده إيران”، فإن السعودية تعاملت مع مترتبات أرامكو بالكثير من الواقعية وفي ذات الوقت بكثير من الألم “بسبب السياسة الأميركية التي بدت وكأنها تخضع للبلطجة الإيرانية”، المصدر أشار إلى أن عملية إغتيال سليماني لا شك ستجد من يحتفل بها في المملكة، وإن كانت تتحسب لمترتباتها على المدى المتوسط والبعيد.
فاغتيال سليماني ليس تفصيلا في قراءة السعودية للأحداث، لأن القائد العسكري الإيراني في وجدان المملكة هو العدو رقم واحد بسبب مسؤوليته برأيها عن وضع العراق نتائج الحرب في سوريا والمأزق المستمر في اليمن، إلى جانب دوره في لبنان مع حزب الله وغيرها من لائحة طويلة من أسباب العداوة، يكفي أن اللواء الإيراني كان قد حذّر المملكة من اختبار صبر إيران. سليماني توجه حينها إلى المملكة العربية السعودية محذرا “أنتم تبنون تأثيركم الإقليمي عبر المال، هذا تأثير مزيف وهو خاطئ.”
قبل ثلاثة أيام من العملية، غرّد وزير الخارجية الأميركي بومبيو قائلا إنه تحدث إلى ولي العهد بن سلمان وناقشا معا الهجمات على قوات التحالف مؤكدا أن أميركا سترد بشكل حاسم على الهجمات الإيرانية وأن السعودية والولايات المتحدة ستعملان معا لمواجهة تصرفات إيران المؤذية في المنطقة.
ومع وصول نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى واشنطن عاد بومبيو مجددا ليؤكد أن المسؤول السعودي جاء إلى أميركا ليناقش معه خطة الرئيس دونالد ترامب الدفاعية لحماية الأميركيين في الخارج. بومبيو ذكر أن العلاقات الأميركية السعودية تبقى مهمة بشكل حساس جدا لمواجهة السلوك الإيراني السلبي في المنطقة ولإعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط.
فازت السعودية بقرار إسرائيل إطاحة سليماني وإخراجه من المعادلة، وفازت أيضا لكون الظروف أطاحت بمن تتهمه بدعم كل الجماعات التي تتعامل معها بكشل سلبي. والأهم بين كل ما سلف، أن السعودية كسبت البراءة قبل أن توجه لها أصابع الإتهام، إذ أن الولايات المتحدة قامت بهجوم مباشر ومشخص لإغتيال سليماني، ولو أنها أهملت ذلك لربما كانت السعودية اليوم بين الدول المتهمة بعملية الإغتيال، إلى جانب الإمارات وإسرائيل وهو ما كانت ستكون له مترتبات غير تقليدية.

هل ضربت إيران خاصرة السعودية بالخنجر اليمني؟
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: